السعودية: تنظيم جديد لفحص 16 ألف معلم ومعلمة فكريا وأمنيا وصحيا

نائب الوزير لـ«الشرق الأوسط»: باب التظلم مفتوح ولا تراجع عن الشروط

TT

ألزمت السعودية ولأول مرة الراغبين في الحصول على وظائف تعليمية بضرورة خضوعهم لاختبارات لفحص عقولهم ومستواهم الفكري عبر مقابلات مع لجان مختصة للتأكد من خلوهم من الأفكار المتطرفة وعدم تعاطيهم أية مواد مخدرة، إلى جانب اجتياز اختبار الجانب العلمي.

في المقابل، أكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور سعيد المليص نائب وزير التربية والتعليم، أن وزارته لن تتنازل عن شروطها المعلنة لتوظيف المعلمين، وفي حالة عدم رضى المتقدم لمهنة التعليم عن نتيجة لجنة التقييم يحق له التظلم لدى المسؤولين في الوزارة لإنصافه، متمنيا أن يتم قبول جميع المتقدمين للشروط الجديدة.

وحول اشتراط تزكيتين على المتقدمين من أساتذة جامعة سبق أن درسوا على أيديهم وصعوبة تحقيق ذلك لدى الكثير منهم، أوضح المليص أن الوزارة تسعى إلى التسهيل في جميع شؤونها، ويمكن الاستعاضة عن التزكيتين بخطاب حسن سيرة وسلوك من الجامعة التي تخرج منها.

من جانبه، كشف لـ«الشرق الأوسط» صالح الحميدي، مدير الشؤون المالية والإدارية في وزارة التربية والتعليم أن عدد المعلمين والمعلمات الذين ستشملهم الإجراءات الجديدة للعام الدراسي المقبل في حدود 9000 معلم و7000 معلمة.

وتتضمن المرحلة الأولى قدرة المتقدم علميا من خلال اجتياز اختبار الكفايات والمقابلة الشخصية في ما يخص الجانب العلمي، أما المرحلة الثانية فتختص بالجوانب الفكرية والسلوكية. حيث يتم التأكد من سلامة المتقدم فكريا ومسلكيا من خلال تقديم توصيتين من أستاذين أكاديميين قاما بالتدريس له وفق النموذج المعد لهذا الغرض، إضافة إلى الإجابة عن أسئلة المقابلة، مع التشديد على أن لا يكون لدى المتقدم أية ملاحظات أمنية أو فكرية ويتم التأكد من هذا من خلال جهات الاختصاص.

ولم يغفل التنظيم الجديد لوزارة التربية والتعليم في السعودية الجوانب الصحية والنفسية، وسيتم التأكد من تلك الجوانب للمتقدم من خلال تقرير طبي صادر من أحد المستشفيات الحكومية. ولا يقبل أي تقرير سواه، على أن تتم مخاطبة المستشفيات بشكل رسمي وسري عما ينبغي التأكد منه مثل خلو المتقدم من المخدرات والإيدز وسلامة البدن والحواس وخلوه من الأمراض المزمنة وتتحمل المستشفيات كامل المسؤولية عما يصدر عنها من تقارير وتحت مسؤوليتها ويكون ذلك بعد ترشيح المتقدم من قبل وزارة الخدمة المدنية.

وجاءت الإجراءات الجديدة التي صدرت أول من أمس، بناء على أوامر عليا صدرت في العام المنصرم، تنص على الحرص على اختيار المرشحين للوظائف التعليمية من الأشخاص المشهود لهم بالاعتدال في دينهم والمتميزين خلقا وعلما وعملا إضافة إلى القدرة على إدارة هذا الواجب النبيل من خلال قوائم التوظيف لدى وزارة الخدمة المدنية ولجان التشكيل لهذا الغرض. وأن يكون هؤلاء المعلمون من الكفاءات العلمية المتميزة القادرة على أداء هذه الرسالة العظيمة بكفاءة واقتدار مع الاهتمام والحرص كل الحرص على ذلك.