.. وتدرس توفير سكن خاص للمطلقات اليتيمات

لتهيئتهن لحياة مستقلة وتسعى إلى إلحاقهن ببرنامج الابتعاث

TT

تدرس وزارة الشؤون الاجتماعية إنشاء دور ضيافة لاحتواء المطلقات من يتيمات دار الأيتام بمفردهن او مع اطفالهن، وذلك لصعوبة دمج تلك الشريحة مع الفتيات صغيرات السن.

وقالت وفاء السعدي المشرفة الإدارية بمكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بمنطقة مكة المكرمة أن المكتب رفع دراسة بذلك للوكالة على أمل الموافقة على ضم مطلقات دار الأيتام بمفردهن أو مع أطفالهن، وذلك بتوفير مسكن مناسب لهن.

وأبانت السعدي صعوبة دمج المطلقات إضافة إلى خريجات الجامعة والموظفات مع فتيات الدار الصغيرات من المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، والبالغ عددهن في دار التربية الاجتماعية في مكة 136 فتاة. وذكرت في حديث لـ «الشرق الاوسط» أن مستوى ثقافتهن مختلف وكذا أهدافهن وميولهن، ومن الضروري مراعاة ذلك.

وكانت وفاء السعدي ضمن أوائل سيدات المجتمع اللاتي أصررن على إكمال فتيات الدار لدراستهن الجامعية، في تجربة تعد الاولى من نوعها على نطاق المملكة. وقالت «بالرغم من خوفي من فشل التجربة التي تعد الأولى على مستوى المملكة بدمج فتيات الدار مع طالبات الجامعة، والتعايش مع الحياة الجامعية، والتي تعد نقلة كبيرة جدا في حياتهن، إلا أن التجربة نجحت بدليل أن هناك 14 طالبة جامعية من فتيات الدار يدرسن في مختلف التخصصات، وجميعهن متفوقات، ونأمل إلحاقهن ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الى خارج السعودية، إضافة إلى 4 خريجات وموظفات حاليا بالقطاع الخاص».

وتبقى مشكلة وجود المحرم مع طالبات الابتعاث عائقا أمام فتيات الدار اليتيمات، هذا ما اكدته جميلة صالح إحدى فتيات الدار والتي تخرجت في الجامعة، وتعمل حاليا باحثة اجتماعية بإحدى شركات القطاع الخاص، بقولها «ليس لدي مانع بإكمال مسيرة تعليمي بالخارج، ولكن كما اعلم أن من شروط الابتعاث وجود المحرم».

وحول استقلال فتيات الدار عن الحياة الجماعية مع فتيات الدار تقول سوسن وهيب مديرة دار التربية الاجتماعية بجدة، حاليا ليس مصرح لهن بالاستقلال المطلق عن الدار حتى إذا وصلن إلى عمر يفوق الـ30، وهذا ما دعا إلى وضع خطوات لكيفية استقلال الفتيات عن الدار بالتدرج، مشيرة إلى أنهم بدأوا مع طالبات الجامعة باستئجار سكن تحت مظلة الجمعية الخيرية النسائية ليتعلمن مواجهة الحياة بعيدا عن الدار.

وترى وهيب أن من الصعب على الدار احتواء نساء في عقدهن الرابع من العمر، مما يضطر الى تحويلهن لدار الرعاية لكبار السن، لذلك كما تقول «نحاول إلزامهن بالتعليم والاستقلال المادي بالرغم من أن وزارة الشؤون الاجتماعية تصرف شهريا مكافآت لفتيات الدار تبدأ بـ 450 ريالا لتصل إلى 1200 ريال لطالبات الجامعة». وتقدر بأنه يتم سنويا تزويج ما بين 3 إلى 4 فتيات سنويا من شباب مؤهلاتهم العلمية بسيطة قد لا تتجاوز المتوسطة أو الابتدائية وهذا يترتب عليه مستوى معيشي بسيط للغاية. وعن أكثر المشاكل التي تواجه المتزوجات من اليتيمات مما يكون سببا وجيها لطلاقهن وعودتهن مرة أخرى إلى فراش الدار قالت: «كثيرا ما تكون المشكلة بسبب البحث عن الماضي الأليم وعن اصل الزوجة».

وتساعدهم وزارة الشؤون الاجتماعية في تزويج الفتاة بإقامة حفلة الزواج بقاعة أفراح وتوفير العشاء والفستان وتقول غريب: «يتم الاتفاق بيننا وبين العريس كأن نتحمل نحن إقامة حفلة الخطوبة «الملكة»، والعريس حفلة الزواج، ونساعدهما على توفير السكن وتأثيثه أيضا لأن ما يهمنا رضا الفتاة».

وكانت دار التربية الاجتماعية احتفلت مساء أول أمس بيوم اليتيم العربي بحضور نورة آل الشيخ المديرة العامة للإشراف الاجتماعي النسائي بمنطقة مكة المكرمة، ويهدف الاحتفال كما تقول الشيخ «إلى التعريف باليتيم وحاجته ومجالات الخدمة المقدمة إليه واحتياجاته الآنية والمستقبلية».

وتضيف «ان يوم اليتيم العربي هو يوم يدعو إلى النظر في تفعيل كفالة اليتيم التي لا تعتمد على الدعم المادي فقط‘ بل نحتاج إلى توفير مساكن للأيتام المتزوجين حديثا، ودعم الأيتام عند الزواج وإنشاء سكن للمطلقات إضافة إلى تفعيل الاحتضان».