أشهر معدودة وتختفي سيارات الآيس كريم من على شواطئ بحر جدة، بعد عقود ارتبط فيها مشهد البحر بتلك السيارات التي تجوب طريق الشاطئ ذهابا وعودة، تتوقف تارة لبيع الآيس كريم وتنطلق اخرى باتجاه موقع اخر.
وبحسب معلومات خاصة بـ«الشرق الأوسط» فإن سيارات الآيس كريم الجائلة قد تتوقف عن مهامها اعتبارا من الصيف القادم وذلك على اثر قرارات بلدية بشأن رفع اسعار تأجير المسارات الخاصة بهذه السيارات إضافة الى شكاوى المستثمرين من قرارات وصفت بالجائرة من الأمانة.
المستثمرون في هذا القطاع يشتكون من غلاء تأجير خط المسار الخاص بالسيارة والذي تحدده أمانة جدة ليصل إلى 160 ألف ريال سنويا، إضافة الى ان البلدية أصدرت تراخيص لأكشاك ومحلات لذات نشاط سيارات الآيس كريم وبعلامات تجارية عالمية معروفة تقع في نفس خط المسار الذي يستأجره المستثمر في مجال بيع الآيس كريم عبر السيارات الجائلة، مما تسبب لهم بخسائر فادحة حفز البعض منهم إلى التفكير في الإقلاع عن هذا المشروع القديم والذي بدأ يتلاشى.
يقول المستثمر محمد الجنيدي صاحب أول سيارة آيس كريم في السعودية بمدينة الرياض «البلدية وأمانة جدة غير متعاونتين مع المستثمرين في هذا المجال، لأن كل ما يهمها الدفع المالي من قبل المستثمرين، لذلك تؤجران نفس المسار الذي دفع فيه مستثمر السيارة ما يقارب 140 ألف ريال لأصحاب أكشاك أخرى لبيع الفشار والكريسبي وغيرهما وأكشاك أخرى لبيع الآيس كريم ذي الماركة العالمية والشهيرة وكل هذا يؤثر في دخل السيارة».
ويضيف جنيدي «السيارة الواحدة تكلفنا ما يقارب 320 ألف ريال في حال صناعة اكسسواراتها وتركيبها محليا لاحتوائها على ماكينة ألمانية ومولدات عالية الجودة، وإذا طلبت بمواصفاتها من أميركا تكلف 750 ألف ريال للسيارة الواحدة، إضافة إلى أمر الأمانة لعام 2000م بضرورة شراء سيارات جديدة مما أوقعنا في خسارة، ليس هذا فحسب فسعر كارتون الآيس كريم زاد من 45 ريالا للعلبة الواحدة ليصل إلى 98 ريالا وما زلنا نبيع الآيس كريم بريالين».
وفي المقابل يعلق المهندس محمد سعيد منشي مدير إدارة الاستثمار بأمانة محافظة جدة قائلا: «تأجير المسارات يتم عبر مناقصات أو ما تسمى مزايدات والتي تعلن عن موعدها الأمانة عبر الصحف اليومية بغرض طرح عدد من المسارات في شوارع وأحياء رئيسية والتي غالبا ما ترتبط بشوارع الواجهة البحرية أو المناطق السياحية، ويحق لكل مستثمر أن يتقدم ويكتب المبلغ الذي يحدده وفقا لخط المسار المطروح للمناقصة داخل ظروف مغلقة ومختومة، وكأي مزايدة تقوم الأمانة بدراسة أفضل من تنطبق عليهم الشروط لترسيتها، وتؤجر ما بين 20 ألف ريال ليصل إلى 160 ألف ريال وعادة ما يلعب السوق في تحديد الأسعار، كذلك موقع المسار».
ويبرر منشي في حديثه حول تأجير الأكشاك على اختلاف أنشطتها في نفس مسار سيارة الايس كريم بقوله: «سيارة الآيس كريم عبارة عن بقالة متجولة، فيجد الزبون الآيس كريم والمرطبات والحلويات والفشار وأكواب الذرة وغيرها أما الأكشاك فعادة ما تكون متخصصة مثلا لبيع الكريسبي وآخر لبيع الذرة وثالث للفشار وهكذا، وكل منها له زبائنه ومن يفضله، وهي ليست حكرا على سيارات الآيس كريم، أما مسألة تأجير أكشاك لبيع آيس كريم ذي ماركات عالمية فهذا حق لرواد الكورنيش، هناك من يرغب في مثل هذه الأنواع من البوظات والآيس كريم وليست حكرا لأحد».
يذكر أن هناك 8 مستثمرين في مجال بيع الآيس كريم عبر السيارات الخاصة به في مدينة جدة، وبلغ عدد العقود التي أبرمتها الأمانة 16 عقدا منذ عام 2000م لمدة 7 سنوات.
يشار الى ان السعوديين عرفوا سيارات الآيس كريم المتجولة لأول مرة عام 1980م في مدينة الرياض، إلا أن أمانة الرياض حينها منعتهم من مزاولة نشاطهم التجاري بعلة انهم بائعون متجولون وهذا محظور في العاصمة السعودية، مما جعل المستثمرين ينتقلون بمشروعهم إلى مدينة جدة عام 1981م، وركزوا نشاطهم في كورنيش جدة لازدحامه الدائم بالمصطافين وبأهالي جدة الذين يهربون من حرارة البيت إلى نسيم البحر.