700 مركبة تذرع شوارع السعودية في تنافس بين الحياة والموت على «الثواني الذهبية»

20% من قائدي المركبات «يعترفون» بإعاقتهم سيارات الإسعاف

TT

اعترف 20 في المائة من مجموعة مشاركين في استفتاء مفتوح، أجرته جمعية الهلال الأحمر السعودي، عبر موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت، بإعاقتهم عمل سيارات الإسعاف، ورفضهم إفساح الشوارع والطرقات لتسهيل مرور سيارات الإسعاف، والتي يتجاوز عددها 700 سيارة، وفقاً لإحصاءات جمعية الهلال الأحمر السعودي.

فيما رأى 70 في المائة ممن شملهم الاستفتاء ضرورة العمل على تسهيل مرور سيارات الإسعاف وإفساح الطرق لها، باختيارهم التصويت بـ«فورا»، إجابة عن سؤال الاستفتاء الذي أُغلق البارحة، (هل تفسح المجال لسيارات الإسعاف في الشوارع والطرقات؟)، واختار 8 في المائة من المشاركين التصويت بـ «أحيانا»، بينما كشف 20 في المائة من المشاركين عن مضايقتهم سير سيارات الإسعاف المتوجهة لمواقع طلب الحالة الإسعافية، باختيارهم الإجابة «أبدا».

ووصف صقر السلمي، رئيس المتطوعين في جمعية الهلال الأحمر بمنطقة مكة المكرمة، نتيجة الاستفتاء بأنها «مصيبة»، مضيفاً «هذا دليل على عدم فهم كثير من الناس بالدور الحقيقي للهلال الأحمر السعودي، وعدم إدراكهم لخطورة إعاقة عمل سيارات الإسعاف، التي مهمتها المسارعة إلى إنقاذ ما يسمى بـ «الثواني الذهبية» لحياة الإنسان».

ويرى السلمي أن من الواجب أن يكون هناك تفعيل مضاعف لإبراز أحد أهم أهداف جمعية الهلال الأحمر في نشر الوعي الصحي والاجتماعي بين أفراد المجتمع، مقترحاً إيجاد عقوبات صارمة وإصدار قسائم مرورية جزائية تسجل على الأشخاص الذين يعيقون عمل سيارات الإسعاف في الشوارع والطرقات، مشدداً على ضرورة إنشاء مسارات خاصة لسيارات الإسعاف في كافة المدن السعودية.

ووفقاً لإحصاءات جمعية الهلال الأحمر، فإن عدد سيارات الإسعاف في ارتفاع مستمر، حيث وصل العدد في عام 1996 إلى 543 سيارة، وفي عام 2001 ارتفع إلى نحو 635 سيارة إسعاف، وفي 2002 بلغ 701 سيارة، وتم تزويد هذه السيارات بأحدث الأجهزة الطبية، مثل جهاز قياس العلامات الحيوية، وجهاز إزالة الرجفان البطيني الأوتوماتيكي، وطقم التنبيب بكامل معداته، إضافة إلى الجبائر بمختلف أنواعها.

يشار إلى أن وزارة الصحة اعتمدت مؤخراً زيادة عدد سيارات الإسعاف الصغيرة، والتي مثلت إحدى التجارب المميزة خلال مواسم الحج الماضية، نظراً لنجاحها في تقديم الخدمات الطبية والميدانية والعاجلة، ولتميزها بصغر حجمها وسهولة حركتها، وفعاليتها في نقل الحالات، وسرعة الوصول إلى المواقع والمرافق الصحية.

جدير بالذكر، أن جمعية الهلال الأحمر السعودي تقوم بعمل دورات وبرامج مستمرة لسائقي سيارات الإسعاف، كبرنامج سلامة القيادة المرورية، الذي يهدف إلى تطوير أداء سائقي سيارات الإسعاف، وإكسابهم مهارات التعامل مع الضغوط النفسية، وسلامة القيادة، والإشارات والعلامات المرورية، والعوامل المتعلقة بالمركبة والتعريف بخصوصيتها، ومقدار السرعة اللازمة، والمسافة التي من الممكن التوقف عندها، إضافة إلى مسؤولية السائق نحو السلامة المرورية، وكيفية التعامل مع اختناقات الشوارع والطرقات.