«شخابيط» الجدران تتحول إلى فنون تشكيلية تدر أرباحا غير متوقعة

خلال المرسم المفتوح الذي أعدته أمانة مدينة جدة

من أنشطة الشباب في الرسم على الجدران («الشرق الاوسط»)
TT

«من كان يظن ان الكتابة على الجدران لا تزال ممنوعة، وان من يمارسها لا يزال يتلمس طريقه في الظلام، فهو غير صائب، وذلك بعد انفتاح باب رزق غير متوقع لهواة الرسم على الجدران».

هكذا بدأ هواة الرسم على الجدران الحديث أمام جمهرة من زوار المرسم المفتوح في مدينة جدة من كل الجنسين الشبان والشابات، وبدعم من امانة جدة، معبرين ومفرغين هواياتهم في الهواء الطلق، وعلى مقربة من شواطئ العروس، في الرسم الجرافيكي الذي يجري تحت اشراف فنانين تشكيليين، اماطوا اللثام عن عدد من المواهب الشابة برزت مواهبهم عبر هذا المجال.

وقال المهندس جمال ابو عمارة المشرف العام على التنمية الاجتماعية والاعلام في امانة جدة «كان الامر في السابق لا يتعدي شراء علبة اصباغ بخمسة ريالات ثم المباشرة بالكتابة على الجدران، لكن الان تحول الامر الى دعم مقنن من الامانة التي دعمت هذا المشروع بمبلغ مليوني ريال، تصرف لتجهيز هذا المشهد ولدعم هؤلاء الشباب، من اجل دفعهم إلى دائرة الضوء وفتح آفاق مهنية جديدة أمامهم». بدر الغامدي طالب جامعي يشارك في المرسم، اوضح بانه اكتشف مواهبه رغم انه كان من المعارضين للرسم والكتابة على الجدران، بحسبانها تشويها للممتلكات الخاصة والعامة للمدينة، وأضاف ان لوحاته اصبحت متنفسا له لهوايته، خاصة بعد ان خلقت الأمانة أجواء تنافس حقيقية عبر مسابقة نظمت لأفضل تصميم وأفضل لوحة تشكيلية، مما دفع هؤلاء الشباب إلى قضاء أوقات طويلة تمتد من العصر إلى منتصف الليل يوميا، دون ملل، وزاد الأمر زخما الاشراف المباشر من بعض الفنانين التشكيليين، ومنهم الفنان مازن صفطة والذي قام بصقل عدة هوايات من المشاركين وتوجيهها بالشكل الصحيح، من حيث التمكن في مهارات التعامل مع اللون والموضوع بشكل قياسي.

وأضاف الغامدي «على الصعيد الشخصي استفدت من فن الطباعة على الملابس التي اصبحت مهنة لي، واضحت مصدر دخل اتكسب منها في الصيف، بعد ان نالت اعمالي اعجاب الكثيرين، والتي بدأتها عندما طلب احدهم أن ارسم له العبارات التي اكتبها على الجداران على ملابسه، فتطور الأمر الى كتابة الاسماء والشعارات، وتطور الأمر إلى أن طلب مني بعض الشباب تنفيذ ديكور ورسومات لغرف نوم بعض الشبان، وقمت بعرضها على موقعي بالانترنت، فنالت الاعجاب، وطلب مني أحد الأشخاص ممن أعجبوا بها تنفيذ مجلس للضيوف بمبلغ مغر تجاوز 10 آلاف ريال، والآن أفكر بفتح مكتب تصميم جرافيكي خاص بأعمالي».