«المساحة الجيولوجية» تتهم مصنعا في المدينة المنورة بالتسبب في أضرار بيئية

أرجعت السبب إلى إدارة المصنع وسوء التهوية وضعف الوعي البيئي

TT

حذرت دراسة بيئية أجراها فريق علمي من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، من تأثيرات سلبية لمصنع للصوف الصخري في المدينة المنورة على البيئة المحيطة وعلى الصحة العامة للعمال. وأرجعت الدراسة التي أعلنت مؤخرا، ذلك لسياسة إدارة المصنع بالإضافة إلى سوء التهوية وضعف الوعي البيئي، مما أدى إلى زيادة التعرض للملوثات مثل غاز أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت والجسيمات العالقة في المصنع والمنطقة المحيطة.

واعتمدت الدراسة على جمع الجسيمات العالقة، والعينات الشخصية باستخدام المجمع الشخصي للجسيمـات والمثبت على صـدور العاملين خلال فترة العمل اليومي إلى جانب جمع غبار مرشحات المكيفات والغبار المترسب داخل المصانع. وتمت عملية التحليل الكيميائي لتحديد محتواها من المعادن، بالإضافة إلى قياس مستويات كل من غاز أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، وتحليل عينات من المواد الخام والمخلفات الصلبة والسائلة لمعرفة محتواها الكيميائي.

وكشفت الدراسة عن وجود تأثير بسيط للمصنع على البيئة المحيطة، فيما كان التأثير الأكبر على البيئة الداخلية للمصنع، إذ أشار المسح الأولي للوضع الصحي للعمال وبعض الأفراد القاطنين بالمنطقة المحيطة إلى وجود تأثيرات على العمال داخل المصنع.

من جانبه، اكد مسؤول في المصنع لـ"الشرق الأوسط" أن الدراسة التي قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية كانت بمبادرة طيبة من الهيئة لاحدى الصناعات التي شجعت المستثمرين على قيامها.

وأضاف المسؤول ـ فضل عدم نشر اسمه ـ كانت الدراسة محل شكر وتقدير من إدارة المصنع، وقد طبق المصنع العديد من التوصيات التي احتوتها الدراسة. ودلل على ذلك بنقل كسارة المواد الخام الداخلية إلى موقع الكسارات، وتحسين التهوية داخل المصنع، وزيادة عدد وحدات التهوية والشفط، وتخزين جميع المنتجات داخل مستودعات مقفلة، إلى جانب التخلص من النفايات الناتجة عن عملية التصنيع بصفة دورية إلى منطقة مخصصة لذلك بالمرمي العام للبلدية.

وأبان المسؤول أن الدراسة أشارت إلى أن مستوى التعرض العالمي المسموح به للجسيمات المستنشقة العالقة في الهواء والناتجة مع صناعة الصوف الصخري هو 2000 ميكروجرام/م2، فيما متوسط التركيز المقاس بالمصنع هو 534 ميكروجرام/م2 أي أنه أقل بكثير من الحدود المسموح بها عالمياً.

وأشار إلى المصنع ينسق حالياً مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة للحصول على شهادة التأهيل البيئي، إلى جانب قيامه بتطوير أنظمة الفلترة داخل المصنع لضمان جودة بيئة العمل، مستدركا بأن منتجات الصوف الصخري مادة عزل صديقة للبيئة وتنتج على مستوى عالمي.

يذكر أن الصوف الصخري عبارة عن ألياف دقيقة مصنعة من مصهور صخر البازلت بعد صهر وإذابة الصخور تحت 1500 درجة مئوية، ثم صب المصهور في اسطوانات سريعة الدوران فيتم تحويل المصهور الذائب إلى ألياف الصوف الصخري. ويتم بعد ذلك ربط جميع هذه الألياف بواسطة مادة راتنجية خاصة، وتستخدم منتجات الصوف الصخري فى مشاريع مصافى البترول ومحطات تحلية المياه ومشاريع الصناعات البتروكيماوية والعزل الحرارى والصوتى لجدران المبانى وغيرها. إلى جانب استخدامها في العزل الحرارى للجدران والأسقف فى المبانى، وفي الأفران ومحطات التحلية ومصانع البتروكيماويات ومصافى البترول.