السعوديات يستعن بمستشارات في التخطيط للتحكم في الإنفاق

TT

«المغالاة في الشراء والاقتراض والتقسيط» عناصر ضمن إشكاليات مالية يعاني منها عدد كبير من النساء في السعودية، دفعت شريحة عريضة منهم أخيرا إلى الاستعانة بمستشارات للتخطيط المالي.ووسط تنامي حجم الإنفاق النابع عن الإنفاق غير المتأني للمال، لجأ عدد من النساء إلى التخطيط المالي كحل للنزعة الاستهلاكية تمكنهن من الاعتدال في سد الثغرات المعيشية الضرورية. ويعتبر المجتمع السعودي أحد أكثر المجتمعات استهلاكا، إذ ينفق ما يزيد على 80 في المائة من الأسر السعودية، 80 في المائة من إجمالي دخلها، و11 في المائة تنفق دخلها كاملا، و20 في المائة تتعامل بالعجز الصريح. وتعتبر الموازنة بين التدفقات الإرادية والمصروفات، أهم ما يتطلبه التخطيط المالي الذي تلجأ إليه النساء، بحسب ما أوضحته لـ«الشرق الأوسط»، مستشارة التخطيط المالي رائدة المطيري، موضحة أنه «من خلال عدد من الجلسات مع النساء، نتعرف من خلالها على روافد الأموال التي يحصلن عليها، إلى جانب مجالات إنفاقها وتحديد التزاماتها الشهرية ونفقات الطوارئ، وبذلك يمكن تحديد المال المستهلك في دواع غير ضرورية». وأضافت «5 في المائة فقط من النساء قادرات على الادخار فعليا للمستقبل، على الرغم من أنهن يرغبن كثيرا بالتعامل بعقلانية مع أموالهن، ولهذا فقد وجدوا بأن التخطيط المالي وسيلة يمكن من خلالها توجيههن لترشيد إنفاقهن بشكل واع والادخار للمستقبل» وكشفت مستشارة التخطيط المالي لـ«الشرق الأوسط»، من خلال تعاملها مع عدد كبير من النساء، أن أكثر العوامل المؤدية لصرف الأموال بالنسبة للنساء، هي القروض الشخصية، كاشفة عن أن معظم النساء يتجهن للاقتراض الشخصي لاستثمارها في مجال الأسهم، على عكس الرجال الذين يلعب التقسيط المفرط دورا قويا لاستنزاف أموالهن. وتؤكد أرقام رسمية أن القروض الشخصية زادت في العام الماضي لتصل إلى 168.8 مليار ريال، وأن حجم سوق التقسيط بالمملكة وصل إلى 55 مليار ريال سعودي. من جهتها، أوضحت خبيرة في التخطيط الإنفاقي، البندري عبد الله، لـ«الشرق الأوسط»، أن التقسيط يعتبر أيضا عامل جذب بالنسبة للنساء، مشيرة إلى أن ذلك لا يقتصر على المستهلكات من الفئات الفقيرة، بل على فئات يزيد دخلها على 8000 ريال. إذ أوضحت بأن «توجه الشركات للتيسير المفرط بشراء السلع، سواء الأجهزة الكهربائية المنزلية أو الأثاث بتقليل الدفعة الأولى أو القسط الشهري، قاد النساء إلى تهافت كبير للشراء، ما افرز جملة من السلبيات، منها اقتصادية تتمثل بإهدار المال، إلى جانب سلبيات اجتماعية كون النساء بدأن بالإنفاق على سلع كمالية بدلا من الضرورية». ويعتبر سوق العقار أهم سوق للاستهلاك بالنسبة للمرأة وفق ما أوضحت مستشارة التخطيط المالي رائدة المطيري، لـ«الشرق الأوسط»، ما يفسر تخوفا من المستقبل وسط مشاكل الطلاق والتعدد التي تشكل لنسبة كبيرة من النساء، تهديدا يستدعي التفكير في المستقبل، مضيفة أن أكثر العميلات اللاتي يلجأن إلى التخطيط المالي هن العاملات لأكثر من 15 عاما، كونهن، بحسب تعبيرها، أكثر إحساسا بقيمة المال من المنخرطات حديثا في الحقل المهني.