أول دراسة طبية على مستوى العالم العربي تتناول تأثير العقم على العلاقة الزوجية

TT

قدمت الدكتورة أماني شلتوت استشارية أمراض النساء والعقم والصحة الجنسية بمراكز د. سمير عباس الطبية بحثاً عن تأثير العقم على العلاقة الحميمة بين الزوجين في المؤتمر الثالث والعشرين للجمعية الأوروبية للتكاثر البشري والأجنة، الذي أقيم في ليون بفرنسا مؤخرا. ويعُد هذا البحث الأول من نوعه في الدول العربية حيث لم يتم التطرق لهذه العلاقة في الابحاث الطبية من قبل. وقد قامت د.أماني بمقارنة الشكاوى الجنسية لدى السيدات اللاتي يعانين من عقم أولي بالسيدات المنجبات، ومن المعروف أن هناك 4 شكاوى جنسية أساسية لدى السيدات وهي قلة الرغبة، قلة الاستجابة، عدم الوصول إلى النشوة والألم وقت الجماع ولقد تم اثبات مما ليس فيه شك في الأبحاث الغربية السابقة أن حوالي 45% من السيدات الناضجات يعانين من شكوى جنسية واحدة على الأقل على مدى علاقتهن الحميمة، وبالنسبة للسيدات فبالرغم من وجود أسباب عضوية فإن هناك غالباً أسبابا نفسية واجتماعية تؤثر سلباً على علاقتهن الزوجية الحميمة. ويعد العقم أحد العوامل التي تؤدي إلى وجود ضغوط اجتماعية ونفسية واقتصادية على الزوجين، ومن هنا نشأت فكرة البحث للمقارنة ما بين النساء المنجبات واللاتي يعانين من العقم لمعرفة ما إذا كان هناك تأثير سلبي للعقم على العلاقة الحميمة. وشملت هذه الدراسة 100 امرأة يعانين من العقم مقارنة بـ 100 إمرأة منجبات كلهن أقل من 35 سنة ومدة زواجهن لا تتعدى 10 سنوات ولا يعانين من أمراض عضوية قد تؤثر سلباً على العلاقة الحميمة مثل مرض التكيسات على المبيض أو البطانة المهاجرة أو وجود أورام ليفية بالرحم. وبعد أخذ تاريخ مفصل مع إجراء استجواب شخصي لكل مريضة وبعد تجميع المعلومات ومقارنتها إحصائياً وجد أن نسبة الشكاوى الجنسية في السيدات اللاتي يعانين من العقم أكثر من الضعف لدى السيدات المنجبات، وهذه الشكاوى تزيد في النساء المتزوجات لأكثر من 5 سنوات وأكثر الشكاوى شيوعاً هي قلة الرغبة وقلة الوصول إلى النشوة، ومن هنا فتنصح الدكتورة أماني الأطباء الذين يقومون بمعالجة النساء اللاتي يعانين من العقم بأخذ تاريخ مفصل منهن عن علاقتهن الحميمة حيث أن وجود شكوى ما قد يؤدي إلى قلة حدوث هذه العلاقة مما ينتج عنه الاستمرار في عدم حدوث الحمل، وعند الوصول إلى تشخيص وجود خلل ما في العلاقة الحميمة يتم العلاج المبكر حتى لا تتفاقم هذه المشكلة وتعود بآثار سلبية على حياة الزوجين العامة.