كشف لـ«الشرق الأوسط»، البروفيسور عاطف شبل، أستاذ بيولوجيا الأحياء الدقيقة بجامعة الملك سعود، عن إصابة أكثر من 30 في المائة من السعوديين بمرض المكورات الرئوية، وهي تنحصر بالأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، إضافة إلى كبار السن ذوي المناعة المنخفضة نسبيا.
وأكد البروفيسور، أول من أمس، خلال ندوة طبية لوقاية الأطفال من أمراض المكورات الرئوية، أن وزارة الصحة السعودية تسعى جاهدة لإيجاد عقار «البرفينار»، الذي اكتشف من قِبل شركة «وايث للقاحات» الأميركية المضاد لمرض المكورات الرئوي، وإدراجه ضمن التطعيم الاساسي للأطفال المعرضين للإصابة بهذا المرض، ومن ثم إدراجه لاحقا كتطعيم أساسي لبقية الاطفال، للحماية من سبع سلالات بكتيرية هي التي تسبب أكثر من 71 إلى 86 في المائة من الإصابات بمرض المكورات الرئوية بين الأطفال دون الثانية من العمر.
وذكر البروفيسور شبل، أن وزارة الصحة، بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كداعم مالي، أجرت مشروع اختبارات عدة لمسح حساسية 20 مضاداً حيوياً على 51 ألف ميكروب الحيوية، في 6 مناطق أساسية في السعودية، وذلك لوضع قاعدة علمية مهمة للقضاء على البكتيريا الحيوية.
وبيّن أستاذ بيولوجيا الأحياء الدقيقة، أن استخدام الأشخاص المتزايد للمضادات الحيوية بشكل غير صحيح، أدى إلى ظهور المزيد من الجراثيم المقاومة لها، مشيراً إلى أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أكثر من مليون طفل يموتون سنوياً بسبب أمراض المكورات الرئوية، حيث ان المرض يشتمل على التهاب السحايا، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الرئة، إضافة إلى تجرثم الدم، وأن هذه الأمراض تتسبب في فقدان السمع، وتعرض الشخص إلى الشلل، وفي بعض الأحيان إلى الموت.
وأبان أن العقار المراد صرفه للأطفال وكبار السن المتوقع إصابتهم بهذا المرض، يوفر نسبة 80 في المائة من الحماية ضد سلالات بكتيريا «ستربتوكوكاس نيمونيا» المقاومة للمضادات الحيوية، والحماية من سبع سلالات بكتيرية، التي تسبب أكثر من 71 إلى 86 في المائة من الإصابات بمرض المكورات الرئوية بين الأطفال دون الثانية من العمر، لكونه يتضمن الأمصال المقاومة لهذه العقاقير، التي تحفز نظام المناعة والاحتفاظ بذاكرة مناعية.
وذكر البروفيسور شبل أن مراكز الاستطلاع الرئيسية التابعة لمركز الوقاية والسيطرة على الأمراض، أشارت إلى انخفاض عدد الإصابات بأمراض المكورات الرئوية التي تسببها السلالات الموجودة في اللقاح بين الأطفال دون العامين بنسبة 78 في المائة، وبنسبة 50 في المائة لعدد الإصابات التي تسببها السلالات ذات الصلة.
ولفت أستاذ بيولوجيا الأحياء الدقيقة إلى أن هذا المرض موجود في كل أنحاء العالم، لكن يكثر في منطقة الخليج، خصوصا في المنطقة الشرقية من السعودية، ولكن وفّر المصل في الولايات المتحدة منذ عام 2000، كما وفر المصل أخيرا في كل من دولة قطر، الكويت، والإمارات العربية المتحدة.