دراسة: «طيور الزينة» و«الأجهزة الإلكترونية» على قائمة الملوثات المنزلية العالية الخطورة

مقابل كل حالة وفاة من الملوثات الخارجية هناك حالتا وفاة بسبب ملوثات المنازل

TT

حذرت دراسة علمية حديثة من خطورة انتشار طيور الزينة والقطط داخل المنازل السعودية، إلى جانب الاعتماد الكبير على الأجهزة الإلكترونية الحديثة، التي تحولت من وسيلة للراحة والترفيه إلى عضو في قائمة الملوثات المنزلية ذات المخاطر الصحية العالية، نتيجة تراكم الأضرار البيولوجية والكيميائية والفيزيائية المنفرزة منها.

وكشف الدكتور بشير الجرار، من قسم علوم المختبرات الطبية بجامعة الجوف، في دراسة تحصلت «الشرق الأوسط» على ملخص لها، عن أن متطلبات الحياة الحديثة داخل المنازل من الأجهزة الإلكترونية ومواد البناء وأنواع المنظفات والمطهرات، أدخلت مستويات مرتفعة من الضوضاء والإشعاع والتلوث الكيميائي، بالإضافة إلى تربية الكلاب والقطط وطيور الزينة التي تتسبب بإحداث مخاطر صحية عالية على المدى البعيد.

وفي ذات السياق، أثبتت الدراسات الحديثة تورط طيور الزينة في الإصابة بمرض الربو الشعبي، خاصة للأطفال، كونهم أكثر الفئات الملازمة للمنزل، وذلك عن طريق انتقال الفيروسات إلى الإنسان بواسطة ريش الطيور وما يصاحبه من زغب يؤدي للإصابة بأمراض الحساسية في الجهاز التنفسي للإنسان، إلى جانب كون تربيتها تساعد على انتشار الحشرات التي توجد في ريش هذه الطيور، وتتغذى بامتصاص دمائها، مما يسهل عملية انتقالها مباشرة إلى الإنسان.

فيما أوضح الجرار أن لمعظم ملوثات المنزل خاصية التراكم الحيوي في أنسجة وأعضاء جسم الإنسان التي يزيد تركيزها في بعض الأحيان على 100 ضعف عن المستويات التي حددتها منظمة الصحة العالمية، فيما تشير الدراسات البيئية والصحية إلى مسؤولية ملوثات المنزل عن العديد من أمراض الجهاز التنفسي والقلب والحساسية والأورام السرطانية المتنوعة، وحتى الوفاة، وأنه مقابل كل حالة وفاة بسبب ملوثات البيئة الخارجية، هناك حالتا وفاة بسبب ملوثات المنازل.

وحذر الجرار من أن يكون لملوثات المنازل ـ التقنية والطبيعية ـ خصوصية تجعل مخاطرها ذات طيف واسع، مما يجعل التصدي لها من الأولويات، لكن كمهمة صعبة لأسباب كثيرة، يرى أن أهمها يكمن في غياب التوعية البيئية، وعدم وضوح مخاطر ملوثات المنازل للعديد من الجهات العاملة في مجال البيئة، والاعتقاد بأن تأثيراتها الصحية محدودة.

يشار إلى أن آخر تقارير منظمة الصحة العالمية أفادت بأن نسبة 0.9 في المائة من أطفال الدول النامية وحوالي 2.8 مليون شخص من البالغين يموتون سنوياً بسبب ملوثات المنزل، وأن 1.9 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب جسيمات الغبار العالقة في أجواء المنازل، مقابل نصف مليون يموتون بسبب هذه الجسيمات في البيئات الخارجية، وأن غازات المطبخ تقتل سنوياً حوالي 1.5 مليون شخص. في حين يعتقد المتخصصون بوجود أكثر من 100 مادة كيميائية تعيش داخل المنزل، ذات ارتباط وثيق ببعض التأثيرات الصحية، مثل الحساسية وتشوهات الأجنة والسرطان والحالات النفسية غير الاعتيادية، وبعض الأمراض الجلدية، والصداع، وآلام المفاصل، والتعب الشديد أو الإرهاق، وآلام الصدر، والدوار، والأرق الاضطرابات العصبية، وأمراض الجهاز التنفسي وغيره.