التسجيلات «الإسلامية» تودع عامها «الهجري» بالتصفيات والعروض

«نكسة الأسهم» و«الإساءة» و«برامج الشعوذة» أحدث مواضيع «الألبومات» الدينية

TT

يحتفل صناع الكاسيت الإسلامي برأس السنة الهجرية، لكن على الطريقة «الإسلامية»، معلنين انطلاق موسم التصفيات على كافة الإصدارات السمعية، بنسب تتراوح ما بين 50 إلى 80 بالمائة، والتي تشمل أشرطة القراءات القرآنية والمحاضرات والأناشيد، بالإضافة لإصدارات القصائد الشعبية والحكايات التراثية· والمتابع لحركة صناعة الكاسيت الإسلامي يشهد تطورها الملحوظ في السنة الأخيرة، لتطرق موضوعاتها الأبواب الخفية، كاشفة حرص المشايخ المحاضرين على بحث آخر تطورات التقنية، ومحاولة اللحاق بالركب الشبابي وجذبه بالعناوين اللافتة، كـ «قناة الدجال الفضائية» كناية عن التوجه الحديث لبعض الفضائيات، و«طالب أكاديمي» مواصلة لنجاحات الأشرطة المهاجمة لبرنامج ستار أكاديمي خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى جانب أشرطة «البلوتوث»، التقنية التي ما زالت ترعب التيار المحافظ·فيما استغل بعض المشايخ نكسة الأسهم، التي شكلت أحد أبرز أحداث العام، في الطبطبة والتخفيف على الجموع الخاسرة عبر محاضرات تطالبهم الصبر والاحتساب، بعد أن كان اهتمامهم في السابق بالمواد المتعلقة بتحديد مشروعية تداول شركات السوق السعودي، وتوزيعها ما بين (مباح ومحرم ومشبوه)، والتي شغلت عامة المتداولين في السنوات الماضية· ويرى سعيد الصرفي، مدير الإنتاج والتوزيع بمؤسسة اليقين للإنتاج الإعلامي بجدة، أن مجاراة العديد من المشايخ للموضوعات العصرية هو تصرف محمود بهدف جذب أكبر فئة من المستمعين، مضيفاً «شهدت بداية العام توجه مجموعة من المشايخ لإصدار أشرطة الرد على الإساءة للرسول، والتي لاقت طلباً ورواجاً كبيراً، بالإضافة للحضور القوي للإصدارات الخاصة بمهارات التفكير وتطوير الذات في السنة الأخيرة، والتي لم يكن لها أي موقع في عالم التسجيلات الإسلامية».

وحول الأسماء التي بزغ نجمها في العام الهجري 1427، أفاد العاملون على صناعة الكاسيت الإسلامي بأن هذه السنة شهدت انطلاقة الشيخان ماهر المعيقلي وناصر القطامي في القراءات القرآنية، إلى جانب الشيخين إبراهيم الحارثي وصالح المغاميسي في المحاضرات والأشرطة الوعظية·إلا أن الصرفي يؤكد على كون الرواج الكبير ما زال من نصيب الأسماء القديمة والمشهورة، قائلاً >الطلب الأكبر على المشايخ القدامى، خاصة في المواسم الدينية، ومن أبرزهم الشيخ عايض القرني، الذي كان له حوالي 20 محاضرة خلال العام<·وفيما يُعرف الإصدار السمعي في الساحة الفنية بـ «الألبوم»، اختار صانعو الكاسيت الإسلامي إطلاق ذات المفردة على المغلف الذي يحوي مجموعة من الكاسيتات، مضيفاً «أصدر الشيخ نبيل العوضي خلال العام الهجري 1427 حوالي ثلاثة ألبومات، لقيت اهتمام الكثير من الزبائن».

في حين يقسّم خالد جلال، مدير معرض تسجيلات ابن الخطاب الإسلامية بالدمام، طلبات الزبائن حسب الجنس الذي ينتمون له، قائلاً «البنات يحرصن على اقتناء إصدارات الشيخين محمد العريفي وعبد المحسن الأحمد، أما الشباب دائماً ما يحرصون على محاضرات الشيخ خالد الراشد، والمراهقون يفضلون الشيخين سليمان الجبيلان وناصر الحمودي، المعروفان بالظرافة والقرب من مشاكلهم».

من جانب آخر، اشتكى عدد من القائمين على معارض التسجيلات الإسلامية من الأثر الكبير لانتشار القنوات الإسلامية والمحافظة في السنة الأخيرة، والتي استحوذت على مجموعة كبيرة من زبائنهم، مقدرين تأثيرها على انخفاض مبيعات سوق الكاسيت الإسلامي بما نسبته 40 بالمائة، مقارنة بأرباح العام السابق.