كشف الدكتور علي بن شايع النفيسة مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية السعودية عن خطة إستراتيجية تنفذها وزارة الداخلية للتوعية يشارك فيها 32 عضواً وتنفذ في مختلف مناطق المملكة، وقال انها تستهدف المنتسبين لجهاز الأمن والمواطنين في اطار جهود الوزارة لمواجهة ما وصفه بأرباب ومعتنقي الفكر الضال.
وأوضح الدكتور النفيسة خلال مشاركته في ندوة نظمها مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة المدينة المنورة مساء أمس الأول الاثنين بعنوان (سواعد بناء.. لوطن العطاء) وذلك بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، بحضور عدد من المسؤولين ومنسوبي وطلاب معاهد التدريب التقني والمهني، أوضح أن تجنيد الشباب للانخراط في العمل الإرهابي يتم بطرق ماكرة يتم التدرج فيها حتى يقع الشاب وسط مثلث لا خروج منه، اما المقبرة أو السجن أو البقاء داخل الخلية، وأن معظم من يتم الإيقاع بهم والتغرير يكونون من حديثي التدين الذين ينضمون اعتقاداً منهم بتكفير الذنوب عن المعاصي التي يكونون قد ارتكبوها ولا مكفر لها سوى الاستشهاد من وجهة نظرهم.
واستطرد الدكتور النفيسة في ذكر حقائق حول المغرر بهم يأتي في مقدمتها ضعف المخزون المعرفي الشرعي وهو القاسم المشترك لأفراد الفئة الضالة، واستنادهم الى شبهات باطلة بنوا عليها معتقدهم التكفيري، كما أن من العوامل التي أسهمت في انقياد بعض عناصر الفئة الضالة، المجاملة وضعف الشخصية لأشخاص لا يملكون ادنى الدرجات العلمية، والإيمان بالرموز والأخذ عنهم دون عرض آرائهم على العلماء سبب للانحراف في المنهج والسلوك، وممارسة الحجر الفكري من منطلق الطاعة العمياء أحد أساليب التغرير، وأوضح أن الإغراق في الاستباحة وفق معتقدات وشبهات التكفيريين على الحكام ظهرت منذ فترة الجهاد الأفغاني.
ووصف النفيسة الوضع في العراق بأنه فتنة مهلكة لم يعد منه أحد يتمنى الرجوع اليه، وقال ان من يفتون بشأن وجوب الجهاد في العراق يدفعهم الحماس وينقصهم التصور، وقال ان الشاب السعودي يباع في العراق ويوشى به بمبلغ 5 آلاف دولار للمخابرات، وأن المبلغ المالي الذي يستلم لقاء تسليمه للسلطات يستخدم في دعم وتمويل جماعات وتنظيمات متناحرة ذات أنشطة مشبوهة، ونبه إلى أن الشبكة العالمية والمنتديات الالكترونية هي مصيدة للتغرير لمن لا يتقن التعامل معها أو يعرف نهجها، فهي ساحات تموج بعملاء الاستخبارات تحت أسماء مستعارة بل أحيانا يكون المشارك غير مسلم يتدثر لباس الدين.
وشارك في الندوة كل من الدكتور يحيى اليحيى المشرف العام على المستودع الخيري، وهلال السحيمي من شركة الراجحي المصرفية وأدار الندوة سعود التركي مدير المعهد الثانوي الصناعي، وتناول المشاركون في عرضهم الجوانب الأمنية والشرعية والاقتصادية، وابرزوا خلال طرحهم لمحاور الندوة دور برامج التوعية الأمنية في الحفاظ على مكتسبات الوطن وتحقيق أمنه، وبيان أن حب الوطن مبني على أصل شرعي ومن موجباته الدفاع عنه والسعي لرفعته، كما بينوا أهمية المهنة والعمل وترسيخ القيم الدينية والمهنية والسلوكية في رفعة المواطن وعز الوطن الذي يسهم أبناؤه في بنائه بسواعدهم، كما تم تقديم عرض مرئي لمخرجات برامج التدريب الفني ونماذج تعكس تطور برامج ومراحل التأهيل والتدريب وتميز مخرجات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في تحقيق التنمية الاقتصادية للوطن.