«أم القرى» تبحث ولاية الدولة على الأوقاف والاستغلال الأمثل لها

63 بحثا خلال فعاليات المؤتمر الثاني للأوقاف

TT

بدأت مساء أمس، في قاعة الاحتفالات الكبرى في جامعة ام القرى فرع المعابدية، فعاليات المؤتمر الثاني للأوقاف، وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، تحت عنوان «الصيغ التنموية.. والرؤى المستقبلية»، الذي يستمر لمدة 3 أيام، ويرعاه الأمير مشعل بن ماجد، محافظ محافظة جدة، نيابة عن الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد.

وأوضح القائمون على المؤتمر بأن مؤتمرهم الثاني للأوقاف يأتي في ظل التحديات والظروف التي يمر بها العالم الإسلامي، وما يحتاجه من موارد موجودة بالأساس، إلا انها تحتاج لشيء من التفعيل والدعم، إذ ذكر الدكتور عدنان نور الحربي، بأن الهدف من هذا المؤتمر يتمثل في إيجاد الحلول المناسبة للاستغلال الأمثل للأوقاف، وذلك من خلال الصيغ التنموية والرؤى المستقبلية، في سبيل تسخير موارد الوقف في تحقيق تنمية شاملة ودائمة لجميع مناحي وأنشطة ومجالات الحياة، وإيجاد حياة سعيدة لكل مواطن في هذا البلد، واضاف الدكتور عدنان «موضوع الأوقاف من المواضيع المهمة، الذي تتجدد الحاجة إليه باستمرار، بقدر حاجة المجتمع إلى التطور والتقدم والرقي، حيث يعتبر واحداً من وسائل التنمية للمجتمعات إذا أحسن استغلاله واستثمر في مصارفه الحقيقية». وأكد الدكتور الحربي بأن هذا المؤتمر الذي شهد حضور عدد من وزراء الأوقاف في الدول الإسلامية، ونخبة من العلماء والمفكرين والباحثين من داخل السعودية وخارجها، يأتي استكمالاً لجهود المؤتمر الأول الذي عقد في الجامعة منذ 5 سنوات.

وفي السياق نفسه بلغ عدد الأبحاث المقدمة إلى المؤتمر 80 بحثاً، تم استبعاد 17 بحثاً منها· ويشارك في هذه الأبحاث عدد من الشخصيات البارزة التي تعنى بمثل هذه المواضيع· وتتناول الأبحاث وأوراق العمل المقدمة مواضيع عدة ستناقش خلال 8 جلسات متعاقبة، من بينها وقف الجانب المالي من الحقوق الذهنية، والمجالات الوقفية المقترحة غير التقليدية للتنمية المستدامة، وولاية الدولة على الوقف، ويتم خلاله استعراض المشكلات والحلول، بالإضافة إلى الصناديق الوقفية المعاصرة، وضبط تصرفات الناظر من قبل القاضي الشرعي، ووقف المنافع، وكتمان الوقف واندثاره، إلى جانب الوقف المؤقت، والوقف المؤقت للنقود لتمويل المشاريع الصغرى للفقراء، وتوجيه مصارف الأوقاف نحو تلبية حاجات المجتمع.

وتناقش البحوث المقدمة أيضاً مواضيع دور القضاء الشرعي في ضبط تصرفات الناظر، ومخالفة شرط الواقف، وإدارة الأوقاف على أسس اقتصادية مع الإشارة إلى دمج الأوقاف الصغرى، ودراسة للمؤسسات الوقفية الأجنبية وإمكان الاستفادة من تجاربها، والمجالات الوقفية المقترحة للتنمية المستدامة ونظام الوقف الإسلامي، والنظم المشابهة في العالم الغربي، بالإضافة إلى المجالات الوقفية المستجدة، ووقف المنافع والحقوق، والوقف ومنظمات العمل الأهلية، والصيغ الجديدة للتكامل، وعرض نماذج واقعية ونموذج مقترح لتحويل المشاريع الوقفية إلى جهات مانحة، وإحياء الأوقاف الخيرية، والوقف الإسلامي الحديث بين تحديات الواقع وضرورة الإصلاح.

وكانت الجهة المشرفة على المؤتمر أعدت برنامجاً خاصاً لهذا المؤتمر الذي سيشهد عقد عدد من الأنشطة الثقافية، التي ستقام في قاعة الأمير فيصل بن فهد في جامعة أم القرى فرع حي العزيزية، من بينها حوار ثقافي يشارك فيه الدكتور عبد الرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى، والدكتور محمد عمارة، والدكتور محمد بن سليم العوا، المفكرين الإسلاميين.

ويأتي هذا الحوار تحت عنوان «علاقة الإسلام بالوطنية»، الذي سيتم من خلاله مناقشة التغيرات السياسية وتطور النظام السياسي الإسلامي وأهمية وأثر الوطنية على المجتمع الإسلامي، بالإضافة لحوار آخر عن «العالم الإسلامي بين الواقع والمأمول»، يشارك فيه الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور عصام البشير، الأمين العام للمركز العالمي للوسطية، إلى جانب الدكتور عائض القرني، الداعية الإسلامي.