رئيس الجامعة الأميركية: سأبحث مع المسؤولين السعوديين إمكانية استقبال الطلاب المبتعثين

قال لـ«الشرق الأوسط» إن تكلفة الجامعة الجديدة 300 مليون دولار

TT

تحظى الجامعة الأميركية بالقاهرة، وفروعها الأخرى بالدول العربية بثقة من قبل الطلاب وسوق العمل الباحث دائما عن الكوادر البشرية المؤهلة، لما تمتاز به من مستوى تعليمي عال منافس للجامعات الشهيرة بأميركا وأوروبا، و«لسمعتها الجيدة، فإن جيوب المستثمرين دائما يسعون لخدمتها»، وهذا ما يسعى إليه دكتور ديفيد أرنؤوط رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة من خلال زيارته للسعودية، لإنهاء مشروع جديد يتمثل في افتتاح فرع للجامعة الأميركية بالقاهرة الجديدة، بتكلفة 300 مليون دولار مستهدفة الطلاب السعوديين من الجنسين. وأوضح أرنؤوط في حواره مع «الشرق الأوسط» ان مشاريعهم المستقبلية تستند الى استقطاب عدد أكبر من الطلبة السعوديين في الجامعة التي تمثل بديلا لابتعاثهم للدول الأجنبية، كما يشرح نوع التعليم المقدم في جامعاتهم والثقافة الأميركية الممزوجة بالثقافة العربية.

* كيف تنظرون إلى تجربة استقطاب الدول العربية والخليجية فروع جامعات عالمية، مثل الجامعة الأميركية في بيروت والقاهرة والشارقة؟

ـ وجود فروع لهذه الجامعات في هذه الدول ما هو إلا دليل على زيادة طلب الالتحاق بها للدراسة، وهذا يثبت نجاح التجربة، وسأخص الجامعة الأميركية بنجاحها وكسب ثقة الطلاب وسوق العمل لما لها من تاريخ عريق، وهذا ما شجع وجود جامعات أخرى أهلية ليس لبعضها ذات المستوى التعليمي العالي، والبعض منها غير معترف به دوليا، وهي للأسف ليست، سوى مشاريع استثمارية، لذلك دائما ما انصح الآباء بأن يكونوا أكثر حرصا في اختيار الجامعة المناسبة لأبنائهم.

* هل هناك مخططات مستقبلية لافتتاح فرع للجامعة الأميركية بالسعودية؟

ـ لا، لم نفكر في فتح فرع للجامعة في السعودية، ليس لأنه مجتمع مغلق، أو لأن جامعتنا تقدم مستوى تعليميا راقيا في أجواء من الحرية والليبرالية، لكن حاليا نركز على مشروعنا الجديد بافتتاح فرع للجامعة الأميركية بالقاهرة الجديدة ونهدف إلى تشجيع الطلبة السعوديين على الالتحاق بها، كما أنه ليس لدينا الكوادر البشرية والمادية الكافية والطاقة التعليمية لافتتاح أي فرع آخر في أي دولة عربية، وقد تكون لنا نظرة مستقبلية مختلفة ونفتتح فرعا لجامعتنا بالسعودية يوما ما.

* تبتعث السعودية طلابها للدراسة بالجامعات العالمية المتقدمة والمشهورة بأوروبا وأميركا، لماذا الجامعة الأميركية بالقاهرة والفروع الأخرى بعيدة عن تلك اللائحة؟

ـ سأزور الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي السعودي، في الرياض، لأناقش معه موضوع ابتعاث الطلبة السعوديين إلى جامعتنا، وذلك لأسباب متعددة ومنها الاقتصادية، فالتكلفة أقل ومن ثم هي قريبة من السعودية إذ لا تتجاوز الـ 90 دقيقة بين جدة والقاهرة، وفي بلد عربي ومن نفس الثقافة العربية، بدل التغرب في بلد أجنبي، كما أن جامعتنا معترف بها من قبل الجامعة الأم في أميركا وهي بذات الجو والبيئة الجامعية بأميركا. وأتمنى أن أرى طلابا سعوديين مبتعثين في جامعتنا الجديدة قريبا.

* ما الفرق بين الجامعات الأهلية الدولية والجامعات السعودية الأهلية والحكومية؟

ـ لن أقول اني خبير بشؤون التعليم العالي في السعودية، لكن من واقع زيارتي لكلية عفت ودار الحكمة الأهلية وجامعة الملك عبد العزيز الحكومية، أستطيع أن أعطي انطباعاتي، فالجامعات الحكومية السعودية عبارة عن مدارس كبيرة المساحة فقط، ليس لديهم الاهتمام بالبرامج التعليمية بشكل شخصي ومخصص للطلبة، وهو ما توفره الجامعات الأهلية والتي تتميز فصولها الدراسية بتوفير جميع وسائل التقنية، إضافة إلى احتوائها لعدد قليل من الطلاب، ولديهم طاقم تعليمي أجنبي بالإضافة إلى سعوديين متخصصين، لكن بالنسبة للجامعة الأميركية بالقاهرة هي جامعة لها شخصية دولية وعالمية من ناحية المستوى التعليمي والبرامج التعليمية المقدمة، بالإضافة إلى أسلوبها التعليمي المتميز، الذي نسميه التعليم الليبرالي بشكل فني.

* ما المقصود بالتعليم الليبرالي الفني؟

ـ يعني أن هناك مناهج موحدة مقررة لجميع طلاب الجامعة على اختلاف الأقسام والتخصصات، فعلى سبيل المثال طالب في قسم التخصصات التقنية كعلم الالكترونيات عليه دراسة الفلسفة والتاريخ والخطابة واللغة الانجليزية المكثفة، مما يعطي الطالب جرعة تعليمية متنوعة، وهذا ما يجعلنا متميزين تعليميا عما تقدمه الجامعات السعودية.

