طارق القصبي: 9400 مريض بالفشل الكلوي لا يستطيعون تحمل نفقات العلاج

المشرف العام على برنامج الغسيل الدموي في جمعية فهد بن سلمان الخيرية: 110 آلاف ريال قيمة علاج مخفضة للمريض سنويا

طارق القصبي
TT

وسط أرقام تتحدث عن وجود 9400 مريض بالفشل الكلوي غير قادرين على تحمل نفقات العلاج، بزيادة 9 في المائة سنويا في معدل الإصابات. تبذل جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، جهودا لصالح تأمين جلسات الغسيل الدموي للمرضى المحتاجين. ويأتي ذلك في ظل تأكيدات المهندس طارق القصبي المشرف العام على مشروع برنامج الغسيل لمرضى الفشل الكلوي بالجمعية، على عدم أهلية الكثير من المرضى للعلاج في المراكز الحكومية.

ومن أجل هذا، استحدثت جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، برنامجا يعنى بمساعدة المحتاجين من مرضى الفشل الكلوي غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج.

هذا البرنامج الطموح لا يتوقف على تأمين جلسات الغسيل الدموي للمرضى المحتاجين فحسب، بل يتعدى ذلك لتأمين وسيلة الانتقال من وإلى مراكز الغسيل.

القصبي، الذي يتولى مهمة الإشراف على هذا البرنامج، تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن فكرة استحداث البرنامج، ولماذا أعطت جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي الأولوية للبدء فيه. وإلى نص الحوار:

* بداية.. هل لكم أن تحدثونا عن أهداف برنامج الغسيل الدموي لمرضى الكلى المحتاجين، والذي حظي برعاية من قبل الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض؟

ـ أولاً نثمن للأمير سلمان بن عبد العزيز رعايته الكريمة التي تمثل حافزاً لنا ولأعضاء الجمعية لبذل مزيدٍ من الجهد ولتحقيق الأهداف التي ترعاها حكومتنا الرشيدة، وانطلاق البرنامج يتأتى من أهداف جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي المتمثلة في المساعدة بتأمين الرعاية الطبية المتكاملة لمرضى الفشل الكلوي غير القادرين مادياً في جميع مناطق المملكة. إذ بدأ التنفيذ التجريبي له في 1/1/1428هـ، ويعتبر جزءاً من منظومة متكاملة لمجموعة من البرامج التي تم إعدادها بعد إجراء الجمعية لمسح شامل لأوضاع مرضى الفشل الكلوي، ولمراكز الغسيل الموجودة بالتعاون مع القطاعات الصحية في الجهات الحكومية المعنية. وكشفت الدراسة عن وجود الكثير من المرضى المحتاجين ممن لا يملكون تكاليف الغسيل ولا يملكون قيمة الأدوية الضرورية، ولا حتى وسيلة نقل تقلهم من وإلى المراكز الصحية، مما يؤثر على التزامهم بمواعيد جلسات الغسيل.

* ذكرتم أنه يوجد العديد من البرامج التي أعدتها الجمعية، ما الأسباب التي أعطت هذا البرنامج أولوية البدء؟

ـ هناك العديد من الأسباب التي استدعت ضرورة البدء ببرنامج الغسيل الدموي لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين أهمها يكمن في خطورة عدم حصول مريض الفشل الكلوي على جلسات غسيل منتظمة مما يؤدي إلى تراكم السموم والسوائل ويؤثر سلباً على بقية أعضاء الجسم ويضر تدريجياً بحالته الصحية العامة مما يؤدي إلى الوفاة. أضف إلى ذلك عدم أهلية الكثير من المرضى للعلاج في المراكز الحكومية إضافة إلى التزاحم الحاصل في هذه المراكز، وحسب الإحصائيات الدقيقة التي أجرتها الجمعية يوجد 9400 مريض فشل كلوي على مستوى المملكة غير قادرين على تحمل نفقات الغسيل الكلوي، إضافة إلى أنه لا يوجد برنامج شامل ومتكامل متخصص لرعاية هؤلاء المرضى بل توجد عدة برامج خيرية تركز على ناحية دون أخرى.

