السعوديات يتعلمن الحاسب الآلي من أجل القضاء على الفراغ

كلية عفت تنافس مراكز تعليم الحاسب الآلي برسوم زهيدة

TT

أطلقت كلية عفت برنامجا تعليميا وتدريبيا تحت عنوان «طاقات بلا حدود» بالتعاون مع شركة مايكروسوفت ومعهد التعليم الدولي، الذي يهدف إلى محو أمية الحاسب الآلي لدى الفتيات والسيدات، كما تقول الدكتورة إيمان محمد، المسؤولة عن برامج التعليم المستمر بكلية عفت «البرنامج يعمل على إكساب الطالبات المعرفة التقنية حتى تتمكن الفتاة السعودية من الحصول على فرص وظيفية ملائمة بعوائد مالية محفزة، وكذلك تأهيلهن لدخول سوق العمل ونشر المعرفة والثقافة التقنية بين جميع فتيات وسيدات المجتمع السعودي».

وبرنامج طاقات بلا حدود الذي بدأ مطلع الأسبوع الماضي، ويستمر لمدة شهرين ونصف، بمعدل 130 ساعة، أي 3 ساعات يوميا، وبرسوم رمزية، جاء منافسا للبرامج التدريبية الأخرى بمعاهد الكومبيوتر والتي تعطي ذات الدروس في الحاسب الآلي، مثل أساسيات استخدام الحاسب الآلي وأساسيات الوسائط الرقمية وأساسيات الانترنت والويب وتصميم صفحات الويب ومعالجة النصوص والعروض التقديمية وقواعد البيانات وجداول البيانات.

وتقول الدكتورة إيمان «نريد أن نقضي على أمية الحاسب الآلي عند الفتيات السعوديات، خاصة خريجات الثانوية العامة والجامعات ليتمكنوا من الدخول في سوق العمل، وذلك من خلال ما نقدمه لمدة خمسة أيام من محاضرات تهتم بطرق إعداد الفتاة السعودية لسوق العمل وتهيئتها مثل تعلم مهارات العمل وكتابة السير الذاتية وغيرها».

وحول عدم إمكانية بعض الطالبات من اقتناء جهاز حاسب آلي في البيت مما يعوق من تطوير ذاتهن تشير الدكتورة إلى أن الكلية تكفلت بالتدريس المصاحب باستخدام الحاسب الآلي المتوفر بمعاملها وتقول «من الصعب توفير الأجهزة لدى الطالبات».

أما عن الشهادة المعتمدة لهذه الدورة والتي تهم الطالبات كثيرا بعد المعاناة التي يجدنها في كل مرة مع جهة العمل بحجة أن الشهادة غير معترف بها، تقول الدكتورة إيمان «الشهادة معتمدة من كلية عفت وهي شهادة حضور معتمدة بالتعاون مع شركة مايكروسوفت ومعهد التعليم الدولي».

وبالرغم من إقبال السعوديات على تعلم الحاسب الآلي لما تضيفه تلك الشهادة المعتمدة لبقية شهاداتهن التعليمية إلا أنه كما تقول خيرية القثامي مسؤولة بأحد معاهد تعليم الكومبيوتر بالطائف ان معظم المتخرجات لا يستفدن من الشهادة، بل ترص بجوار بقية شهاداتهن وتكون من باب البريستيج ليس أكثر، وتضيف القثامي وهي واحدة ممن تخرجن في الجامعة قسم رياضيات ولم تفتح الخدمة المدنية أبوابها لها فاضطرت كما تقول «لأقضي على الفراغ والملل الذي أحاطني من كل جانب كان لا بد أن أتعلم الحاسب الآلي وتفوقت واثبت جدارتي فبعد تخرجي في المعهد عملت معلمة حاسب آلي وهي وظيفة، لكنها ليست ما طمحت اليه».

وترى القثامي أن معظم السعوديات يتعلمن لذات السبب الذي أرغمها لتعلم الحاسب ونادرا كما تقول «يتعلمن من اجل البحث عن فرصة وظيفية كما يحلمن بها»، والسبب في رأيها «طالبات الحاسب الآلي والمتخرجات في الجامعة أو اللاتي يحملن شهادة حاسب آلي من مركز دولي عالمي وباللغة الإنجليزية ينافسن بقية المعاهد وبالتالي طالبات المعاهد المحلية لا يحظين غالبا بفرصة عمل كما يحلمن ولذلك هي تحصيل حاصل».

وتختلف عنها بتول الأسمر معلمة حاسب آلي بأحد معاهد جدة وتقول «رسوم تعليم الحاسب الآلي غالبا يكون مرتفعا، فلا أظن أن الفتاة تتعلم من اجل القضاء على الفراغ أو الملل» وترى الأسمر أن كثيرا من طالباتها وجدن فرصا وظيفية جيدة وتقول «وجدن وظيفة لأنهن تعلمن اللغة الإنجليزية أيضا والبعض منهن لديهن دورات في برامج مختلفة تهتم بتطوير الذات، فمسألة الوظيفة لا تعتمد على شهادة واحدة فقط» وتضيف «ليس المهم من تعليم الحاسب الآلي الحصول على وظيفة، بل القضاء على أمية الحاسب الآلي لنستطيع أن نرى العالم بمنظور تقني آخر».