ضعف الإقبال على رياضة الغوص يؤجل إنشاء أول أكاديمية متخصصة في السعودية

الفتيات «يغصن» في الخفاء والشباب يمارسونها نوعا من الرفاهية

TT

أجّل غواصون سعوديون في جدة مشروع إنشاء أكاديمية متخصصة برياضة الغوص، بعد أن صدموا بعدم تجاوب الفئات المستهدفة من الشباب والفتيات، وأجمع القائمون على المشروع على ان السبب يعود الى أن رياضة الغوص في السعودية ما زالت وليدة وتمارس كرفاهية للشباب، في حين ما زالت الفتيات يمارسنها في الخفاء.

ووصف المدرب عبد الله احمد الموقف بقوله «كان مشروعنا حلما سطرناه في كشكول مذكراتنا اليومية، والتأخير عائد إلى تأخير تكوين اتحاد لرياضة الغوص أسوة ببقية الرياضات في السعودية». وأضاف «هذا بالرغم من سحر أعماق البحر الأحمر وما يضمه من شعاب مرجانية خلاقة وكائنات بحرية نادرة، إضافة إلى عجائب الجزر المترامية في أوساط البحر الأحمر والتي لا تقل جمالا عن أشهر جزر العالم، الأمر الذي يشجع العديد من الزوار الأجانب على القدوم إلى جدة من أجل الغوص في بحرها».

هذا الاندفاع شجع أحمد الصبّان مدير مركز «غطاس المرجان الأزرق» على التعاون مع الهيئة العليا للسياحة في إطلاق مشروع وطني تحت مسمى «سكوبا السعودية» الذي ظل مستمرا على مدى خمس سنوات ببرامج متنوعة في كل عام. ويهدف إلى رفع الوعي الثقافي لدى الفرد السعودي برياضة الغوص وأهميتها سواء كهواية أو مهنة، أو المتعة كرحلة سياحية في أعماق البحر الأحمر.

ويحدد الصبان أهم أهداف المشروع في إيجاد فرص عمل جديدة للشاب السعودي عبر التخصص عن طريق تنمية وتطوير الغواص من مستوى الهواية إلى مستوى الاحتراف «مدرب غوص، مرشد سياحي، مساعد بحري».

يقول الصبان «المهمة الأولى في البرنامج هي ولادة الدلافين البشرية السعودية، بمعنى تدريب وتخريج أول نواة من الغواصين السعوديين المحترفين والمسؤولين، وهو ما يقارب 2500 غواص هاو جديد بالإضافة إلى أول دفعة متكاملة من الغواصين المحترفين والقادرين على العمل في سوق صناعة الغوص والسياحة البحرية».

ويضيف بأن المشروع يستهدف أيضا شريحة كبيرة من الطلاب، مشيرا إلى أن «المدارس الأهلية كانت أكثر تجاوبا وتعاونا معنا بالرغم من أن البرنامج مجاني، وقد بلغ عدد المشتركين من الأطفال نحو 104 أطفال. والسبب في رأيه يعود لأسباب عديدة قد تعود لغلاء أسعار أدوات الغوص ومعداته التي يشتريها المشترك، إضافة إلى تخوف المدارس الحكومية من الرحلات البحرية وما تسببه من قضايا تقع على عاتق المسؤولين.

ولأنه كما يقول المثل «من اجل عين تكرم مدينة»، فمن اجل تحقيق حلم إنشاء اتحاد للغواصين أو أكاديمية فان الصبان وزملائه من مدربين وهواة وضعوا برامج مرحلية لمشروعهم الوطني «سكوبا السعودية» يضم مختلف طرق وفنون رياضة الغوص، كتعليم الغوص الليلي، وغوص حطام السفن والكهوف، ومهارات الملاحة والتصوير تحت الماء. كما يشتمل البرنامج إضافة إلى الغوص مع اسماك الدولفين والحيتان، ومن ضمن البرامج تنظيم اكبر عملية تنظيف لشواطئ وقاع البحر الضحل، وبعدها المشاركة في عملية إنقاذ الشعاب المرجانية في البحر الأحمر والخليج العربي وذلك عن طريق تثبيت قواعد وعوامات مرساة القوارب واليخوت.