وفاء التويجري: الحوار الوطني نجح في تقديم مناخ فكري وثقافي لتبادل الرأي واحترام الآخر

مساعدة أمين عام مركز الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: وسعنا قاعدة المستفيدات من التدريب المجتمعي

جانب من ورش العمل التي عقدت تحضيرا للقاء الوطني الرابع للحوار الفكري
TT

أكدت وفاء بنت حمد التويجري، مساعدة الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن لقاءات الحوار الوطني الستة، التي شهدتها السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، أسهمت في إحداث حراك ثقافي نحو مجتمع أكثر قدرة على إدارة الحوار من خلال المشاركة الكبيرة التي شملت كافة أطياف المجتمع، مشيرة إلى تقدير المراقبين لنتائج هذه اللقاءات باعتبارها منعطفاً مهماً في مسيرة المجتمع السعودي لطرح قضاياه بشفافية وصراحة بعيداً عن محاولات التنظير للقضايا المطروحة في تلك اللقاءات. وقالت وفاء التويجري، خلال لقائها مع «الشرق الأوسط» إن الثمار الحقيقية لتلك الحوارات هي الأفكار السديدة التي يطرحها المشاركون والمشاركات، والتي تصب في مجملها في خدمة القضايا الوطنية وتقديم المقترحات حول القضايا المطروحة على مائدة الحوار الوطني، لافتة إلى أن برنامج التدريب المجتمعي، الذي تم تنفيذه في ست مناطق، شهد توسعاً في قاعدة المستفيدات ليتجاوز عددهن 3 آلاف طالبة، وما يربو على 600 مربية، فيما لا يزال فريق التدريب يطوف بقية المناطق سعيا لاستكمال خطته التدريبية. فإلى تفاصيل الحوار..

* وأنتم على أبواب انطلاقة اللقاء الفكري السابع.. ما تقييمكم لما نتج عن الحوارات الستة السابقة؟

ـ جميع اللقاءات السابقة تمثل ظواهر صحية سعت لتهيئة كل الظروف الراهنة لها في محاولة جادة لإحداث نقلة نوعية في مستوى ثقافة المجتمع ونشر ثقافة الحوار بكل أبجدياتها بين كافة الشرائح والفئات، مواطنين ومسؤولين، حيث كشفت بعض الوقائع وقدمت الخبرات الإثرائية في قراءة متأنية لقضايا المجتمع وتحولاته عبر بوابة الحوار الفكري. وقد سجل المركز سابقة قد تكون نادرة في كافة أطياف المجتمع على اختلاف توجهاته تحت سقف واحد ولمناقشة قضايا متعددة، واستطاع أن يؤدي دورا فاعلا في جعل التعددية ميدان اثراء ومصدر قوة للرؤى وتمازج الأفكار لا مجال فيه للإقصاء وفرض السيادة ومصادرة الآراء. فكل رأي يحترم وكل طرح يناقش وهذا ما أثبتته وقائع كل الحوارات.

* الى اي مدى نجحت اللقاءات السابقة في خلق جو من الحوار الشفاف داخل المجتمع السعودي؟

ـ ما يبذله مركز الحوار الوطني من توسيع دائرة المشاركة الشعبية قدم مناخا فكريا وثقافيا لتبادل الرأي واحترام الرأي الآخر والتحدث بصراحة ضمن الثوابت بعيدا عن أجواء الفكر المنغلق والآفاق الضيقة والتزمت الممقوت، بما يتفق مع آداب الحوار وحقوق كل طرف في ابداء الرأي. ولعل الممارسة لهذه الثقافة الحوارية بطابعها المنفتح وشفافيتها الصادقة والتي بلورتها اللقاءات الفكرية هو تأسيس لها في واقع مجتمعنا وداخل بيوتنا وضمن حدود علاقتنا الاجتماعية.

