المصادفة تقود عائلة سعودية لاكتشاف وجود ابنها «المفقود» في غوانتانامو

سلطات المعتقل تعاملت معه ولا تزال باعتباره مواطنا أردنيا

TT

قادت المصادفة عائلة سعودية، كانت طيلة السنوات الخمس الماضية، تبحث عن ابنها الذي كان موجودا في أفغانستان في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، إلى اكتشاف وجود ابنها في معتقل غوانتانامو الأميركي، على الرغم من عدم ورود اسمه ضمن قوائم المعتقلين السعوديين في ذلك المعتقل.

وكانت نقطة بداية كف البحث عن الشاب زيد آل حسين الغامدي، قد بدأت حينما قررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الإفراج عن قوائم المعتقلين في غوانتانامو في الثالث من مارس (آذار) العام المنصرم، حيث ورد اسمه في قائمة المعتقلين الأردنيين، تحت اسم زيد آل حسين، بالرغم من حمله الجنسية السعودية.

ويعود سبب زج إدارة المعتقل الأميركي باسم زيد الغامدي ضمن قائمة السجناء الأردنيين، لكون هذا المعتقل من مواليد الأردن، وهو ما اعتبره المحامي كاتب الشمري وكيل عائلات المعتقلين السعوديين في غوانتانامو، دليلا على تخبط السلطات الأميركية، وعدم دقتها بنقل المعلومات بشكل صحيح. وأدت ضبابية الصورة التي كانت تلف مصير المعتقل زيد الغامدي في وقت سابق، إلى دخول عائلته في دوامة البحث المستمر، وسط أوضاع نفسية سيئة للغاية، انعكست عليها بشكل مباشر·إلا أن اكتشاف وجود ابنها في المعتقل الأميركي، بعث بنوع من الطمأنينة في نفوس أفراد عائلة الغامدي. وعلى الرغم من هذا الأمر، إلا أن عائلة المعتقل زيد الغامدي، كانت لا تزال غير جازمة بوجود ابنها في المعتقل الأميركي، لحين الوقت الذي استعادت فيه الرياض 16 من مواطنيها المعتقلين هناك في الرابع عشر من ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، والذين قاموا بدورهم بتأكيد وجود زيد الغامدي في المعتقل الأميركي. وقال صالح الغامدي شقيق زيد لـ«الشرق الأوسط»: إن العائلة كان لديها خبر أولي عن وجود ابنها في معتقل غوانتانامو، ولكن لم تكن هناك تأكيدات على هذا الموضوع·وقام صالح الغامدي، خلال الأعوام الماضية، وفقا لما ذكر، بإرسال عدد من الرسائل عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى شقيقه في المعتقل، إلا أن الرسائل كانت تعود إليه، بحجة عدم وجود هذا الاسم في غوانتانامو·غير أن عائلة الغامدي، باتت متأكدة الآن، وبشكل لا يدع مجالا للشك، أن ابنها زيد معتقل من قبل السلطات الأميركية في معتقل غوانتانامو.

وحمل عدد من المعتقلين السعوديين الذين استعادتهم بلادهم أخيرا من غوانتانامو، معلومات لعائلة الغامدي تؤكد وجود ابنها هناك·وقام العائد صالح العوشن، وهو واحد من أصل 16 سعوديا ضمتهم آخر دفعة تستعيدها الرياض عام 2006، بإبلاغ عائلة الغامدي بوجود ابنها زيد. وقال شقيق زيد: إن العوشن أكد لنا، أن شقيقي كان مجاورا له في إحدى الزنزانات، حتى أنه طلب مني ـ والحديث للعوشن ـ، «أن أقوم بالاتصال بوالدته شخصيا لإبلاغها بالأمر، تنفيذا لوصية كان زيد قد أوصاني إياها حينما عرف بقرب الإفراج عني». ولا تزال سلطات المعتقل الأميركي، تتعامل مع زيد آل حسين الغامدي، باعتباره أحد المعتقلين الأردنيين، ولم تقم بتصحيح وضعه، بكونه مواطنا سعوديا. وعلى ضوء هذا الأمر، بدأ المحامي كاتب الشمري، بالتحرك، لإدراج اسم زيد الغامدي ضمن معتقلي مواطني بلاده. وقام الشمري في وقت سابق، بمخاطبة وزارتي الخارجية والداخلية، لإيجاد نوع من التحرك الرسمي في هذا الموضوع، كما قام أيضا بمخاطبة هيئة حقوق الإنسان الحكومية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بغية التحرك القانوني في الموضوع نفسه.