الانتهاء من أكبر مشروع لضخ «الحصى» في نفقين بمكة المكرمة

لمنع حدوث انهيارات أرضية وباستخدام عربة إلكترونية تدار بالأقمار الصناعية

TT

انتهت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية من أعمال المرحلتين الأولى والثانية من مشروع يختص بمعالجة وتثبيت أنفاق تصريف مياه الأمطار بمكة المكرمة بالقرب من الحرم المكي الشريف وهما عبارة عن نفقين يمتد الأول من مواقف سيارات الحجون إلى الساحات الشرقية للمسجد الحرام على عمق يتراوح ما بين 30م ـ 35 متر وبطول 1850 متر. والنفق الثاني يمتد من نفق السيارات بمنطقة المعابدة إلى جسر الحجون على عمق يتراوح ما بين 35 متر ـ 45 متر وبطول 1300 متر.

وجاءت مرحلة الانتهاء من أعمال الاستكشاف الجيوفيزيائي لدراسة التكوينات الصخرية في المنطقة المحيطة بالأنفاق باستخدام أحدث الأجهزة المتخصصة كأهم المحاور في المشروع لتكوين صورة جيوفيزيائية تحت سطحية ثلاثية الأبعاد لتعكس واقع التكوينات الصخرية لمقاطع التكوينات بالمنطقة عن طريق رصد الموجات الاهتزازية الزلزالية.

ويأتي المشروع الذي بدأ العمل فيه أواخر فبراير من العام الجاري، وتنفذه مجموعة بن لادن السعودية، بهدف معالجة وتثبيت النفقين دونما إحداث أي تغييرات تذكر على النواحي الهيدروليكية والهيدروجيولوجية أو على نوعية وكمية المياه ضمن وحول النفقين وذلك باستخدام مواد ليس لها آثار جانبية على الخزان الجوفي بالنفقين وما حولهما، والمحافظة على الخصائص الجيولوجية والجيوفيزيائية للمنطقة المحيطة بالأنفاق، ولتحقيق هذه الأهداف· فقد تم وضع نطاق عمل من ثلاث مراحل لمعالجة وتثبيت الأنفاق بعد أن كان إنشاء النفقين تم منذ حوالي 20 عاماً، وبسبب تأثيرهما السلبي في حينه على مناسيب المياه الجوفية فقد تقرر آنذاك إيقاف المشروع.

ويعتبر المشروع الأول من نوعه الذي تستخدم عربة إلكترونية يتم التحكم بها عن طريق الأقمار الصناعية لدراسة مقاطع الأنفاق وإعداد مخططات جيولوجية وبيان مسار الأنفاق بطريقة دقيقة لتسجيل المعلومات أثناء حركتها داخل الأنفاق وذلك بتحديد أبعاد النفق واتجاهات مساره للحصول على مخططات دقيقة تبين جميع المعلومات الضرورية لتنفيذ أعمال المعالجة وعدم حدوث أي انهيارات في تلك الانفاق.

وتضمنت المراحل المنتهية الأعمال التحضيرية المتعلقة بتجميع البيانات عن الخدمات القائمة بمسارات النفق ودراسة مقاطع النفق واتجاهاتها، وطبيعة التكوينات الجيولوجية والمسح الإنشائي للمباني القائمة في مسار الأنفاق، دراسة المنطقة المحيطة بالأنفاق جيولوجياً وهندسياً بحفر 21 جسة بأعماق متفاوتة بين 12 متر و47 متر وبطول إجمالي بلغ 735 متر لمعرفة طبيعة التكوينات الجيولوجية لطبقات الصخور المحيطة بالأنفاق، مراقبة مناسيب المياه الجوفية بمنطقة الأنفاق وأخذ عينات من المياه لإجراء الاختبارات عليها وذلك من خلال شبكة آبار رصد مكونة من 28 بئراً بأعماق مختلفة وبطول إجمالي بلغ 560م. ط.

ومن ضمن الأعمال التحضيرية التي تم تنفيذها أعمال المسح الميداني الإنشائي والتي شملت الكشف على المباني القائمة فوق وعلى جانبي الأنفاق ووصف وضعها الإنشائي قبل وأثناء وبعد تنفيذ أعمال المعالجة والتثبيت للأنفاق، مراقبة الحركة الأرضية أفقياً وعمودياً قبل وأثناء وبعد تنفيذ أعمال المشروع باستخدام أجهزة خاصة، مراقبة الشروخ بالمباني أثناء وبعد تنفيذ أعمال المشروع وملاحظة اتساعها من عدمه، مراقبة بعض النقاط المساحية في مواقع مختارة لرصد الحركة العمودية. إضافة لاعداد تقرير يتضمن كافة المشاهدات والملاحظات ونتائج الرصد والمراقبة قبل البدء بالتنفيذ وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وإعطاء نسخة من التقرير لكل جهة للاحتفاظ بها والرجوع إليها إذا دعت الحاجة في المستقبل.

وكان رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير بن عبد الحفيظ نواب قد قام بزيارة للمناشط المختلفة المتعلقة بمشروع معالجة وتثبيت أنفاق تصريف مياه الأمطار بمكة المكرمة الذي تنفذه مجموعة بن لادن السعودية بمدينة مكة المكرمة، وذلك في إطار تفقده للمشاريع المختلفة التي تقوم الهيئة بتنفيذها والاشراف عليها.