«الخطوط الحديدية» تحمل المواطنين مسؤولية حوادث القطارات

خالد اليحيى: لا يمكن التوقف لمجرد رؤية سيارة تتوسط المسار

TT

حمل الرئيس العام لمؤسسة الخطوط الحديدية، المواطنين وقلة وعي بعضهم مسؤولية حوادث القطارات المتعددة، التي يشهدها طريق الرياض الدمام.

وأوضح المهندس خالد اليحيى الرئيس العام لمؤسسة الخطوط الحديدية، لـ«الشرق الأوسط» أن الإهمال وقلة الوعي من جانب مواطنين يعبرون بدون اكتراث خطوط السكة الحديد، هما المسؤولان عن العديد من الحوادث الأخيرة لقطارات الركاب والبضائع التي سقط فيها ضحايا، كان آخرها سقوط ثلاثة قتلى وجرح نحو 15 راكبا في حادثين خلال أقل من 24 ساعة يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

وألقى اليحيى باللائمة على مستخدمي الطرق الذين يعبرون مسارات السكة الحديد، مضيفاً أن المؤسسة قامت خلال الأعوام السابقة بجهد كبير لضمان الحد الأعلى للسلامة، مضيفاً ان المؤسسة قامت بإغلاق عدد كبير من التقاطعات الخطرة وعملت لجنة مشكلة من المؤسسة العامة للخطوط الحديدية وادارتي المرور في كل من منطقة الرياض والمنطقة الشرقية، على دراسة جميع التقاطعات على امتداد الخط الحديدي بين الرياض والدمام، وأوصت بإغلاق عدد كبير من تقاطعات الدرجة الثالثة، وتم اعتماد تلك التوصيات من قِبل إمارتي منطقة الرياض والمنطقة الشرقية، وتم بالفعل إغلاق التقاطعات التي صدرت بشأنها التوصية.

وأضاف اليحيى أن المؤسسة اعتمدت خلال هذا العام مشروعاَ ضخماً لإنشاء معابر في المناطق النائية، مضيفاً أنه مع انتهاء التنفيذ سيتم غلق المعابر في المناطق الصحراوية التي تشكل خطراً على مسار القطارات.

واعتبر أن اجراءات السلامة في شبكة القطارات وتتمثل في وضع عدد من المجسات والاشارات الضوئية، لا يمكنها أن تمنع بشكل قاطع الحوادث «إذا لم يحدث هناك وعي من جانب مستخدمي الطرق»، مضيفاً «لا يستطيع قائد القطار إيقافه لمجرد رؤيته سيارة تتوسط المسار، ولا يمكن للقطار ان يحيد عن مساره»، لذلك فقد اعتبر محاولة السائقين مسابقة العبور أثناء مرور القطارات، بأنها تشبه إلى حد كبير «الانتحار».

وقال إن «تسابق سائق مع قطار يزن مئات الأطنان لاجتياز الخط، هو بمثابة إقدام على الانتحار من قِبل سائق السيارة.. فمن المستحيل إيقاف القطار خلال مسافة تقل عن ألف متر». وخلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وقع حادثان، الأول منهما في المنطقة الواقعة عند الكيلو متر 180/181 قبل وصول القطار الى محطة الهفوف بـ 45 كلم، ونتج عنه وفاة قائد القطار احمد بن جاسم الزوري، ومساعده ابراهيم بن عبد الله الراشد (سعوديان)، كما تم نقل 15 من الركاب تعرضوا لاصابات طفيفة من جراء الصدمة الى المستشفى. فيما شهد مساء الخميس الماضي تعرض قطار آخر من قطارات السكة الحديد لحادث تصادم جراء اعتراض سيارة نقل صغيرة لسير القطار رقم 11، المتجه غربا من الدمام الى الرياض على احد تقاطعات الخط الحديدي على مسافة 14 كلم من محطة الرياض.

وخلال ثلاث سنوات، سجلت خطوط السكة الحديد نحو 7 حوادث، كان بينها خروج عربات عن مسارها، وقال اليحيى أول أمس، إن خروج قطارات البضائع عن مسارها لا يمثل نسبة كبيرة بالقياس مع حجم الحركة الهائل لقطارات البضائع التي تنقل سنوياً أكثر من 330 الف حاوية، تتفوق من حيث الحجم عن الخطوط البرية الكبيرة في الولايات المتحدة واستراليا.

وخلال العام الماضي، نقل قطار الركاب 1.3 مليون راكب، بزيادة تبلغ 100 في المائة عن العام الذي سبقه، وبرأي اليحيى، فإن الزيادة في عدد المسافرين الى الضعف تمثل شهادة على تحسن خدمات الركاب بالرغم من ارتفاع اسعار التذاكر العام الماضي. ورفعت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أسعار تذاكر رحلاتها، بعد إطلاق خدمة «الرحاب»، التي تتيح للمسافرين إمكانية السفر بشكل مباشر من دون الحاجة إلى التوقف في المحطات الوسطية.

ووصل سعر تذكرة رحلة الدمام ـ الرياض إلى 130 ريالا، وارتفعت أسعار الدرجتين الأولى من 60 إلى 75 ريالاً، والثانية من 40 إلى 60 ريالاً· وارتفع سعر الرحلة المتوجهة من الدمام إلى الهفوف من 20 إلى 25 ريالاً للدرجة الأولى، والثانية من 15 إلى 20 ريالاً، وبلغ سعر رحلة «الرحاب» 40 ريالاً.

وكان أول قطار تم تسييره بين الدمام في المنطقة الشرقية والرياض، في 20 من أكتوبر (تشرين الأول) 1951، ليدشن مرحلة من النقل البري عبر سكة الحديد ليربط العاصمة الرياض في وسط البلاد مع الخليج العربي.