قرب الاختبارات الفصلية ينعش سوق «الدورات الدراسية»

المدرس «الخصوصي» خرج من الباب وعاد من النافذة

TT

«هل تريد أن تتميز دراسياً؟ هل ترغب في مواكبة مستوى الطلبة المتفوقين؟ كيف تكون واثقاً من أداء اختباراتك؟»، أسئلة مثيرة للاهتمام، تغري الطلاب والطالبات على طرق الباب السحري للخطط الفعالة، التي تدّعي مساعدتهم على النهوض بمستواهم الدراسي، وتجذبهم بتحقيق المعدلات المرتفعة، عبر الدورات الدراسية المقدمة في مراكز التنمية البشرية، التي تحولت لبديل مبتكر لدور «المدرس الخصوصي» التقليدي في التحضير النفسي للطلاب والطالبات، خاصة مع قرب قدوم اختبارات الفصل الدراسي الأول.

شهدت صفحات المطبوعات الإعلانية مؤخراً منافسة واضحة بين المراكز المختصة بإقامة دورات التفوق الدراسي، التي تحاول مداعبة أحلام الطلاب والطالبات من خلال عرض الأمثلة ـ غير الموثقة ـ لتجارب أقرانهم، مدعين تحقيقهم معدلات دراسية مرتفعة فور الالتحاق بمثل هذه الدورات، ودفع ثمن رمزي، يكفل الانتقال من التقدير «الجيد» إلى «الممتاز».

وفيما تتصف الدورات الاقتصادية ودورات المهارات الاجتماعية بالارتفاع الكبير لأسعار الكرسي الواحد، اتسمت الدورات الدراسية بالانخفاض النسبي للرسوم، الذي يتراوح غالباً ما بين 100 إلى 350 ريالاً، مراعاةً لإمكانات الفئة المستهدفة، ومحاولةً لجذبها بكل الطرق الممكنة.

ويبرر الدكتور محمد الزنان، مدرب في مركز الجدير للتطوير والتدريب، انخفاض تكلفة رسوم الدورات الدراسية مقارنة بغيرها، بارتفاع حجم الشريحة التي تستهدفها، قائلاً «دورات المجالات الأخرى لا يكفيها يوم واحد، والأعداد التي تكون فيها قليلة جداً، مقارنة بالأعداد الكبيرة للطلاب الذين يقبلون على الدورات الدراسية».

وحول انتعاش سوق هذه الدورات الدراسية في فترات الاختبارات الفصلية، ومدى إمكانية زرع المهارات الدراسية الأولية خلال أربع أو خمس ساعات، مع ادعاء كونها ستمكن الطالب من مضاعفة مجهوده الدراسي طيلة السنة، يقول الدكتور يوسف الخاطر، مدرب ومدير مركز مهارات الحياة، «هذه المهارات من الواجب تعلمها منذ أول أسبوع للدراسة، وأن لا ترتبط إطلاقاً بموسم قرب الاختبارات».

ويرى الخاطر بأن الطالب يحتاج لتعلم هذه المهارات قبل بدء الشروع بدخول المدرسة، مستشهداً بتجارب فعلية أكدت وجود الاختلاف بين الطالب المتمكن من كافة أدواته الدراسية وغيره، مضيفاً «هناك ثلاثة أسئلة لا بد أن يعرف الطالب كيف يجيب عنها حتى يتغلب على الصعوبات الدراسية التي قد تواجهه، وهي كيف يتعلم بالفصل؟ وكيف يذاكر؟ وكيف يؤدي الاختبارات؟».

فيما يكشف الزنان عن أن هذه الدورات القصيرة قد لا تخدم الطالب بالشكل الكافي، قائلاً «يوم واحد لا يعتبر وقتاً كافياً لإكساب الطالب كافة المهارات الدراسية المطلوبة، فأنا أحاول أن أعطيه المهارات الأساسية فقط، وأعلمه طرق الاستفادة الكاملة من الخريطة الذهنية».

جدير بالذكر أن هذه الدورات الدراسية لا تقدم للطلبة فقط، حيث تحرص على استقطاب المدرسين والمدرسات، عبر عرض برامج قصيرة خاصة بتحسين مستواهم التدريسي، الذي يصفه المختصون في هذه البرامج بأنه ضروري جداً، معللين ذلك بعدم دراية الكثير من المدرسين والمدرسات بالمهارات المبتكرة للتعلم، وتوجيه الطالب لها.