مهتمون: لا يمكن تأليف مناهج جديدة

TT

* أوضح الكاتب يحيى الأمير المهتم بقضية المناهج التعليمية أن التطوير القائم للمناهج بوزارة التربية والتعليم حاليا ينبغي أن يتوقف لأنه غير مجد وليست له رؤية وسياسة واضحة، وقال «أن يؤتى بمعلمين ومعلمات ومشرفين ومشرفات ليقوموا هم بالتأليف لهذه المناهج ويتم الاقتصار عليهم في هذه العملية فإن التطوير حتما ليس مجديا». ويضيف الأمير «هؤلاء مهما كانت خبراتهم الميدانية في التربية والتعليم هم في الأساس محصورون داخل المنهج القديم الذي ظلوا لسنوات طويلة يتعاطون معه، فكيف إذاً يمكنهم أن يؤلفوا مناهج جديدة ومطورة عن السابق ويستطيعوا أن يخرجوا برؤية جديدة عن المناهج القديمة».

واشار إلى أن عملية التطوير ينبغي أن تجرى من البنية التحتية للمناهج التعليمية لا البنية الشكلية، وذلك لا يتم إلا من خلال دراسة مستفيضة وعميقة من شريحة كبيرة، وقال «المضمون والقيم التي تعتمدها هذه المناهج هي التي ينبغي أن يتم إعادة صياغتها، لا أن يتم استبدال نص أدبي مثلا في منهج الأدب بآخر، يؤدي ذات القيمة المعرفية التي تحتاج إلى تطوير».

ووصف الأمير التطوير القائم للمناهج التربوية حاليا بأنه «تطوير خائف من التعديل والتغيير، ولعلّ اعتماد الوزارة على مجموعة من المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات التربويات هو شيء مقصود لأن هؤلاء مهما بلغت خبراتهم الميدانية لن يستطيعوا الخروج عن إطار المناهج القديمة، وبالتالي لن يستطيعوا أن يغيروا ويطوروا المناهج وفق رؤى جديدة».

وأكد الدكتور محسن المنصوري عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز على أهمية أن لا تكتفي وزارة التربية والتعليم بشريحة المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات فحسب في عملية تأليف وتطوير المناهج، وقال «ينبغي أن يكون ضمن فريق تأليف المناهج أكاديميون وباحثون متخصصون من جامعات مختلفة»، مشيرا إلى أن مرحلة التأليف تعد من أهم المراحل التي تبنى عليها المراجعة والتعديلات بعد ذلك· ويتحدث المنصوري عن تجربة الجامعة في ذلك قائلا «عندما قمنا في الكلية بتطوير المناهج وتحديدا في قسم اللغة العربية لم نعتمد على المنسوبين للقسم والكلية فحسب، بل أشركنا في هذه العملية شريحة كبيرة جدا من الطلبة والطالبات؛ بجانب عدد من الأكاديميين من جامعات مختلفة ولجأنا إلى دراسات متخصصة على المستوى الداخلي والخارجي، كي نصل إلى نتيجة مرضية وثرية في عملية وضع المناهج المناسبة».

ويتفق المنصوري مع الأمير بأن منسوبي الوزارة من المعلمات والمشرفات لا يمكنهم أن يضعوا تطويرا متجددا للمناهج فيما أنهم ظلوا لسنوات طويلة متعاطين مع المناهج القديمة، وقال «من المفترض أن الوزارة لا تعتمد على منسوبيها فقط، بل عليها أن تشرك الأكاديميين في الجامعات الداخلية بجانب إشراكها أيضا للخبراء في الدول الأخرى ممن سبقونا بتجارب تعليمية رائدة ومعاصرة».