تشكيلية سعودية تتهم جمعية الثقافة بالقصور وتشكيليين بارزين باستغلال الناشئين

الجمعية: نعمل على إصلاح ما أفسده الدهر

جانب من معرض تشكيلي تقيمه حميدة السنان («الشرق الاوسط»)
TT

يشتكي الفنانون التشكيليون من غياب دور جمعية الثقافة والفنون وقلة الفعاليات الرسمية الخاصة بالفن التشكيلي في السعودية، وينشط التشكيليون في تنظيم الفعاليات التشكيلية بمبادرات فردية أو جماعية والسعي لتوفير راع رسمي من رجال الأعمال أو المؤسسات والشركات التجارية. وتقول حميدة السنان الفنانة التشكيلية لـ«الشرق الأوسط»: إن الفنانين التشكيليين لا يجدون دعماً كافياً لمشاريعهم التشكيلية خصوصا من المؤسسات الحكومية كجمعية الثقافة والفنون التي وصفت دعمها بأنه محدود ويقتصر على جماعة محددة ممن هم ضمن الشلة الثقافية للجمعية حسبما قالت، وأضافت ان الجمعية لا تقيّم الأعمال الفنية لقيمتها بل لمدى العلاقة التي تربط الفنان بتلك المؤسسة.

وكانت السنان تتحدث لـ«الشرق الأوسط» على هامش معرض يقام حالياً في القطيف لمسابقة تشكيلية في مركز آفاق الحياة، جمعت فنانات بارزات وأخريات ناشئات لم تتجاوز أعمار بعضهن العشر سنوات.

وطالبت التشكيلية السنان، جمعية الثقافة والفنون بتفعيل دور الفن التشكيلي، ودعت إدارة الجمعية وأعضاءها الجدد الى زيادة النشاطات والقيام بتفعيل الدور المطلوب منهم كونهم فنانين ويقدرون قيمة ودور الفن في الحياة والإنسان. وطالبت جمعية الثقافة والفنون بالمساهمة في تربية النشء على الجمال وتذوق الفن بدلاً من التزمت الفكري. ودعت أعضاء الجمعية الى تجديد الأنشطة التشكيلية وإعادة هيكلتها، و«عدم تحولهم إلى موظفين روتينيين يقومون بدورهم بتثاقل».

وقالت السنان: أن كل الجوائز التي تقدم للمشاركين الموهوبين في البرامج الخاصة يتم توفيرها عبر رجال الأعمال. واعتبرت أن قيمة جوائز المسابقات التشكيلية على مستوى السعودية قد تعوض الفنان الفائز قيمة مصروفاته على أعماله الفنية طوال سنة أو سنتين، لكنها ما زالت «حكرا على فنانين محدودين»، وأضافت السنان، إن الدعم الذي يتلقاه الفنان من المؤسسات الخاصة لا يساوي ما يقدمه الفنان للمؤسسات، التي تهدف الى تحقيق الربح. واتهمت السنان، فنانين تشكيليين بارزين باستغلال الفنانين الناشئين، وقالت: «بسبب غياب دور المؤسسة الفنية الثقافية الرسمية، تم استغلال بعض الفنانين الناشئين ماديا عبر برامج التدريب والمعارض الفنية لغرض الربح المادي فقط، مما افرز عددا من الفنانين غير المؤهلين في ساحة الفن التشكيلي، وقد انكشف عدد من هؤلاء الفنانين أمام الجمهور وسقطت أقنعتهم» حسبما أفادت. ومن جهته قال إبراهيم بن عمر العضو في لجنة الفنون التشكيلية التابعة إلى جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية، لـ "الشرق الأوسط": إن الجمعية كمؤسسة لها منهج عمل تعمل على أساسه، وان تصور البعض أن الجمعية تعمل تحت أجندة مفروضة إلا أن أعضاء الجمعية يتخذون قراراتهم بعد التشاور وتفحص الآراء المطروحة. وأضاف إبراهيم بن عمر، أن «الأعضاء الجدد في لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية، يسعون الى جمع شمل الفنانين التشكيليين بجميع مستوياتهم وتوجهاتهم، وإصلاح ما أفسده الدهر»، حسب ما أفاد. وأضاف على من يتحامل على الجمعية أن يجرب العمل مع الجمعية بأعضائها وأسلوب عملها الجديد.

وأكد ابن عمر على ظهور بعض التشكيليين في السنوات الثلاث والأربع الماضية ممن كان همهم الربح مستغلين الفنانين المبتدئين، من خلال إقامة المعارض الفنية وعقد الدورات التدريبية. وقالت السنان إن الفنان الحقيقي «لا يلتفت إلى حجم ما يصرف على تطوير عمله وتميز إنتاجه»، وتقول، إنها تتعمد دفع الفنانين الذين تدربهم على صرف الكثير من الجهد والمال حتى يحسوا بقيمة عملهم، وهذا الجهد والمال المصروف من المتدربين يساعدان على كشف الفنان الحقيقي من المزيف. وقالت السنان، إن هناك الكثير من الفنانين التشكيليين لا يجدون من يشتري لوحاتهم وأعمالهم الفنية، والسبب هو غياب الثقافة البصرية الجمالية عن الجمهور، وان هناك بعض المؤسسات لا تقدر القيمة الجمالية المعنوية لأعمال الفنانين التشكيليين السعوديين. وأضافت أن التشكيليين يصرفون من جيبهم الخاص على جميع أنشطتهم الخاصة الداخلية والخارجية التي يمثلون فيها السعودية خارجيا، ما عدا بعض المسابقات التي يتم تمويلها من المؤسسات الثقافية الرسمية.