مفكرون يناقشون الصراع الطائفي ومفهوم الحرية والعلاقة بين المواطنة والهوية

بدأت في الرياض مطلع الأسبوع الماضي

TT

بدأت في الرياض مطلع الأسبوع الحالي ندوات اللقاء الثقافي الرمضاني الذي يحمل اسم لقاء تركي بن طلال بن عبد العزيز الثقافي في عامه الثامن عشر تحت شعار «نتحاور حتى نثري اللقاء» بمشاركة وحضور مجموعة من العلماء والمفكرين الاسلاميين من داخل السعودية وخارجها.

واستهل اللقاء بأولى ندواته عن «الفدرالية والصراع الطائفي ومستقبل العرب في العراق» كان ضيفها الدكتور حسن العلوي الكاتب والصحافي والمفكر العراقي المعروف، سفير العراق لدى سورية سابقاً. تناول فيها موضوع تعدد الطائفية التي تعد من العوامل الاساسية لتدمير الحضارات والشرارة الاولى للحروب الاهلية وسعى ويسعى العلماء المفكرون والحكماء الى التحذير منها، كما سعوا الى إطفاء شرارتها خشية الوقوع في فتنة توقد لهيب حرب لا تبقي ولا تذر. واستضاف اللقاء ليلة البارحة الدكتور محمد حامد الاحمري الكاتب والمفكر الاسلامي السعودي المعروف في ندوة تحدث فيها عن مفوم الحرية، تلك التي كره قوم الحديث عنها وذكرها، واقبل عليها اخرون الى حد الاشتغال بها عن غيرها، مجيباً عن تساؤلات تتعلق بالحرية وهل لها هذه القيمة الكبرى في الاسلام او في ثقافة المسلمين، وماذا تعني، وهل نملك ان نأخذ ونرد منها؟ أم انها تأتي كاملة خذ أو دع. ويتحدث الشيخ عبد الله المنيع عضو هيئة كبار العلماء في السعودية مساء الخميس المقبل عن يسر الشريعة وسماحتها وذلك في الندوة الثالثة من ندوات اللقاء وسوف يسلط الضوء فيها على مظاهر من يسر الشريعة وسماحتها، في مقابل من يتخذ من الشريعة منطلقا للتشديد على نفسه ومن حولها، وما يتبع ذلك من غلو.

وفي مساء يوم الجمعة المقبل يتناول الكاتب والمفكر الاسلامي الاستاذ الدكتور جعفر شيخ ادريس موضوع المواطنة والهوية والدين حيث يحدد العلاقة بين المواطنة والهوية من حيث ان المواطنة انتساب جغرافي، والهوية انتساب ثقافي. ويختتم برنامج الندوات الرمضانية للقاء تركي بن طلال بن عبد العزيز الثقافي يوم الاحد الحادي عشر من رمضان الموافق للثالث والعشرين من سبتمبر (ايلول) الحالي باستضافة الدكتور احمد كمال ابو المجد رئيس المحكمة الادارية في البنك الدولي بواشنطن ومحام امام محكمة النقض ومجلس الدولة والمحكمة الدستورية في مصر ليتحدث في الندوة الخامسة عن موضوع «المسلمون على مفترق الطرق».

يشار الى ان لقاء تركي بن طلال الثقافي امتد منذ ثمانية عشر عاماً ويعد من مجالس الذكر يجتمع فيها ثلة من العلماء والمفكرين الاسلاميين لإلقاء الضوء على موضوع معين يحظى بالاهتمام على مستوى الاحداث القائمة، او لعلاج مشكلة فكرية او اجتماعية او غيرها من الجوانب الحياتية، ويهدف اللقاء للوصول الى الاثراء العلمي والنضج الفكري من خلال الاجتماع بأهل العلم والاستنارة بفكرهم والنهل من منهل علمهم.

وجرت العادة ان يحضر هذا اللقاء الذي يتميز بالمداولة الفكرية والطرح العلمي والنقاش المثمر والفكر الناضج مجموعة من الامراء ومن العلماء واساتذة الجامعات والمثقفين ويقام في ليالي رمضان بدءاً من الساعة العاشرة والنصف مساءً وحتى الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل وتعقبه وجبة السحور وذلك في مزرعة الفاخرية غرب الرياض على طريق الحزام.