قلل المشاركون في مؤتمر مكة المكرمة السابع من الإساءة والافتراء والتطاول على شخص الرسول الكريم، واعتبر المؤتمر بأن عمليات الإساءة هذه ليست بـ«الشيء الجديد»، ولن يضير الدعوة إلى الإسلام أو يحد من الإقبال عليها.
واعتبر المشاركون في المؤتمر حالة الغضب العارمة التي قام بها المسلمون في العالم أمراً محموداً، إلا أنهم حذروا من أن تكون ردة الفعل تلك «عاطفية» فقط، وإنما يجب أن تكون مواجهتهم موضوعية ومدروسة ضماناً للنتائج التي تحقق منع استمرار الإساءة.
وكان مؤتمر مكة المكرمة السابع الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في الفترة من 26 ـ 27 ديسمبر (كانون الأول) تحت عنوان «نصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم» أصدر بيانه الختامي الذي تضمن عددا من التوصيات من أهمها استنكار المؤتمر للإساءة للنبي بأي صورة ومن أي جهة وفي أي بلد كانت، ومطالبة المسلمين بضرورة نشر الصورة الصحيحة للإسلام، كما أوصى المؤتمر بتوسيع دائرة النصرة عبر الوسائل السلمية المناسبة التي يقرها علماء الأمة وقادتها، بالإضافة إلى التنبيه على خطورة ردود الأفعال غير المنضبطة مع التوصية بالابتعاد عما يسيء لصورة الإسلام الحضارية، ومطالبة وزارات التربية والتعليم في العالم الإسلامي بوضع منهج للسيرة النبوية الشريفة يدرس في مراحل التعليم المختلفة، وطالب المؤتمر علماء المسلمين بتبصير المسلمين بواجبهم تجاه نبيهم.
من جهة اخرى وجه المؤتمر دعوته إلى وسائل الإعلام والثقافة إلى تنشيط مهام الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام ومساعدتها على إكمال مشروعاتها، التي تشتمل على إيجاد روابط واتحادات لرجال الصحافة والإعلام وتكليفها بالتنسيق مع المؤسسات الإعلامية من خلال صيغ عملية للتعاون، بالإضافة لإنشاء مركز دولي للتأليف والترجمة، والتركيز على مخاطبة غير المسلمين عبر وسائل الإعلام بموضوعات الإعجاز العلمي مع مراعاة الضوابط الشرعية واللغوية، وإنتاج برامج تلفزيونية مناسبة باللغات العالمية لتعريف غير المسلمين بالإسلام ورسوله.
وناشد المؤتمر قادة الدول الإسلامية وحكامها النظر بعين المصلحة العامة، وإنشاء هيئة استشارية من المتخصصين في القوانين والأنظمة العالمية بحيث تعمل في إطار رابطة العالم الإسلامي، ويكون من مهامها القيام بالمتابعة القانونية للإساءات والتعرف على الوسائل القانونية لمنعها بما في ذلك رفع الدعاوى القضائية على كل من يسيء إلى الدين الإسلامي ومقدساته.
وكان قد انطلق أمس مؤتمر مكة المكرمة السابع بعنوان «نصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم» والذي يعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتنظمه رابطة العالم الاسلامي بالقاعة الكبرى بمقر الرابطة بمكة المكرمة، وبحضور الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس المجلس التأسيسي للرابطة.