السعودية: إطلاق «مشروع مكة» لتطوير تعليم العربية للناطقين بغيرها

يتبعه اختبار «توفل» عربي تحت اسم «اختبار مكة» في جامعة أم القرى

TT

تعكف جامعة أم القرى في مكة المكرمة متمثلة في قسم اللغة العربية لغير الناطقين بها على إعداد مشروع تحت اسم «مشروع مكة لتطوير تعليم العربية للناطقين بغيرها» نتيجة الطلب الكبير على دراسة العربية ونظراً للأحداث والمتغيرات السياسية التي يمر بها العالم الإسلامي. ومن المقرر ان يخضع المنتسبون للبرنامج لدراسة تستمر 4 فصول تشمل 120 وحدة دراسية منوعة.

إذ أوضح الدكتور علي الحارثي رئيس قسم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الجامعة أن الدراسة تهدف لأن تكون هذه المناهج في متناول الدارسين في المعهد والدارسين الراغبين في الحصول عليها عبر موقع خاص على شبكة الانترنت الذي سيؤسس مستقبلا على الشبكة.

وبين الحارثي أن المناهج الحديثة ستكون على الموقع في صورتها الرقمية بالإضافة إلى دروس حية تنقل عبر الشبكة من قاعات الدرس بالمعهد، مضيفا أنه سيؤسس هذا لحقبة جديدة طامحة يتعلم فيها الطلاب والطالبات في بلدانهم؛ ثم يتم استقدامهم لفصل دراسي واحد لاستكمال المهارات التي لا يمكن اكتسابها عن بعد.

وأشار إلى أنه بعد ذلك يتم إجراء الاختبارات التي تؤهلهم للحصول على الإجازة العلمية في تعلم العربية، حيث سيوفر الوقت والجهد على الدارسين والجهة التعليمية؛ فضلا عما سينتج عنه من زيادة أعداد المستفيدين من برامج تعليم العربية للناطقين بغيرها.

ويهدف المشروع إلى التحول من مجرد إدخال بعض وسائل التعليم الحديثة إلى جعل تعليم العربية للناطقين بغيرها تعليما الكترونيا على مستوى الكتاب الالكتروني والفصل الالكتروني ونظام التحكم الآلي في قاعات الدرس والمكتبة الرقمية التي تؤهل الأساتذة وتدريبهم للتعامل مع هذا المشروع وتوفر الكوادر البشرية المؤهلة للإشراف الهندسي والتقني. كما أن تعليم العربية عن طريق الانترنت والتعليم عن بعد سيهدفان إلى إتاحة تعليم العربية للناطقين بلغات أخرى في جميع أنحاء العالم.

ومن المقرر ان تقوم الجامعة بعد ذلك بإنشاء مشروع اختبار مكة الحضاري على غرار اختبارات التوفل للغة الإنجليزية ويشمل صياغة اختبار لقياس مدى تمكن الطالب ومعرفة مستواه اللغوي بعد اجتيازه لبرامج تعليم العربية المختلفة في أي مكان في العالم ومعرفة مدى قدرته على مواصلة تعليمه في الجامعات والمؤسسات التعليمية الجامعية العربية وسيكون اسمه «اختبار مكة العالمي». وبالعودة إلى الدكتور الحارثي أكد ان هذه التسمية فيها إشارة إلى دور مكة العظيم في الثقافة العالمية والعربية على وجه الخصوص؛ وكونها منطلق الرسالة التي حملتها اللغة العربية, وكونها محكمة الفصاحة الأولى وقلعة العربية؛ فضلاً عن كون هذا الطموح الذي يحمل اسم مكة لا يرضى بأقل من العالمية؛ ويمكن الإشارة إليه اختصارا بـ«اختبار مكة». وأفاد ان قسم تعليم اللغة العربية يستقبل في كل عام نحو 100 طالب وطالبة من الطلاب الذين حصلوا على منح دراسية من الحكومة السعودية. حيث أشار الحارثي إلى أن المملكة تقوم بواجبها في تعليم أبناء العالم الإسلامي وأبناء الأقليات المسلمة في دول أوروبا وأمريكا وغيرها، ويتم اختيار الدارسين وفق منهج يحقق التوازن بين حاجة البلد الذي ينتمي إليه الطالب وبين توزيع المنح على أكبر عدد ممكن من البلاد المستفيدة التي يزيد عددها عن ثمانين بلدا.