290 يتيما يتسابقون لتقديم وجبة إفطار رمضان في ساحات المسجد الحرام

يوميا خلال شهر الخير

الأيتام يعدون الوجبات قبل توزيعها
TT

تلك الصور والمشاهد اليومية الحية التي تعيشها في شهر رمضان، أثناء تواجدك داخل أروقة المسجد الحرام، أو في ساحاته وحتى خلال سيرك على الطرق المؤدية الى الحرم المكي الشريف، لاسيما الدقائق أو اللحظات الأخيرة التي تسبق موعد أذان المغرب تجبرك على التوقف أمامها ومتابعتها، الكل هنا وفي تلك اللحظات والأجواء الروحانية ينسى نفسه، فذاك يدعوك لسفرة الإفطار التي أعدها، وآخر يقدم لك حبات التمر أو الرطب، وثالث يقدم لك ماء زمزم، ورابـــع يمـــدك بفنجـــان القهوة العربية التي جلبها من منزله لهذا الغرض، لأن الكثير من السعوديين يفضلون تناول مثل هذا النوع من المشروب خلال وجبة الإفطار.

والمشهد يتكرر في مواقع أخرى وعلى الطرق المؤدية الى المسجد الحرام وفي مواقف السيارات المخصصة للمعتمرين، ترى البعض من فاعلي الخير يقومون بتوزيع وجبات إفطار متنوعة جلبوها في سياراتهم لتلك المواقع تحتوى على الماء والتمر أو اللبن والفاكهة وبعض أنواع الأطعمة والمأكولات الخفيفة وآخرون يقفون على الطرق بجوار نقاط الفرز التي أعدتها إدارة مرور العاصمة المقدسة على المداخل المؤدية الى المسجد الحرام.

وللوقوف على جانب من تلك الصور والمشاهد يفيد يحيى بن عطية الكناني مدير المستودع الخيري بمكة المكرمة، ان 290 شابا يتيما من مكة المكرمة يقومون بإعداد وتجهيز وتقديم وجبة الإفطار الرمضانية الممتدة لمئات الأمتار للصائمين في الساحات الخارجية للمسجد الحرام والتي يشرف عليها المستودع الخيري في مكة المكرمة ضمن مشروع إفطار صائم الذي تنفذه لجنة السقاية والرفادة التي وجهت بتشكيلها امارة منطقة مكة المكرمة لتنظيم وتوحيد الجهود في مثل هذا العمل الخيري الذي يسهم به الموسرون والخيرون من أبناء المجتمع السعودي.

وأضاف: «لقد تم إعداد وتأهيل هذا النوع من الشباب من خلال دورة تدريبية مكثفة في فن التعامل وأسلوب الضيافة الراقي للقيام بهذه المهمة طيلة شهر رمضان المبارك، منهم 200 شاب يتولون إعداد وتجهيز السفر وتقديم وجبة الإفطار الرمضانية للصائمين في ساحات المسجد الحرام و90 شابا يقومون بتجهيز وتغليف تلك الوجبات في المصنع الذي أقيم لهذا الغرض بمقر المستودع الخيري في مكة المكرمة».

وأكد الكناني أن جميع الوجبات التي يتم تقديمها للصائمين تخضع للإشراف الغذائي الصحي من قبل متخصصين في هذا الجانب، بحيث تتلاءم وجبة الإفطار مع كل الفئات حتى الصائمون الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري وغيره. مبينا أن نوعية التمر المقدم للصائمين خال من النوى للحفاظ على نظافة ساحات المسجد الحرام وسلامة الجميع.

وأشار الكناني الى أن المستودع الخيري يتولى أيضا توزيع وجبات إفطار الصائمين على مساجد مكة المكرمة وتزويدها بذلك بإشراف القائمين على تلك المساجد. موضحا أن خطة عمل المستودع الخيري تتضمن توزيع عشرة آلاف وجبة إفطار يوميا مع بداية شهر رمضان وتتدرج تصاعديا الى أن تصل في العشر الأواخر من الشهر الكريم الى ثلاثين ألف وجبة إفطار يوميا لنصل في نهاية الشهر الى الرقم المستهدف وهو توزيع وتقديم مليون وجبة إفطار رمضانية خلال رمضان المبارك.