* ما الخدمات التي يقدمها برنامج الغسيل الدموي لمرضى الفشل الكلوي؟

ـ يهدف البرنامج بشكل رئيسي إلى تأمين خدمة الغسيل الكلوي الدموي (ثلاث مرات أسبوعياً) للمرضى والمحتاجين الذين لا يتوفر لهم العلاج، بما في ذلك الأدوية الوريدية التي يحتاجونها أثناء الغسيل الكلوي والفحوص الدورية والأدوية الأساسية التي يحتاجونها بين الغسلات. كما يشمل تغطية علاج الحالات الطبية الطارئة التي تحدث لمرضى الفشل الكلوي أثناء إجراء جلسات الغسيل الكلوي، بالإضافة إلى تأمين خدمة النقل من وإلى مراكز الغسيل الدموي، والتي ستساعد المرضى على عدم تحملهم لعناء وأعباء تكلفة التنقل، الأمر الذي يضمن لهم الالتزام بالمواعيد المحددة لإجراء جلسات الغسيل الدموي، إضافة إلى تفعيل وتعزيز التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتحقيق المشاركة الإيجابية الإنسانية الفاعلة بين أهل الخير والمحسنين من أبناء هذا البلد ويسعى إلى تحسين مستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لمرضى الفشل الكلوي، والاستفادة من إمكانيات وخبرات القطاع الخاص في المملكة في خدمة جزء من مرضى الفشل الكلوي، وتقديم خدمة الغسيل الكلوي بأقل التكاليف الممكنة على المتبرعين، كما يساهم البرنامج في التخفيف من معاناة المرضى على قائمة الانتظار، لعجزهم عن تحمل نفقات الغسيل الدموي.

* شكلت الجمعية لجنة استشارية شرعية خاصة بالبرنامج، ما دور اللجنة؟ وكيف تتم آلية اختيار المرضى للدخول في البرنامج؟

ـ أود أن أنوه أن الجمعية حصلت على فتوى من مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رقم147/ش/27 تاريخ 10/09/1427هـ، المتضمنة جواز دفع الزكاة لمرضى الفشل الكلوي (الفقراء) الذين يتلقون العلاج، وذلك لدخولهم في المستحقين للزكاة الذين ذكرهم الله في الآية: «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم».

وانطلاقاً من أهمية الزكاة كمصدر رئيسي لتمويل البرنامج، تم تشكيل لجنة استشارية شرعية لهذا البرنامج، من أصحاب الفضيلة والمعالي برئاسة الشيخ محمد بن حسن بن عبد الرحمن آل الشيخ ومجموعة من الأخصائيين الصحيين والاجتماعيين إضافة إلى محاسب قانوني، وتم اعتماد آلية إدارة وآلية تنفيذ تضمن اختيار المرضى الذين تنطبق عليهم شروط الزكاة، مع تمييز أوجه صرف أموال الزكاة من أوجه صرف أموال الصدقة، الأمر الذي يضمن توجيه هذه الأموال وإنفاقها على أكمل وجه،.ويتم تحديد المستحقين للدخول في البرنامج عن طريق دراسة الحالة الاجتماعية والصحية لكل مريض وفق آلية مقرة من اللجنة الشرعية، وتحدد اللجنة مقدار ما يوضع في الحساب المخصص للصرف منه على الحالات الطارئة والتأكد من استمرارية توفير المبالغ الكافية لذلك.

* كيف تستقبلون التبرعات والزكوات؟

ـ افتتحت الجمعية أربعة حسابات لصالح برنامج رعاية غسيل دموي لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين، حيث تم فتح حسابين فرعيين من الحساب الرئيسي الخاص بجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي لدى البنك الأهلي التجاري، الأول لاستقبال التبرعات تحت مسمى برنامج (رعاية غسيل دموي لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين)، والثاني لاستقبال (الزكاة) باسم برنامج (رعاية غسيل دموي لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين) وكذلك حسابين لدى مصرف الراجحي تحت ذات المسمى. إضافة إلى فتح حساب أساسي لدى البنك الأهلي التجاري، تحت مسمى علاج الحالات الطبية الطارئة التي تحدث لمرضى الفشل الكلوي أثناء إجراء جلسات الغسيل الكلوي.

