اللواء التركي: العائدون من غوانتانامو أخضعوا للفحوصات.. وأخذوا قسطا من الراحة

ارتفاع عدد السعوديين المفرج عنهم إلى 55 منهم شخصان لقيا حتفهما هناك

TT

أعلنت السعودية أمس، استعادتها 16 من مواطنيها المعتقلين في غوانتانامو، والذين وصلوا إلى أرض العاصمة الرياض في الساعات الأولى من فجر يوم أمس الخميس، على متن طائرة خاصة.

وبذلك يرتفع عدد السعوديين الذين استعادتهم بلادهم من واشنطن إلى 53 مواطنا، خلال عملية إعادة شملت 6 دفعات، وتمت طيلة الثلاث سنوات الماضية، فيما بلغ العدد الإجمالي للسعوديين الخارجين من المعتقل الأميركي 55 رجلا، نتيجة مقتل اثنين منهم داخل المعتقل منتصف العام الجاري.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، تأكيده أن عملية استعادة 16 سعوديا من غوانتانامو، كانت نتيجة الجهود المستمرة للجهات المختصة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وأكد الأمير نايف أن التزام من سبق استعادتهم من خليج غوانتانامو بالأنظمة والتعليمات، كان له الدور الأساس في دعم جهود بلاده المستمرة، والتي تسعى من خلالها إلى استعادة كافة المعتقلين السعوديين من معتقل غوانتانامو، في وقت أعرب فيه عن تقديره لتعاون السلطات المختصة في الولايات المتحدة الأميركية.

وقال وزير الداخلية، إن الدفعة الجديدة من مواطني بلاده التي تم استعادتها من خليج غوانتانامو، سيتم إخضاعها للأنظمة المعمول بها داخل البلاد، في حين ذكر أنه تم إبلاغ ذويهم بوصولهم على متن طائرة سعودية خاصة، وتم توجيه الجهات المختصة في وزارة الداخلية لتوفير كافة التسهيلات اللازمة لالتقاء أسرهم بهم، مؤكدا في السياق ذاته استمرار جهود الرياض لاستعادة من تبقى من السعوديين في المستقبل القريب.

وفي بيان رسمي، أوضح اللواء منصور التركي المتحدث الأمني الرسمي بوزارة الداخلية، أن أسماء العائدين من المعتقل الأميركي، وحددت الداخلية رقما هاتفيا للراغبين في الاستفسار عن المواطنين الذين تم استعادتهم، ممن لهم صلة قرابة معهم.

وبعد ساعات قليلة من الإعلان عن استعادة مجموعة من السعوديين من غوانتانامو، اكتظت جنبات أحد فنادق العاصمة السعودية بعائلات المعتقلين العائدين، حيث حددت الداخلية السعودية فندق قصر الرياض كمحطة لانطلاق عائلات العائدين الراغبين في زيارة أبنائهم.

ولم يستطع عدد من أهالي العائدين من غوانتانامو كبح جماح مشاعرهم التي باتت محطمة في وقت سابق من غياب ابنائهم طيلة السنوات الست الماضية، حيث شوهد والد العائد يوسف الربيش وشقيقه يجهشان بالبكاء خلال تبادل التهاني في بهو الفندق.

وحرص أولياء أمور العائدين على اصطحاب كافة أفراد عائلته، حيث شوهد في الموقع العديد من النساء والأطفال.

وقال اللواء منصور التركي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه تم إخضاع كافة العائدين من غوانتانامو فور وصولهم أرض البلاد إلى الفحوصات الطبية اللازمة، بغية الاطمئنان على سلامتهم، والتحقق من مدى احتياجهم إلى الرعاية الطبية المكثفة، فيما تم تمكينهم بعد ذلك من الاتصال بذويهم هاتفيا لإخطارهم بوصولهم، ثم منحوا فرصة للراحة.

وجدد التركي التأكيد على أن التزام العائدين السابقين بالأنظمة والتعليمات كان له بالغ الأثر بالدفع نحو استعادة بقية المعتقلين هناك.

وأطلقت السعودية أخيرا سراح 9 عائدين من معتقل غوانتانامو، بعد أن استكملت بحقهم الإجراءات النظامية. وقال التركي: إن بلاده تتأهب حاليا لاستكمال الإجراءات النظامية بحق 29 عائدا من غوانتانامو تمهيدا لمحاكمتهم.

وكانت السعودية، قد استعادت في نهاية العام 2004، خمسة من مواطني بلادها المحتجزين في غوانتانامو، كأول دفعة تتسلمها من واشنطن، تلتها دفعة مكونة من 3 أشخاص أفرجت عنها السلطات الأميركية في يوليو (تموز) العام 2005.

وفي اليوم الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، أفرجت السلطات الأميركية عن معتقل سعودي واحد.

وفي العام الجاري، أسفرت المساعي الديبلوماسية التي بذلتها الرياض في هذه القضية، عن الإفراج عن ثلاث دفعات، فاق عدد أقلها، مجموع من تم الإفراج عنهم خلال العامين 2004 و2005.

ففي اليوم الـ19 من مايو (آيار) الماضي، أعلنت السعودية عن تسلمها 15 من مواطني بلادها المحتجزين في معتقل غوانتانامو، فيما أعلنت في الخامس والعشرين من يونيو (حزيران) من نفس العام الجاري، عن استعادتها لـ13 معتقلا سعوديا في غوانتانامو، وآخر تركمانستاني، في حين بلغ مجموع الدفعة التي تسلمتها الرياض أمس، 16 سعوديا.