«الشؤون الاجتماعية» تقع في مأزق «قوائم الانتظار» الراغبة في كفالة الأيتام بعد دخول الوساطة

الإنجاز الأمني حول خطباء الجمع .. من تناول موضوع «اليتيم» إلى التصدي للفكر الضال

TT

يبدو أن وزارة الشؤون الاجتماعية في السعودية، وقعت في مأزق حقيقي، في موضوع كفالة الأيتام المسجلين لديها، وذلك بعد تسجيل قوائم طويلة لعائلات ترغب في كفالة يتيم، بعد أن كانت الوزارة إلى أمد قريب لا تجد الأسر الراغبة في كفالة الأيتام.

وقال عوض الردادي، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية والتنمية الاجتماعية، في مؤتمر صحافي عقده أمس، أن وزارته كانت تعاني في السابق من قلة الأسر الحاضنة الراغبة في كفالة الأيتام. إلا أنها في الوقت الحالي تواجه معضلة في عدد الطلبات اليومية التي تتلقاها من عائلات ترغب في الكفالة.

وألمح وكيل الوزارة، إلى دخول الوساطة كطرف في إعطاء الأولوية لأسر لديها الرغبة في احتضان الأيتام وكفالتهم، مؤكدا أن منح الكفالة لا يتم إلا بعد دراسة الوضع العام للأسر الحاضنة، والتي تمنح مبلغا ماليا مقابل قيامها بهذا الأمر.

يأتي ذلك، فيما أعلنت السعودية أمس، السابع من مايو (أيار) من كل عام، وهو التأريخ الذي يصادف حلوله اليوم الاثنين، يوما عربيا لليتيم. ولامست أعداد الأسر الكافلة للأيتام في السعودية، حاجز الـ5 آلاف أسرة، تقوم برعاية ما يزيد على الـ5500 طفل وطفلة، فضلا عن وجود قرابة الـ14 جمعية خيرية تقوم بذات الدور في ناحية كفالة الأيتام، فيما تتعهد وزارة الشؤون الاجتماعية بتقديم إعانات مالية شهرية لهذه الجمعيات لقاء كفالتها للأيتام.

وتتصدر منطقة مكة المكرمة، الأعلى في عدد الأسر الكافلة للأيتام، حيث وصلت أعدادها 1786 أسرة، تليها أسر منطقة الرياض، 1134 أسرة، فيما تتوزع بقية الأسر على المناطق السعودية الـ13، في حين سجلت منطقة الحدود الشمالية أدنى نسبة في كفالة الأيتام، حيث ترعى أسرة واحدة فقط في المنطقة يتيما واحدا.

وفيما كان من المقرر أن يتناول خطباء الجمع السعوديون الجمعة الماضية، موضوع كفالة الأيتام في الإسلام، إلا أن ما أعلنته وزارة الداخلية السعودية من تفكيكها لخلايا سبع كانت تنوي استهداف مصالح حيوية في الداخل والخارج، فرض عليهم تغيير مسار خطبهم، بعد تلقيهم توجيها من وزير الشؤون الإسلامية بهذا الصدد.

وخاطبت وزارة الشؤون الاجتماعية في وقت سابق، وزارة الشؤون الإسلامية، لحث خطباء الجمع بتخصيص خطبة الجمعة التي تسبق يوم السابع من مايو (آيار) الجاري (الجمعة الماضية)، للحديث عن اليتيم وفضل كفالته وما تقدمه الدولة من رعاية لهذه الفئة، إلا أن الإنجاز الأمني الذي حققته الأجهزة الأمنية، وخطر ما كان يحاك ضد الدولة، نأى بالخطباء لإعطاء الأولوية للتصدي للأفكار المتطرفة.

وتتصدى وزارة الشؤون الاجتماعية في السعودية، للجمعيات التي لا تمتلك المقدرة في رعاية الأيتام، أو تتهاون في توفير الحياة الكريمة لهم، حيث أكد عوض الردادي أن وزارته عملت على إعادة مجموعات من الأيتام إلى كنف الوزارة بعد أن اكتشفت أنهم لا يتلقون التربية السليمة.

ووسط تزايد أعداد حالات العنف الأسري المرصودة في المجتمع السعودي، لفت الوكيل الردادي إلى أن وزارته لم يصل إليها شكاوى من أيتام في أسر حاضنة تتحدث عن تعرضهم لعنف ما، مؤكدا أن الأيتام في الأسر الحاضنة يحظون برعاية وتربية أكثر من أبناء الأسر الحقيقيين. وستنظم وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في وكالة الوزارة للرعاية والتنمية الاجتماعية، اليوم، مسابقة للأيتام حول أفضل رسالة شكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بمناسبة الاحتفال باليوم العربي لليتيم، وذلك على مستوى مكاتب الشؤون الاجتماعية ومكاتب الإشراف النسائي الاجتماعي في المناطق السعودية.

وتشترط المسابقة، أن لا يزيد عمر المشارك أو المشاركة على 15 عاما، حيث سيتم اختيار أفضل ست رسائل، منها ثلاث للبنين وثلاث للبنات، على مستوى مكاتب الشؤون الاجتماعية والإشراف النسائي، فيما رصدت الوزارة مبالغ مالية للفائزين، تصل في أعلاها لـ1000 ريال للفائز بالمركز الأول، فيما سيحصل صاحب المركز الثاني على 800 ريال، أما المركز الثالث فسيحصل على جائزة قدرها 600 ريال.