سعوديون يستثمرون كراهية طوابير البنوك بدفع عمولة مجزية لمن يسدد نيابة عنهم

تجديد الجوازات والإقامات والرخص المرورية في مقدمتها

TT

يبدأ عيسى الأجود وفهد المغنم يومهما بالتنافس على جذب الزبائن ممن لم يقوموا بتسديد رسوم استخراج الجوازات أو تجديدها أو الإقامات وغيرها من الرسوم وحتى تسديد المخالفات المرورية أمام مبنى الجوازات في المنطقة الشرقية، التي يحتاج المراجع إلى السرعة في إنجازها حتى لا تتعرض معاملته للتأخير من خلال عبارات «تبغى شيء، تريد تسديد جواز أو إقامة أو.. حاضرين»، هذه العبارات التي تعوّد عليها مراجعو الجوازات قد تبدو للمراجع الجديد غريبة، لكن يمكن أن يساعد أحد هؤلاء الشاب الآخر في إقناع الزبون بأن كل شيء نظامي ويستطيع التأكد من ذلك من خلال مكاتب الاستقبال داخل الإدارة، وإذا ثبت غير ذلك يستطيع أن يأخذ نقوده فوراً.

الأجود الذي يرى في هذا الموقع فرصة عمل تناسبه بشكل كبير وتعطيه فرصة للحركة وللعمل أكثر وفرصة للكسب أكبر في ما لو كان يعمل في احدى الشركات، كما يخشى على هذه الفرصة أن تتبخر ـ حسب تعبيره ـ إذا ما تم تعديل النظام المعمول به حالياً في تسديد رسوم الجوازات، وهذا بدوره سيفقده دخلا مهما أصبح قوام نشاطه يتراوح بين 150 ريالا و200 ريال يومياً، من خلال العمولات التي يحصلها من الزبائن، كما يسمهم أو المراجعين على الأصح.

يقول الأجود «منذ عامين وأنا لا أفكر في البحث عن عمل، وعملي الوحيد الذي أمارسه هو تسديد الرسوم والمخالفات لمراجعي الجوازات وتحصيل العمولات عليها».

الاجود الذي يبدأ نهاره، كما يقول، برصيد في حسابه المصرفي لا يقل عن 50.000 ريال، التي قد لا تكفي في بعض الأحيان، كما يقول، خاصة في أوقات الذروة وهي بداية الاجازات، حيث يزيد مراجعو الجوزات مما يزيد الطلب على الخدمة التي يقدمها هو وزملاؤه.

يقول فهد المغنم بعد أن فرغ من تسديد رسوم أحد المراجعين «العمولة تعتمد على المعرفة، فإذا كنت أعرف الشخص قد لا آخذ منه سوى 10 ريالات، إما إذا كنت لا أعرفه، وهم الغالب من زبائننا، فقد تصل العمولة إلى 40 ريالا على العملية الواحدة».

تتراوح الخدمات التي يقدمها المغنم وصديقه الأجود من 20 ريالا عن تسديد مبلغ 300 ريال، 30 ريالا لمبلغ 600 ريال، و40 ريالا لمبلغ 1000 ريال، كما أن الحد الأدنى للعمولة 10 ريالات.

المغنم الذي يبحث عن فرصة عمل أخرى بديلة لهذه الفرصة، يقول «السبب هو قلة المبلغ الذي أعمل من خلاله، فعادة ما يكون في حسابي المصرفي 3000 ريال فقط، وهي لا تعطيني فرصة لتحصيل عمولات أكثر، مما يعني أنني قد استنفدها مع 3 زبائن، وقد استنفدها مع زبون واحد أحياناً، لذا اضطر إلى الذهاب إلى البنك لإيداع المبلغ النقدي، وهذا يفقدني كثيرا من الفرص بسبب الغياب عن موقع العمل».

الأكثر طلباً لخدمات التسديد هم السعوديون الذين لا يرغبون بالوقوف في طوابير البنك لإيداع مبلغ بسيط، لذا يفضلون دفع عمولة قد تصل إلى 40 ريالا أمام مبنى الجوازات للحصول على نفس الخدمة.

يقول عيسى الأجود «عندما يأتي إلى الموقع مَن يقدم نفس الخدمة التي نقدمها نأخذ بياناته «رقم جوال ورقم بطاقته»، ونوصلها إلى إدارة الجوازات حتى يمكن الوصول إليه إذا ما تلاعب مع أحد المراجعين، أما إذا رفض ذلك، فإننا نقوم بتحذير المراجعين من التعامل معه، كما نبلغ الإدارة بذلك».

ويوضح المغنم كيفية التعامل مع مَن يقومون بالتسديد عنه ولا يدفع المبلغ، يقول «نبدأ التسديد قبل أن نحصل على المبلغ ليكون الزبون واثقاً منا، وذلك في كل الخدمات ما عدا تسديد المخالفات المرورية، وإذا لم يدفع نبلغ إدارة الجوازات أننا سددنا عنه ولم يعطنا حقنا، وتوقف معاملته حتى يعيد المبلغ إلى حساب من قام بالتسديد عنه».