«الشؤون الإسلامية» تهاجم معارضي المخيمات الدعوية.. وتجدد الدعم لها

وكيل الوزارة: المعارضون إما جاهلون بحقيقتها أو «في قلوبهم مرض»

قرابة 100 مخيم دعوي انطلقت مع بدء صيف العام الحالي وسط إشراف مباشر من وزارة الشؤون الإسلامية عليها
TT

شن وكيل وزارة الشؤون الإسلامية هجوما كاسحا هو الأول من نوعه على معارضي المخيمات الدعوية في البلاد، والتي تخضع في العادة لإشراف الوزارة. حيث ذكر الدكتور توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، أن معارضي هذه المخيمات، «أحد شخصين، إما جاهل بحقيقتها، أو إنسان في قلبه مرض».

ويأتي هذا الموقف من الرجل الثاني في وزارة الشؤون الإسلامية، بعد أيام قلائل من بداية انطلاق قرابة الـ100 مخيم دعوي، عملت الوزارة على فسحها خلال الأيام الماضية.

وطالت المخيمات الدعوية خلال الأعوام الماضية سلسلة من الاتهامات كالتها عدد من الفعاليات الثقافية والفكرية، والتي رأت بأن البعض استغلها لتصفية حساباته مع الآخرين، وتمرير رسائل تحريضية ضد كل من يخالفهم الرأي، في ظل سيطرة المحافظين على تلك المخيمات.

وبين السديري، بعد أن تفقد أحد المخيمات الدعوية في العاصمة الرياض، أن المخيمات التي أقيمت في صيف هذا العام، تتفاوت أحجامها «من مدينة إلى مدينة، ومن محافظة إلى أخرى، وفقا للإمكانات المادية للقائمين على تلك المخيمات».

ويقتصر دور وزارة الشؤون الإسلامية على مسألة الإشراف على المخيمات، بدون دعمها ماديا. ولفت السديري في هذا الشأن إلى أنه ليس في ميزانية وزارته ما يغطي دعم مثل هذه المناشط من الناحية المالية.

واستغل وكيل وزارة الشؤون الإسلامية مناسبة تفقده أمس الأول لأحد المخيمات الدعوية في الرياض، ليرد على معارضي المخيمات الدعوية. وقال إن من يعارض هذه المخيمات، «إنسان جاهل لا يعرف حقيقة هذه الملتقيات، وأنها خاضعة للإشراف والمتابعة الدقيقة ويشرف عليها نخبة من الأخيار، وأما الآخر فإنسان سكن في قلبه مرض ويتبع شهواته ولا يريد الخير لمجتمعه ولأمته».

وجدد السديري، دعم ومساندة وزارته للمخيمات والمناشط الدعوية، والتي قال انها «محاضن جيدة وممتازة للشباب». وأكد أن المخيمات الدعوية في بلاده «مفتوحة للجميع، ومن أراد أن يأتي إليها لا عليه سوى أن يتقدم، فكل الفئات تستطيع حضور فعاليات الملتقيات». إلا أن المشكلة، من وجهة نظر السديري، تكمن في بعض الإعلاميين، الذين قال ان أحدهم «عندما يكتب عن مثل هذه الملتقيات، يكتب وهو في برج عاجي، ويضع صورة نمطية، وينطلق من خلالها».

وأضاف مخاطبهم «عليهم أن ينزلوا ويزوروا هذه المواقع، ويلتقوا بالقائمين عليها، ويناقشوهم في الأمور التي يرون أنها تمثل انحرافات أو أخطاء».

وقال السديري عن الأخطاء التي تقع في هذه المخيمات إنها «تبقى أخطاء في الهامش المقبول والتي يمكن معالجتها وتداركها مع الوقت»، لافتا إلى أنه ليس هناك عمل كامل 100 في المائة، «فالخطأ وارد، ومن لا يعمل لا يخطئ» على حد قوله.

وكانت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، قد شرعت في وضع اللمسات النهائية على المخيمات الدعوية الصيفية، وسط إجراءات صارمة بذلها المسؤولون في الوزارة، لئلا تستغل تلك المخيمات في أغراض من شأنها الإخلال بالحياة العامة. وستتركز الموضوعات التي أدرجت في جدول نشاطات المراكز الدعوية، وفقا لتصريح سابق للسديري، على بناء شخصية الشباب، وقضايا الساعة، مثل: الغلو والتكفير، إضافة إلى معالجة بعض الانحرافات التي يقع بها الشباب السعودي، في الوقت الذي منعت فيه الوزارة توزيع أية أشرطة دينية أو كتب دعوية في تلك المخيمات، غير تلك المعتمدة في هذا العام.