وتم الاتفاق مع شركة الاتصالات السعودية على تخصيص رقم 5060 لإرسال التبرعات على هذا الرقم كرسائل sms فارغة وتبلغ قيمة الرسالة عشرة ريالات (صدقة). حيث تعتبر وسيلة مناسبة لإشراك المواطنين والمقيمين في التخفيف من معاناة المرضى، وتم تخصيص رقمين مختصرين للحملة عبر البنك الأهلي ومصرف الراجحي 1100 لاستقبال الزكاة، و2200 لاستقبال الصدقات، كما توفر الجمعية للمتبرع أو المشاركين في التبرع للمريض الواحد أو عدة مرضى إمكانية التواصل مع المرضى المتبرع لهم وفقاً لأي آلية يراها المتبرع للتحقق من استفادة المتبرع لهم.

* كم تبلغ الكلفة السنوية التي يغطيها البرنامج للمريض الواحد؟

ـ إن الكلفة السنوية المخفضة للمريض الواحد تبلغ 110 آلاف ريال بمعدل 155 جلسة غسيل دموي، تشمل بما في ذلك الأدوية الوريدية والأدوية الأساسية والفحوص الدورية وعلاج الحالات الطبية الطارئة أثناء جلسات الغسيل مضافاً إليها خدمة النقل والمواصلات من وإلى مراكز الغسيل.

* ما مدى تجاوب مراكز الغسيل الكلوي؟ وهل من آلية متبعة لإتمام عمليات الغسيل الدموي؟

ـ استجاب عدد من مراكز الغسيل بالمملكة لرغبة الجمعية بتقديم سعر أقل من السعر السائد في الوقت الحالي على جلسات الغسيل والأدوية الوريدية والأساسية والفحوص الدورية وخدمة نقل المرضى من وإلى مركز الغسيل الكلوي وذلك بالتعاون مع شركة التعاونية للتأمين لى أن يموّل هذا البرنامج من الصدقات والتبرعات الفردية والجماعية والزكاة.

* على ذكر التعاونية للتأمين وقعتم مؤخراً اتفاقية تعاون معها فيما يخص إدارة برنامج رعاية الغسيل الدموي لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين في المستشفيات والمراكز الصحية، ما هو دور التعاونية للتأمين في هذا الجانب؟

ـ يتمحور دور «التعاونية للتأمين» بإدارة البرنامج من خلال إبرام عقود مع المستشفيات والمراكز الخاصة، وتحديداً مع مقدمي خدمة الغسيل الكلوي، كما تقوم الشركة بمتابعة جلسات الغسيل الدموي للمرضى المشمولين بهذا البرنامج من حيث التنسيق مع المستشفيات والمراكز الطبية ضمن شبكة موفري الخدمة المتعاقد معها من قبل الشركة أو التي سيتم التعاقد معها والتأكد من القيام بتلك الإجراءات وفق المعايير الطبية العلاجية المناسبة، إضافة إلى مقدرة التعاونية على توفير فرص غسيل دموي بتكاليف أقل، وتتقاضى شركة التعاونية مبلغاً رمزياً لقاء إشرافها على البرنامج وذلك مشاركة منها في العمل الخيري.

* كيف تقيمون أداء البرنامج منذ انطلاقه؟ وهل حقق الأهداف المرجوة منه؟

ـ على الرغم أن البرنامج لا يزال في بداية التنفيذ إلا أننا ما زلنا نأمل الكثير منه في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة منه والتقييم سيأتي لاحقاً، إلا أنني أعتقد أن البداية كانت مشجعة منتهزاً الفرصة لأشكر كل من ساهم في دعم البرنامج وإن دل هذا فإنه يدل على محبتهم لإخوانهم المواطنين والمقيمين حيث يعتبرون مثالا خيّرا يحتذى.