* ما رأيك بالتخصصات الأكاديمية في الجامعات العربية ومناسبة مخرجاتها لسوق العمل؟

ـ السوق يتطلب مستوى تعليميا متخصصا وبمستوى معين من التأهيل والتدريب وإتقان اللغة الانجليزية، وهذا يتوفر عادة في الجامعات الأهلية، وهذا ما نراه من قبل الشركات الأجنبية التي تبحث عن خريجي الجامعات الأهلية ومنها الأميركية، كما هو معروف لديكم في السعودية، لأنهم يبحثون عن قدرات بشرية عربية لديها القدرات اللغوية المتقنة وقدرات شخصية لحل المشاكل، والتأهيل للعمل الناجح، ضمن فريق عمل، كما لديهم القدرة على التأقلم وتقبل الثقافات الأخرى. وهذا يعني اخفاق الجامعات الحكومية لديكم في بعض تخصصاتها غير المناسبة لسوق العمل، خاصة بدخولكم لمنظمة التجارة العالمية وهذا يحتم على التعليم العالي النظر في الجامعات والمناهج المقدمة سريعا.

* هل يعد خريجو فروع جامعتكم من نفس مستوى خريجي الجامعة الأم بالولايات المتحدة الأميركية؟

ـ نعم، بالتأكيد، فجامعتنا معترف بها من نفس الجهات التي تمنح الجامعات بأميركا الشهادات المعترف بها عالميا، وما يثبت كلامي هو النظرة المتساوية من قبل الشركات العالمية التي تنظر لشهادة جامعاتنا بنفس النظرة للخريجين من الجامعات الأميركية الأم.

* ماذا أضافت الجامعة الأميركية من خلال وجود فروعها في بعض الدول العربية للثقافة العربية؟

ـ الجامعة الأميركية بالقاهرة لديها جذور عميقة بالشرق الأوسط وثقافتها تمتد إلى أكثر من 80 عاما، لذلك لدينا احترام كبير بالثقافة المصرية والعربية على حد سواء، وندرس طلابنا مواد تعليمية مهتمة بالتاريخ والمجتمع العربي، سواء للطلاب العرب أم الأجانب، وفي المقابل نعطي طلبتنا فرصة اكتشاف ثقافات جديدة ومتعددة ونشجعهم على طرح الأسئلة والاستفسارات الإشكالية الثقافية والفكرية ليتفهموا ثقافة الآخر بشكل صحيح، كما نعلم طلبتنا كيف يفكرون باستقلالية وتعلم طرق التعامل مع المواضيع المستجدة، وكيف يكونون عناصر فعالة في مجتمعهم، ونشجعهم على المشاركة بأعمال تطوعية تهدف إلى جعل العالم يتمتع بمستقبل مشرق وأفضل مما هو عليه الآن.

* ما رأيكم بالتصنيفات التي تقيم أفضل الجامعات العالمية، وما هو تصنيف جامعتكم على المستوى العالمي؟

ـ أنا لا اهتم كثيرا بالتقييم العالمي لأفضل الجامعات، لأن أساليب التقييم لدى الجهة المسؤولة حولها العديد من التساؤلات، لكن بالتأكيد نحن من ضمن أفضل جامعات الشرق الأوسط وأفريقيا، إلا ان هناك جامعة واحدة أو اثنتين في جنوب أفريقيا تعدان الأفضل.

* ما رأيك في العلاقة بين الطبقة الراقية في المجتمع المصري والسعودي والدراسة بالجامعة الأميركية، وهذا ما تصوره وتنقله السينما أيضا؟

ـ إن عدد الطلبة السعوديين قليل يقدر بـ 62 طالبا وطالبة، منهم 12 طالبا مبتعثا من قبل شركة أرامكو وهذا لا يعني أن عدد العوائل السعودية من هذه الطبقة بهذا العدد، مسألة الارتباط تولدت بسبب الرسوم فيما يبدو بالرغم من ارتفاع سعر الجامعات العالمية الأخرى مقارنة بها، وأغلب الطلبة الملتحقين بالجامعة لديهم قناعة بالمستوى التعليمي الراقي الذي نقدمه والمتطور وليس لـ«الوجاهة».

* ذكرت في حديثك فرع الجامعة الأميركية الجديدة بالقاهرة، حدثنا عنها؟

ـ مقر هذا الفرع بالقاهرة الجديدة، ويعد مشروعا ضخما، إذ تبلغ تكلفته 300 مليون دولار أي ما يعادل مليارا و128 مليون ريال، ويشتمل على العديد من قاعات المحاضرات ومعامل مجهزة بأحدث التقنيات التعليمية ومرافق سكنية، ومجمع رياضي بما يعطي الجميع الشعور بالحياة الجامعية بصورة متكاملة. ونهدف من خلاله بأن نجعل الجامعة الأميركية أكثر جاذبية للطلبة من منطقة الخليج العربي، وحاليا الجامعة قيد الإنشاء وستكون جاهزة بعد 18 شهرا من الآن أي في منتصف عام 2008.

* ما هي التخصصات التي أحدثتموها في فرعكم الجديد؟

ـ نقدم برامج تعليمية جديدة وبتخصصات أدق في مختلف المجالات، كالهندسة، مثل هندسة الطاقة، التي ستدرس الطاقة البترولية والطاقات البديلة، كما سيكون هناك برامج أخرى في الهندسة المعمارية، خصوصا قسم التصميم الداخلي، وكذلك هندسة الكومبيوتر، ونقدم برامج «إم بي ايه» ماجستير إدارة الأعمال المكثفة في سنة واحدة فقط وبرامج تدريبية قصيرة في الإدارة القيادية.