الإعلان عن منتدى دولي «بيئي» بمشاركة 56 منظمة عالمية بارزة

تصدت له الرئاسة العامة للأرصاد وغرفة التجارة والصناعة

مهتمون بالبيئة خلال حملة لتنظيف قاع البحر الأحمر
TT

تسجل مدينة جدة، نفسها اليوم الثلاثاء، في قائمة الأولويات التنموية على مستوى البلاد، حين يعلن تحالف حكومي ومؤسساتي، ممثلا في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والغرفة التجارية الصناعية في جدة، عن منتدى دولي كبير لقضايا البيئة، في أكتوبر (تشرين الاول) المقبل، يشارك فيه أكثر من 56 شخصية ومنظمة بارزة في قضايا البيئة على مستوى العالم.

وبإعلان منتدى البيئة الدولي، تكون جدة، وضعت جسمها التنموي على ذراعين فاعلين في حركة التطور والتلاقح الحضاري، باستضافتها لمنتديين هامين هما منتدى جدة الاقتصادي، وهو في سنته الثامنة، وولادة منتدى جدة البيئي الدولي، خاصة وقضايا البيئة بدأت تأخذ حيزا أكبر من الاهتمام العالمي، في محاولات جادة للتقليل من أخطار التلوث البيئي، والمسائل المستجدة على كوكب الأرض، وفي أبرزها مخاطر النفايات الطبية والنووية، وطرق التخلص منها، وحماية الشواطئ البحرية، ومخاطر الأمراض المسرطنة والناتجة عن أسباب بيئية.

ويعقد اليوم الامير تركي بن ناصر الرئيس العام لهيئة الارصاد وحماية البيئة والرئيس الفخري للجنة البيئة بغرفة جدة تفاصيل منتدى جدة البيئي الدولي خلال مؤتمر صحافي، بحضور صالح التركي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية.

ورأى خبراء بيئيون لـ«الشرق الأوسط»، أن انطلاق المنتدى البيئي من جدة، له مايبرره كون المدينة نفسها تعيش حربا حقيقية مع التلوث البيئي الناجم عن عدم وجود شبكة صرف صحي شاملة، تسعى جهات الاختصاص حاليا لتركيبها على مستوى المحافظة للقضاء على المشكلة التي نجم عنها على مدى سنوات الكثير من التبعات السلبية البيئية والصحية. كما يعولون على أن التحرك الايجابي لمؤسسات المجتمع المدني المهتمة بقضايا البيئة، هو أكثر فاعلية في مدينة جدة عن شقيقاتها في المدن السعودية الأخرى نتيجة استشعار الخطر البيئي المحيط بخاصرة المدينة الاكثر انتعاشا اقتصاديا وسكانيا، الأمر الذي يعتقدون من خلاله أنه سيستقطب اهتماما أكبر، يبدأ بمناقشة الأخطار الداخلية والاقليمية والدولية.

وكان لافتا خلال العام الأخير، تحرك عدة جهات حكومية ومؤسساتية نحو العمل البيئي، إذ أعلنت أمانة محافظة جدة، عن خطة لتحويل بحيرة الصرف الصحي الى منتجع سياحي للقضاء على مشكلة تعاقبت عليها أمانات عدة، حتى تحول «جسم الصرف الصحي» الى خطر يكاد يصيب جدة بالشلل التنموي.فيما كانت الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة، قد أعلنت عن عدة برامج بيئية في مجالات التفتيش والرقابة على المصانع والمستشفيات، والوقوف على مستوى طرق التخلص من النفايات الخطرة، ووضع لوائح تنفيذية للعمل بها والتقييم من خلالها من قبل الشركات والمصانع.

وأوضح الدكتور محمد الجهني رئيس لجنة البيئة في الغرفة التجارية بجدة، ان المنتدى، سيناقش مختلف القضايا البيئية محل الاهتمام ومن ابرزها ارتفاع معدلات تلوث الهواء والتلوث البحري وحماية الشواطئ ومخاطر النفايات والصرف الصحي وآثار التقلبات المناخية التي يشهدها العالم على سلامة البيئة بالاضافة الى الكوارث البيئية التي قد تنجم عن الحروب في العالم. مؤكدا على ضرورة التعاون الوثيق بين مختلف الجهات للتصدي للقضايا البيئية مشددا على ان المملكة بذلت جهودا كبيرة في السنوات الماضية من اجل ضمان سلامة البيئة.

ودعا الجهني الى ضرورة التوسع في مجالات التخلص الآمن من النفايات عبر تدويرها مؤكدا ان التوسع في ذلك الاتجاه من شأنه ان يحقق عوائد اضافية للشركات فضلا عن الحفاظ على البيئة. وشدد الجهني على ضرورة انتهاء شبكة الصرف الصحي في جدة وفق المواعيد المحددة وكذلك حل مشاكل المياه الجوفية في العديد من الاحياء للحد من التلوث. وأكد ان ارتفاع معدلات التلوث في الشوارع في ازدياد نتيجة للزحام المستمر على مدار الساعة، داعيا الى التوسع في شبكة النقل العام لتقليص عدد السيارات الخاصة في الشوارع. وأبرز الجهني خطورة التحولات المناخية في القارة القطبية والارتفاع المستمر في درجات الحرارة والمخاوف من اختفاء العديد من المدن والجزر في اسيا وأميركا على وجه الخصوص.