«فن الشارع» يستقطب الفتيات السعوديات في جدة

من خلال معرض «تأثر ويؤثر» الثاني للجداريات

جانب من فعاليات المعرض («الشرق الاوسط»)
TT

لأول مرة تشارك الفتيات السعوديات في رسم جداريات من خلال معرض اكتشاف المواهب «تأثر ويؤثر» الثاني والذي نظمته التشكيلية فاطمة باعظيم في مركز الروشان مول بجدة ضمن فعاليات مهرجان «جدة غير 28» واختتم يوم أمس الجمعة.

ويعد المعرض ـ بحسب باعظيم ـ أول معرض فني سعودي يهتم بفن الشارع ويشارك فيه الشباب والشابات تحت إشراف متخصصين في هذه الفنون، مشيرةً إلى أن المعرض شهد إقبالاً لافتاً من فئة الشباب من الجنسين كونه اهتم بهم وأفرد لهم مساحة للتعبير عن مواهبهم من خلال ما يعرف بـ«فن الشارع».

وأوضحت باعظيم لـ«الشرق الأوسط» أن «فن الشارع» هو فن محبب للشباب كونه يعبر عن معاني الحرية ويساهم بالبوح من داخل أنفسهم، مبينةً أن هذا الفن يحكي عن الحياة اليومية.

وكشفت أن الشبان والشابات لفتوا الانتباه من خلال مشاركتهم في المعرض، حيث تابع الكثيرون إبداعاتهم من خلال رسومهم التي عبرت عن حياتهم، الأمر الذي لفت الانظار، خاصة الآباء والأمهات الذين شاركوا في تقديم الاستشارات والمعونة لأبنائهم وبناتهم.

وبينت باعظيم أن الفنانين السعوديين المتخصصين في هذا الفن عددهم قليل جداً بسبب حداثته، مشيرةً إلى أن «فن الشارع» بدأ يتنامى في البلاد، خاصة بعد ولوج الشباب لهذا المجال من خلال المبادرات الأخيرة التي قامت بها العديد من الجهات لتوظيف قدرات الشباب والقضاء على ظاهرة الكتابة على الجدران.

ووجدت الأسرة السعودية والخليجية مكاناً لتنمية إبداعاتهم وعرضها من خلال توفير ورش عمل فنية وتعليمية، حيث زار المعرض أكثر من 15 ألف زائر وزائرة شاركوا في ورش الخط العربي، التي تركزت على خطي الرقعة والنسخ، وورشة خاصة للأطفال التوحديين والتي عرضت مجسمات أبوالهول والأهرامات ودورة فن الخزف وكلها استمرت لمدة أسبوع كامل.

وضم المعرض الذي افتتحه رجل الأعمال الدكتور محمد حسن إخوان، نماذج متميزة ونادرة لآباء وأمهات يقدمون باكورة أعمالهم للمرة الأولى، كما شارك عدد من الشبان والشابات ممن ينتمون لما يعرف بـ«فن الشارع» (فن الجداريات) بأعمالهم في المعرض، كما شارك فيه عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة.

الفنانة التشكيلية فاطمة باعظيم أوضحت أن المعرض شهد إقبالاً من الأسر ورغبة في المشاركة، لا سيما في الورش التعليمية المخصصة للصغار والكبار، موضحةً أن المعرض صوّر عدة اتجاهات في فنون الطفل وكشف عن شخصية المشاركين من خلال رسوماتهم التي ركزوا فيها على إبراز جماليات منطقة جدة القديمة، ويدخل فيها فن الكرتون وفن الجداريات، كما يضم المعرض جزءاً آخر من مشاركة أمهات الأطفال المبدعات.

وأوضحت أن المعرض هدف لإعطاء الطفل فرصة التعبير عن بيئته وإحساسه بجماليات المعمار القديم في المنطقة التاريخية في جدة، ومن خلال تقديم 70 لوحة تعكس مدى اهتمام المجتمع بتراثه واحتفائه بتفاصيل حياة الأجداد.

وأشادت باعظيم بجهود فناني جدة وفناناتها الذين ساهموا في برنامج الورش وعلى رأسهم الفنان طه صبان وأيمن يسري وحنان الفيصل ونهار المرزوقي، حيث «بذلوا جهودا رائعة في تعليم الأطفال» واستغرق الإعداد والتجهيز للمعرض سنة كاملة، خصوصاً بعد نجاح دورته الأولى التي أقيمت في صيف 2006.

وعن تسمية المعرض أوضحت باعظيم «أن الضمير في عبارة «تأثر ويؤثر» يقصد به الطفل الذي يتأثر بما حوله ونقوم بصقل وتوجيه هذا التأثر بالتركيز على النواحي الجمالية ليصبح بعد ذلك مؤثراً إيجابياً في محيطه وبيئته ووطنه».