سخونة «يوليو» تضع السعوديين على سطح صفيح ساخن

أثرت على الطقس والصحة والسياحة والأنشطة

فتاتان تسيران بجانب أحد مقاهي الرياض الذي بدت طاولاته الخارجية خاوية بسبب حرارة الجو (رويترز)
TT

في أكثر من مدينة سعودية انطلقت فعاليات موسم الصيف خلال اليومين الماضيين، وسط درجات حرارة متباينة بين 28 في المناطق الجنوبية الغربية من البلاد وصولا لدرجات مرتفعة تصل لـ46 درجة في المناطق الشرقية والغربية والوسطى من البلاد.

وشكل الارتفاع سمة أساسية ليس في درجات الحرارة فحسب بل في معظم الفعاليات والممارسات اليومية، إذ ارتفعت حرارة العلاقات الإنسانية لدرجاتها القصوى، حيث سجلت حفلات الأعراس مستويات قياسية تنافست خلالها الجمعيات الخيرية في عقد حفلات جماعية للزواج في أكثر من مدينة سعودية، من بينها جدة وهي حديثة عهد بمثل هذه الاحتفاليات الجماعية والتي زفت نحو 600 عريس في ليلة واحدة، وهو رقم مرتفع قياسا بالأعوام الماضية. وفي الجانب الصحي ارتفع الاقبال في المدن عالية الرطوبة كمدينة جدة، مبيعات الادوية المرتبطة بأمراض الصيف كالرشح والحمى، حيث تشير تقارير طبية محلية لانتشار أكثر من فيروس يصيب جهاز المناعة عند الاطفال تحديدا. فيما يؤثر تقلب الجو لدى السياح القادمين في جولات سياحية بين المدن في إصابتهم بأمراض الصيف. وفيما تتوقع جدة أن يستقطب مهرجانها الصيفي «جدة غير 28» أكثر من 3 ملايين سائح، ينفقون خلالها أكثر من 2.5 مليار ريال (666 مليون دولار) على مدى 45 يوما وفقا لتقديرات الغرفة التجارية الصناعية في جدة، فإن هذا التوافد البشري على المدينة الاكثر اغراء وجذبا للسياح، أدى لارتفاع معدلات الطلب على المساكن والشقق والغرف الفندقية، اضافة لخدمات تأجير السيارات والتسوق والترفيه.

ورفع القائمون على المناشط الدينية من درجة حرارة جاهزيتهم، بانشاء مخيمات شبابية في أرض المطار القديم في جدة، وعمدوا لاستضافة شخصيات دينية مؤثرة في ظل اقبال كبير من الشرائح العمرية تحت العشرين ومشاركة ذويهم. فيما سيطرت عناوين وعظية على معظم المحاضرات الدينية، ومنها محاضرة بعنوان (ساعة الرحيل) ألقاها عبد الواحد المغربي، تناول خلالها التذكير بالموت والتفكر في عذاب القبور ونعيمها، ومحاضرة بعنوان (مآسي) ألقاها علي ياسين، تتناول قصص التبرج والاختلاط عند النساء وما في حكم ذلك.

الفعاليات النسوية للمخيم الشبابي من جهتها جاءت أكثر حرارة ولكن في مداعبة الجانب العاطفي للفتيات من خلال محاضرة تعنى بالمرأة بينها ورشة عمل بعنوان (أميرة القلوب)، تتحدث عن عاطفة الحب وكيفية، كسب القلوب، والتعامل مع الاصدقاء، وربط ذلك بالهدي المحمدي.

وعلى غير عادة أسواق المال في الصيف وما يصيبها من ركود خاصة في مجال عمليات التداول في سوق الاسهم، بالنظر لخيارات كثير من المستثمرين في قضاء اجازاتهم بعيدا عن صالات التداول المكيفة، أو خلف شاشات الحاسب الآلي، وما سواها من الوسائل التقنية، حيث يعمدون إلى الاسترخاء بعيدا في أية من الدول التي يرتفع عليها مستوى حجوزات الطيران وابرزها هذا العام، ماليزيا ومصر، فإن وجود أكثر من اكتتاب محلي لشركات سعودية، واعادة الفائض من اكتتابات سابقة، وإعلانات منح اسهم، وبدء الاكتتاب في أسهم شركة المملكة القابضة مطلع الاسبوع، كلها عززت من معدلات الحضور والتفاعل وارتفاع المؤشر وانخفاضه تبعا لتقلبات سعرية في أداء الاسهم المدرجة وعلاقتها بالسوق المالي.

الشاهد أن شهر يوليو الجاري، بدا أكثر الاشهر الصيفية علاقة بارتفاع درجة الحرارة في السعودية، عطفا على كل تلك التداعيات، بيد أن الانخفاض الوحيد الذي يمكن إدراجه هو في مستوى أرصدة معظم السعوديين، إذ تستهلك ميزانية الصيف معظم مدخراتهم السنوية في جوانب الترفيه والسياحة والسفر والعلاج والمناسبات الاجتماعية.