اتجاه لتحويل محازة الصيد في السعودية إلى محمية للسياحة البيئية

باحث بيئي يشكك في نجاح خطط إعادة توطين المها

TT

كشف باحث بيئي سعودي عن فشل برامج المحميات الطبيعية لاعادة توطين المها العربي في عدد من المواقع المختلفة في الدول العربية، مستثنيا موقعي توطين حددهما في برنامج التوطين للمها العربي بسلطنة عمان، ومحمية عروق بني معارض في السعودية.

وأوضح الدكتور محمد بن يسلم شبراق الباحث في الهيئة الوطنية لحماية البيئة وإنمائها في دراسة حول تقييم برامج إعادة التوطين للمها العربي في دول الانتشار والدروس المستفادة منها، أن برامج إعادة التوطين من أكثر الطرق المتبعة لحماية الكثير من الأنواع الفقارية خاصةً عندما يصل النوع إلى مرحلة اختفائه من معظم مناطق انتشاره في البرية.

وذكر أن إعادة التوطين تعتمد على ثلاثة عوامل تزيد من احتمالية نجاح إعادة التوطين للفقاريات، وهي عدد الحيوانات المعاد توطينها، ثم متابعة المجموعات بعد إطلاقها، وحالة منطقة الانطلاق وتوفيرها لاحتياجات النوع المعاد توطينه.

وأفاد شبراق ان معظم البرامج لم تحقق الهدف الرئيسي لإعادة التوطين حسب تعريف الاتحاد العالمي للصون، مبيناً أن كلتا المحميتين في عمان والسعودية وصلت إلى تكوين مجموعات برية حرة طليقة في مناطق التوزيع الطبيعي لمجموعات المها العربي، من دون حواجز تحد من حرية حركتها.

وأشار الى أن بقية البرامج لا تزال تحتفظ بالحيوانات في مناطق مسيجة، بينها سياج صغير المساحة أو كبير، وأن هذا السياج يحد من حركة الحيوانات بحريةٍ تامة، كما أن بعض البرامج تغيرت أهدافها كما هو الحال في برنامج وادي رم بالأردن، بينما تدار محمية الشومري لأهداف تعليمية.

وقال ان البرنامج في سورية تحول من برنامج لإعادة التوطين إلى برنامج سياحي، ففي محمية التليلة ما زالت الحيوانات موجودة في مسيجات ما قبل الإطلاق، ولم يتم إطلاقها حتى في المحمية، موضحاً أن هناك تفكيرا في جعل محمية محازة الصيد في السعودية محمية للسياحة البيئية.

وأفاد الدكتور شبراق أن البعض يرى أن وجود السياج مع كبر المساحة كمحمية محازة الصيد بالسعودية يمكن أن يغطي هدف الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، خاصةً في ما يتعلق بالجزءين الثاني والثالث. إذ يشيران هذان الجزءان ـ وفقا لشبراق ـ إلى إرجاع النوع إلى بيئاته الطبيعية مع وجود إدارة فعالة وطويلة المدى، متسائلا في ذات السياق عن جدوى الحصول على مناطق مفتوحة، ولم تحم هذه الحيوانات، ولم تتم إزالة السبب الذي أدى إلى تناقص أعداده كالذي حصل مؤخراً في سلطنة عمان.

وأوضح الباحث البيئي أن متابعة أعداد المها العربي بمحمية محازة الصيد تتم بشكل دوري، موضحاً ان هناك زيادة مطردة في الاعداد ما يشير الى تكيفها مع البيئة الجديدة.

وأكد الدكتور شبراق أن الصيد يعد من معوقات التوطين، وظهر ذلك في محمية عمان حيث تناقصت الاعداد بعد 8 سنوات من النجاح الباهر، وقد أدى التناقص الى ان تصل اعدادها إلى 94 رأساً فقط في عام 2005.

وبين أن قلة الأمطار أو هطولها في مناطق خارج المنطقة المحمية يؤديان إلى تحرك هذه الحيوانات خارج المناطق المحمية والآمنة، وعلى العكس في المحميات الشمالية كمحمية الشومري، فإن المها العربي سجل نفوقه نتيجة السيول الجارفة.