مشروع لإعادة تأهيل مدمني المخدرات في السعودية

تطبقه جهات خاصة وحكومية ويهدف لتحويلهم إلى «مفيدين»

المخدرات وباء سجل انتشارا كبيرا أخيرا
TT

تحركت جهات حكومية وخاصة في السعودية لتطبيق مشروع لتأهيل مدمني المخدرات واعادتهم الى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي من جديد، وذلك عن طريق الحاقهم ببرنامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك، واخضاعهم لدورات تدريبية تحولهم الى اناس مفيدين لانفسهم ومجتمعهم.

وأوضح الدكتور راشد بن محمد الزهراني رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمحافظة جدة، وهي الجهة التي تتبنى هذا المشروع بالتعاون مع مكافحة المخدرات انه من خلال الاجتماع الذي عقد مع ممثلين من ادارة المخدرات ومستشفى الأمل، تم الاتفاق على إقامة دورات تدريبية للمتعافين من المخدرات في عدد من التخصصات، مثل الحاسب الآلي والإدارة المكتبية والالكترونيات والكهرباء، وذلك بإلحاق غير المؤهلين منهم ببرنامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك، وإتاحة الفرصة للراغبين في الالتحاق بالمعاهد المهنية والصناعية، وذلك لتوفير فرص عمل لهم وإعادتهم إلى مجتمعهم مرة أخرى كعناصر منتجة. وحول الأعداد التي يستهدفها هذا البرنامج أوضح الزهراني «ان البرنامج يستهدف اكبر عدد من المدمنين، لكن البداية ستكون بخمسة وعشرين شخصا سيتم تدريبهم بعد نهاية إجازة عيد الفطر المبارك، على أن يتم استقبال الاعداد تباعا وفق ترشيح إدارة مكافحة التدخين ومستشفى الأمل، وأشار إلى شروط لكل برنامج تدريبي، فمثلا الحاسب الآلي مفتوح لجميع الأعمار بعكس بعض الدورات التي تتطلب أعمارا وصفات محددة».

وعن الآلية التي سيتم التعامل فيها مع هؤلاء بين انه تم الاتفاق بين المجتمعين على عقد دورات تدريبية لمنسوبي التوجيه والإرشاد بوحدات مجلس جدة بكيفية التعامل مع الشخص المتعاطي بمشاركة مستشفى الأمل وإدارة مكافحة المخدرات، مشددا على ضرورة إيجاد طاقم عمل موحد لتوحيد الجهود المشتركة بين الأعضاء بطريقة علمية ومدروسة.

وأشار الزهراني إلى ان الاجتماع ناقش عدة أمور، منها التوعية والإرشاد من مخاطر المخدرات، والعلاج والرعاية والتأهيل لمن وقعوا ضحية الإدمان وتعاطي المخدرات، وكذلك عقد البرامج التوعوية والثقافية التي تحذر من الانحراف نحو المخدرات.

من جهته أشاد الرائد الحميدي بن عبد الله السبيعي مشرف علاقات التوعية بإدارة مكافحة المخدرات بجدة، بهذه الخطوة من التدريب التقني، مشيرا الى ان إدارة مكافحة المخدرات مستعدة للتعاون والعمل مع كافة المؤسسات والتنسيق معها وتقديم الخدمات الاجتماعية.

يشار الى ان اختصاصيين اجتماعيين ومعالجين في مستشفى الأمل أكدوا بأن أكثر العوامل التي تعيد المتعاطين الى تعاطي المخدرات عدم قدرتهم على التكيف الاجتماعي في مجتمعهم، إضافة إلى عدم تقبل المجتمع لهم والفراغ الذي يعيشونه في ظل عدم وجود وظيفة أو عمل يقومون به.

وكانت الدكتورة فوزية البكر استاذ مشارك، قسم التربية في كلية التربية جامعة الملك سعود، قد ذكرت في وقت سابق ان هناك تحديا كبيرا يواجهه الكثير من هيئة التدريس في المؤسسات التربوية في السعودية وهو أن طرق تناول موضوع المخدرات في الفصل الدراسي يقابل بالتحفظ من المعلم، خاصة ان المعلم ذاته أحيانا لا يمتلك معلومات دقيقة وواضحة حول هذا الموضوع.