قطاعات حكومية وخاصة تحفظ رسائلها باستخدام «المستند الذكي»

منعا لتسرب المعلومات أو تزويرها

TT

«المستند الذكي» توجه جديد سيعتمده عدد من الجهات العامة والخاصة في السعودية حفاظا على سرية مستنداتها ومنعا للتزوير عبر برنامج تقني جديد تم طرحه في معرض «كومتيل» للكومبيوتر في مدينة جدة الشهر الجاري.

وتستعد بعض الجهات الحكومية السعودية، كوزارة الداخلية لتحديث طرق حفظ البيانات والمعلومات السرية والخاصة باستخدام طرق الكترونية حديثة، تتمثل في برنامج «المستند الذكي»، وذلك بتعاقدها مع احدى شركات القطاع الخاص الوكيل الحصري للبرنامج التقني الجديد.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان جهات حكومية أخرى تعتزم امتلاك البرنامج واستخدامه لحفظ سرية العمل والمعلومات، ومنع التزوير والتلاعب، مثل الامارات والجوازات ووزارة الصحة، إضافة إلى البنوك والشركات الخاصة.

وأوضح المهندس علي بن صالح النويصر مدير عام المنطقة الغربية لشركة الجريسي للحاسوب فائدة المستند الذكي بقوله «البرنامج هو حل مبتكر قدمته شركة عامري كون الأردنية، لحماية الوثائق من التزوير كالوثائق الرسمية والحكومية والشهادات التي تصدرها المؤسسات المالية وغيرها من المستندات التي تمتلك حجية في مضمونها».

ويضيف النويصر «المستند الذكي عبارة عن ورقة فارغة يكتب أعلاها سري وتذيل الصفحة البيضاء بشريحة صغيرة بحجم شريحة الموبايل بداخلها جميع المعلومات، كل ما على صاحبها حمل هذه الورقة وتسليمها للشخص المسؤول عن قراءتها عن طريق برنامج خاص».

وعن كيفية عمل المستند في حماية الوثائق والتحقق من مصداقيتها يقول النويصر «باستخدام أحدث التقنيات المتمثلة بالتقنية الفريدة RFID مطابقة الوثائق باستخدام الترددات الراديوية وذلك بتخزين محتويات المستندات الرسمية والمصرفية وغيرها مع توفير مستويات الحماية والسرية».

ويتطلب من الجهة المستخدمة للمستند الذكي إجادة استخدام برنامج الدمج الالكتروني الذي يحمل آليا على جهاز الكومبيوتر Unified ID Solution، ومن مزايا المستند الذكي كما يقول المهندس النويصر: حماية الوثائق والعقود المهمة من التزوير، وتوفير مستوى عال واستثنائي من الأمان، وتبسيط عملية تبادل المعلومات السرية ونقلها، وسهولة الاستخدام كما توفر المال والوقت وتحسن من الإنتاج بمواكبتها للتطور في التقنية.

ويرى خبراء الحاسوب ان المستند الذكي هو الطريقة العصرية والبديلة للحبر السري، الذي تم اكتشافه على يد جيمس جاي عام 1779، كما ان المستند الذكي دمج بين علم التشفير الكريبتوغرافي والستيغانوغرافي وهي أكثر العلوم التي أثارت فضول الكثير لمعرفتها وفك وحل طلاسمها، وذلك منذ عصر الإغريق كما جاءت في «إلياذة هوميروس» الشهيرة في قصة «بيلليرفون»، وكذلك الفراعنة المصريين الذين برعوا في هذا العلم باستخدامهم للرسوم التصويرية، وقد عرف عن قدماء الصين كتابتهم على الحرير الرقيق ومن ثم لفه بشكل كرة وتغطيتها بالشمع ومن ثم يبقى على الرسول تخبئتها في ثيابه أو في جسده.

أما في العصر الحديث وبدخول ثورة الحاسوب والتقنيات فتعددت وسائل حفظ سرية المعلومات بطرق متعددة ومنها «البصمة الالكترونية، المستند الذكي» وغيرهما، وقد ذاع علم التشفير مؤخرا بعد رواية «شفرة دافينشي» للمؤلف «دان براون».