دعوات في السعودية لعدم تحول «القنوت» إلى نشرات للأخبار السياسية

السديري لـ«الشرق الأوسط» : لدعاء القنوت ضوابط شرعية يجب الالتزام بها

TT

حذر رجال دين في السعودية من أن يتحول دعاء القنوت في المساجد إلى نشرات للأخبار السياسية، في إشارة إلى الزخم الهائل الذي يوليه الأئمة والخطباء السعوديون للقضايا السياسية في المنطقة.

وحذر الشيخ صالح اللحيدان، إمام وخطيب جامع أبو بكر الصديق، في العاصمة الرياض، من مغبة تحول دعاء القنوت في رمضان، إلى نشرات سياسية.

ويعمد أئمة المساجد هنا، إلى الدعاء في الركعة الأخيرة من صلاة التراويح، والتي تسمى «الوتر».

وقال اللحيدان، في خطبة الجمعة أمس، إن هناك أئمة جنحوا في الدعاء لحد تحول فيه إلى نشرة للأخبار. وأضاف «دعاء القنوت ليس مكانا لتسمية الأصدقاء والأعداء». ويدعو غالبية الأئمة السعوديين في دعاء القنوت، لنصرة المسلمين في الشيشان وأفغانستان والعراق والصومال، وغيرها من الدول الإسلامية التي تشهد أوضاعا متأزمة.

غير أن اللحيدان، يرى بأن دعاء القنوت لا بد وأن يكون مختصرا ومركزا، وألا تتم الإطالة فيه. وقال في خطبة الجمعة: «يجب ألا يكون دعاء القنوت أطول مدة من فترة السجود، ذلك لأن الدعاء في السجود أفضل من الدعاء في القنوت». وذهب الخطيب إلى ما هو أبعد من ذلك، حينما قال إنه من الممكن الاستغناء عن القنوت في بعض أيام رمضان. فمن وجهة نظره أنه ليس من الضروري أن يقنت المسلمون في كل يوم. وكان الشيخ صالح السدلان، أستاذ الدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، قد سبق اللحيدان في طرق هذا الموضوع، حتى أنه اعتبر أن بعض الأئمة حولوا منابرهم إلى منظمة الأمم المتحدة، وذلك لكثرة القضايا السياسية التي يطرقونها خلال الدعاء.

وأمام ذلك، قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية، إن لدعاء القنوت ضوابط شرعية لا بد على كافة الأئمة الالتزام بها.

ويذكر السديري من هذه الضوابط: عدم الاعتداء في الدعاء، وأن يكون الدعاء من المأثور عن الرسول الكريم وسلفه الصالح، وعدم الإطالة في دعاء القنوت. ووجه وكيل وزارة الشؤون الإسلامية انتقادات لبعض الأئمة التابعين لوزارته. وقال «هناك أئمة ـ هداهم الله ـ لا يتأثرون بالقرآن، ويمرون على آيات الله مرور الكرام، وإذا بدأوا دعاء القنوت يبدأون في الصياح والبكاء والعويل». وأضاف: القرآن أولى أن يؤثر في قلوب أولئك الأئمة من الدعاء.