حضرت الموظفات وغابت الباحثات عن فرص العمل

في ندوة عن حقوق المرأة العاملة وواجباتها بغرفة جدة

TT

«لا وصفات سحرية لعلاج البطالة، أو قلة فرص العمل المتاحة للمرأة السعودية، الأمر فقط يحتاج إلى بعض المثابرة والإيمان والكثير من الصبر»، هذه هي الخلاصة التي خرجت بها عشرات الباحثات عن فرص عمل وظيفية بعد سماعهن لأوراق العمل المختلفة مساء الأربعاء الماضي عقب حضورهن ندوة «حقوق وواجبات المرأة العاملة في القطاعين الخاص والحكومي» والتي أقامتها اللجنة النسائية بالجمعية السعودية للإدارة بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة، والجمعية السعودية لسيدات الأعمال والمهنيات «تحت التأسيس».

وعلى الرغم من كون الندوة تناولت موضوعات معروفة لدى غالبية الباحثات عن فرص وظيفية بحسب قول غير واحدة من الحضور، إلا أنها قدمت أساليب جديدة للتفكير ذات جدوى وفاعلية أكثر من قبل من خلال إشارة عدد من أوراق العمل إلى الطريقة الأنسب للبحث عن وظيفة، وكيفية اختيار الوظيفة المناسبة اعتماداً على اعتبارات عديدة من بينها الحاجة الحقيقية للمجتمع، وليس على مجرد الرغبة، أو المزايا التنافسية التي توفرها وظيفة بعينها.

الندوة تضمنت عدداً من أوراق العمل كانت أولاها الورقة التي قدمتها الدكتورة سناء عابد، أستاذة الدراسات الإسلامية بكلية التربية في جدة حول أخلاقيات العمل؛ في حين تناولت الورقة التي قدمتها رقية باوزير ممثلة لوزارة الخدمة المدنية الحقوق والواجبات للمرأة العاملة في قوانين وزارة الخدمة المدنية.

أما الورقة التي قدمتها مديرة القسم النسائي لمكتب العمل بمنطقة مكة المكرمة، فريال إدريس فناقشت حقوق وواجبات المرأة العاملة في القطاع الخاص بموجب الأنظمة الصادرة لتنظيم عمل المرأة في القطاع الخاص مؤخراً.

اللافت كان قلة عدد الحضور من الراغبات في الحصول على عمل، مقارنة بالموظفات والأكاديميات المهتمات بمجال تطوير الموارد البشرية، على الرغم من الإعلانات المتواصلة قبل إقامة الندوة بفترة زمنية تتجاوز الأسبوعين، وهو ما عزاه البعض إلى نقص في ثقافة «البحث عن عمل بشكل مثمر»، وهو الموضوع الذي حظي بحيز كبير من النقاش خصوصاً من خلال ورقة العمل التي قدمتها بسمة السيوفي نائبة رئيسة اللجنة الاستشارية النسائية بالتدريب التقني بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بمحافظة جدة، المهارات الأساسية التي يتطلبها سوق العمل، وكيفية قياس وتقييم مؤهلات أي راغبة بالحصول على عمل.

أمر لافت ظهر في حرص الموظفات الحاضرات على سماع كل ما يتعلق بحقوقهن في نيل الإجازات والعلاوات، في حين أن معلوماتهن عن الواجبات الوظيفية لم تكن جيدة بما فيه الكفاية، كما أن الحماس لسماعها كان أقل، وهو ما يسبب المشاكل للمرأة العاملة بحسب رأي إحدى المتحدثات، التي أشارت إلى ضرورة تكثيف الندوات لزيادة وعي العاملات بحقوقهن وواجباتهن.

رئيسة اللجنة النسائية بالجمعية السعودية للإدارة نائلة عطار، دعت إلى استثمار التقنيات الحديثة وخاصة الثورة المعلوماتية لتحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع معرفة، وذلك عن طريق إنشاء شبكة لنشر المعلومات، والحرص على شفافية المعلومات وتوافرها لراغبيها بشكل دائم ومجاني ليستفيد منها الجميع، وبذلك يمكن التحول من الإدارة والاقتصاد الكلاسيكي، إلى اقتصاد المعرفة وهو اقتصاد القرن الواحد والعشرين، وأشارت إلى أن مثل هذه الندوات يسهم فعلياً في إحداث هذا التغيير.