السعودية: برنامج عال لإعداد «قابلات» في سلك التمريض

بعد أن ظل هذا المجال لعقود طويلة بـ«الموهبة»

TT

تعتزم الجهات الصحية العاملة في السعودية، طرح برنامج دبلوم عال تمريضي متخصص لـ«القابلات» متخصصات في عمليات التولي، لسد الاحتياج الصحي من المواطنات المتخصصات في مجال «القبالة»، كأول برنامج تخصصي تمريضي تعتمده هيئة التخصصات الصحية السعودية، ضمن خطة لتنويع التخصصات التمريضية، بعد أن ظلت مهنة «القبالة» لعقود طويلة دون وجود متخصصات في هذا المجال.

وأكدت نجاح بلوش، مديرة إدارة التمريض في المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة، وعضو المجلس العلمي للتمريض في هيئة التخصصات الصحية، أن برنامج القابلات سيكون متاحا خلال الاشهر القليلة المقبلة للراغبات من العاملات في سلك التمريض، وهو لمدة عام دراسي كامل، على أن تكون أولوية تطبيقه في المدن السعودية حسب أعداد المتقدمات.

وأضافت بلوش، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، على هامش ملتقى تمريضي عقد أمس لمناقشة حقوق الممرضين والممرضات تحت شعار «مهنتي ونظام الخدمة المدنية»، أن برامج متخصصة أخرى ستتاح في مهنة التمريض لتطوير قدرات العاملين والعاملات في هذا المجال من بينها تخصصات، العناية المركزة، والاطفال، والصحة النفسية، والصحة العامة.

وضمّدت مثل هذه البرامج التخصصية من معاناة الممرضين والممرضات التي استمرت لعقود طويلة، نتيجة غياب التخصصات التمريضية التي كانت أحد العوامل التي تحد من طموح العاملين في مهنة التمريض بعد تخرجهم والتحاقهم بأعمالهم. كما أنها بحسب مديرة التمريض في صحة منطقة مكة المكرمة، ستشكل أحد محاور الارتقاء بالاداء التمريضي وتحسين معايير الجودة، والتقليل من الاخطاء التمريضية.

وقاست محاضرات بعض المختصين في مجال التمريض، ومداخلات الحضور الكثيف من المهتمين بهموم المهنة، درجة حرارة الرغبة في التعلم والتدريب، وتغيير النظرة السلبية التي عبّر عنها الحضور بأنها تشكل عائقا أمامهم في الاستمرار في العمل التمريضي. فيما طالب آخرون بتحديد ساعات العمل والمناوبات داخل المستشفيات، وضبط آليات التعامل مع واجبات العمل التمريضي من خلال ربطهم مباشرة بادارات المستشفيات. فيما يبدو أنها إشارات ضمنية لوجود ممارسات إدارية بحقهم تحول وتأدية مهامهم على الشكل الصحيح.

وحول أبرز الاخطاء التمريضية الشائعة، قالت بلوش، والتي تتسنم عضوية المجلس الوطني لاعتماد المنشآت الصحية، إن أخطاء إعطاء الدواء للمريض، وسقوط المرضى، والالتهابات السريرية للمرضى، تشكل أبرز مؤشرات القصور في العمل التمريضي، وأن مهام مشروع أمان سلامة المستشفيات تمهيدا لحصولها على معايير الجودة، يأتي من بينها تطبيق السياسات التمريضية في إطارها المحدد لضمان جودة الخدمة الصحية بشكل عام.

يشار إلى أن مهنة التمريض في السعودية لا تزال تعاني من صعوبات كبيرة، خاصة في الجانب النسائي بما يخص إحلال السعوديات بدلا من الأجنبيات، حيث يواجه قطاع التمريض عجزا كبيرا، حيث لا يشغل السعوديون والسعوديات سوى 22 في المائة من حجم الوظائف التمريضية المتاحة والبالغ عددها نحو 90 ألف وظيفة حسب ما تشير إلى ذلك التقديرات الواردة عن وزارة الصحة السعودية.