3 ملايين معتمر من الداخل والخارج يضخون 160 مليون دولار لمكاتب وشركات العمرة

اللجان الميدانية المشتركة تباشر مهامها في المنطقة المحيطة بالحرم السبت المقبل

يشهد شهر رمضان في كل عام ازديادا في عدد المعتمرين، وتزدحم مكة المكرمة بالزوار الذين يأتون إليها من كل فج عميق
TT

أبلغ عاملون في قطاع شركات الحج والعمرة «الشرق الأوسط»، أن عدد المعتمرين من داخل السعودية وخارجها خلال الفترة الراهنة وحتى نهاية رمضان المقبل، سيصل إلى نحو 3 ملايين معتمر بين مواطنين ومقيمين على أرض البلاد، منهم مليون وستمائة ألف معتمر من خارج السعودية، ومليون ونصف المليون من الداخل يتوقع أن يضخوا خلال تلك الفترة لمكاتب العمرة 160 مليون دولار.

وتوقع سعد بن جميل القرشي رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة بمجلس الغرف السعودية خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن يصل عدد المعتمرين الى أكثر من ثلاثة ملايين معتمر، منهم مليون وستمائة معتمر قادمون من خارج السعودية وحوالي مليون ونصف المليون من مختلف المناطق والمدن السعودية.

وقال إن «الزيادة المتوقعة في أعداد المعتمرين هذا العام تصل الى 800 ألف معتمر من الخارج، وحوالي 300 ألف معتمر من الداخل كما أن الزيادة المتوقعة في الإنفاق قد تصل الى حوالي 160 مليون دولار».

واوضح أن متوسط ما ينفقه المعتمر القادم من خارج السعودية يصل الى 1000 دولار موزعة ما بين السكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة إضافة الى المصاريف النقدية التي تتراوح ما بين 200 – 300 دولار كهدايا ومشتريات أخرى، فيما يصل متوسط ما ينفقه معتمر الداخل ما بين 400 – 550 دولارا وترتفع في العشر الأواخر من شهر رمضان الى حوالي 800 دولار.

وتوقع القرشي أن تزداد نسبة الحجوزات الى 18 في المائة عن العام المنصرم فيما تصل نسبة إشغال الفنادق ما بين 85 الى 95 في المائة. وأكد ناصر بن سعد الكريع المدير العام لمجموعة روضة الصالحين لخدمات السياحة الدينية، أن حجم استثمار قطاع شركات الحج والعمرة في السعودية يتجاوز 3 مليارات ريال سنويا، وأضاف أن سعر رحلة العمرة من داخل السعودية تختلف خلال أيام الأسبوع، حيث يبلغ متوسط تكلفة الرحلة خلال بداية الأسبوع ما يقارب 250 ريالا، ترتفع إلى 350 ريالا خلال نهاية الأسبوع تحديدا (الخميس والجمعة)، بسبب ارتفاع أسعار الفنادق، كما أنها شاملة الذهاب والعودة والإقامة في الفندق إضافة إلى وجبة إفطار.

ويمثل موسم شهر رمضان المبارك الموسم الأكثر تحركا لاستثمارات مكاتب الحج والعمرة، حيث شهدت السعودية خلال السنوات العشر الأخيرة طفرة كبيرة في مكاتب خدمات الحج والعمرة، عقب أن ربطت الحكومة السعودية راغبي الحج بحملات مصرح لها من قبل وزارة الحج، من خلالها تمارس المكاتب نقل وخدمة الحجاج والمعتمرين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال بقية الموسم، وبعد أن تنتهي من خدمات حملاتها.

ويشكل المقيمون في السعودية النسبة الأكثر طلبا على خدمات الحملات نظرا لقلة كلفتها من استخدام الطائرات في التنقل، إضافة إلى توجههم لخدمات إسكانية رخيصة، بحيث لا تستغرق الرحلة أكثر من يومين لمكة ويومين للمدينة.

وبين الكريع أن الشهر الجاري يقل الازدحام خلاله على مكاتب الحج والعمرة، بالمقارنة مع موسم شهر رمضان، حيث تشهد مكاتب العمرة أثناء رمضان إقبال أعداد كبيرة من المعتمرين للحجز في فترة واحدة، مما يجعل البعض منهم يتجه إلى الاستعانة بالمواصلات الأخرى، للوصول إلى مكة المكرمة. وأضاف مدير مجموعة روضة الصالحين، أن هناك قرارات اتخذتها وزارة الحج والعمرة تعمل على إيقاف مكاتب العمرة العشوائية، إلا لمن يمتلك تصريحا من الوزارة لمزاولة العمل، وذلك لزيادة أعداد المعتمرين وكثرة الشكاوى التي تنهال على مكاتب العمرة.

من جانبه، اعتبر عبد الواحد عبد الله نائب مدير مكتب لواء الخير للعمرة والزيارة، أن عدد المعتمرين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان سيتجاوز نصف مليون معتمر من مواطنين ومقيمين داخل السعودية، إضافة إلى ما يقارب المليون معتمر من خارج البلاد. وأشار عبد الواحد إلى أن مكاتب العمرة تواجه تحديات في ما يتعلق بارتفاع تكاليف التشغيل إذ تبلغ قيمة إيجار الحافلة الواحدة 3500 ريال، باستثناء أيام الحج بسبب الضغط، موضحا أن ملاك الحافلات الأهلية لا يتعاملون مع مكاتب رحلات العمرة بسبب ارتفاع أسعارهم، إضافة إلى سعيهم لمنافسة المكاتب في نقل المعتمرين. وفي سياق آخر، وجه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل جميع القطاعات الحكومية للاستعداد والتجهيز لشهر رمضان المبارك واطلع على خطط الجهات الحكومية والقطاعات المعنية التي تمكنها من تقديم الخدمات المناطة بها، وتوفير سبل الراحة لقاصدي بيت الله الحرام طيلة شهر رمضان المبارك ومواجهة الزيادة المتوقعة هذا العام.

وأكد محمد علي الشافعي سكرتير لجنة الحج المركزية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه وبتوجيه ومتابعة من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، ستواصل اللجنة اجتماعاتها خلال هذه الفترة للوقوف على جميع الخطط التي أعدتها كافة الأجهزة المعنية بخدمة المعتمرين في الشهر الكريم وسبل تنفيذها وبحث كل ما يطرأ عليها وفق المستجدات والواقع الميداني، مبينا أن اللجنة الميدانية المشتركة ستباشر مهام أعمالها الميدانية بالمنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف اعتبارا من السابع من سبتمبر (أيلول) الجاري.