* بعض المتابعين لمسار اللقاءات الستة يتهمها بأنها لم تفعل كل التوصيات المهمة التي خرجت بها اللقاءات، فما ردكم على هذا الرأي؟

ـ إن التوصيات في كل لقاء بمثابة رأي مساند لصاحب القرار، أما المشروع الأساسي للمركز فهو حمل ثقافة الحوار والتأسيس لها في المجتمع كفكر يسهل عملية التواصل، وعموما فإن حفز الهمم وتنشيط التواصل بين افراد المجتمع بكافة فئاته واطيافه، وإثراء الفكر الحواري واستثمار حقول التنوع وأصناف التخصصات والآراء المعاكسة من خلال مد جسور التواصل وحمل افاق الإصلاح ورؤى التطوير ووضعها بين يدي صناع القرار والوصول الى نتائج ايجابية لكل القضايا المطروحة، كل ذلك يعد انجازا متقدما يجير لصالح المركز.

* اتبعتم سياسة كرة الثلج في نشر ثقافة الحوار داخل المجتمع السعودي لكن هذه الدورات في اغلبها كانت مقتصرة على القطاع التعليمي فهل هناك خطة لتعميمها على باقي القطاعات؟

ـ إن المركز سعى في خطته لتأسيس ثقافته عبر برامج تدريبية كان من ابرزها برنامج التدريب المجتمعي «كرة الثلج» والذي يستهدف المدربين والمدربات من كافة القطاعات وان كان التركيز في بدايته على قطاع التعليم باعتبار الميدان التربوي هو المحضن الأساسي لدعم القناعات والتوجهات وتغيير الأفكار وقد نفذ المشروع في ست مناطق وتوسعت قاعدة المستفيدات لتتجاوز 3 آلاف طالبة وما يربو على 600 مربية ولا يزال فريق التدريب يطوف بقية المناطق سعيا لاستكمال خطة النشر، والمشاريع القادمة ستتجه لخدمة باقي القطاعات.

* إلى أي مدى نجحت هذه الخطة في نقل أهداف المركز الحوارية بين المتدربات؟

ـ لقد تركت المشاريع الميدانية للمتدربات صدى طيبا وعكست حراكا واعيا لمضامين أهداف المركز الحوارية وكانت تمثل نقلا معرفيا ومهاريا لتقبل الآخر وقواعد الحوار وأدبياته وهوامش الحرية الفكرية، وان من ابرز نواتج هذه المشاريع سرعة تعميم التجربة والوقوف مع جميع أبناء الوطن كشركاء مساهمين في صنع الثقافة الحوارية والحماس لتأصيلها كأسلوب حياة.

* احد اهداف المركز هو الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل السعودية وخارجها من خلال الحوار البناء .. إلى أي مدى نجحتم في رأيكم في تحقيق هذا الهدف؟

ـ يشهد العالم صراعا محموما لمحاربة الإرهاب والقضاء على الفكر المتطرف الذي أصبح معاناة مشتركة لكل الأمم مع تنوع الثقافات والحضارات والتشريعات والقوانين، وإذا كانت القوة العسكرية قد حصدت تفوقا في معالجة هذا الفكر إلا أن لتغيير المفاهيم المحركة لهذا الفكر وتحويل الطاقات البشرية لحيازة العلم والمعرفة والتفوق في ميادينها المختلفة دورا مهما بين الأمم والشعوب وضرورة حياتية للتكيف والاستفادة من التنوع الفكري والمكاني، والمتبع لأنشطة المركز يلاحظ ملامسته لهذه الهموم سعيا للإسهام في صياغة خطاب إسلامي صحيح مبني على الوسطية والاعتدال ونشر ثقافة التسامح.

* انطلق الحوار الفكري الثاني بعنوان الغلو والاعتدال، وكنا وقتها لم نعان من تبعات الإرهاب، فهل هناك نية لصياغة لقاء فكري جديد يعالج جوانب هذا الغلو شاملة النظرة الخاطئة ضد السعودية والإسلام؟

ـ اللقاءات الفكرية رافد من روافد صياغة الفكر المعتدل تجاه مختلف القضايا، ولقد كانت انطلاقة اللقاءات تلامس الى حد كبير هموم الوطن واحتياجات المواطن المتوقعة، وهى تنتهج سياسة تعتمد التخطيط لمعالجة القضايا وتوقع وسائل وطرق العلاج، ومن بينها الشأن الأمني والفكري، ولا ينتظر ان تصبح أزمة ثم تتحرك ردود الأفعال لمواجهتها كطارئ، لكننا نهتم في المركز بالحراك الايجابي نحو المشروع الثقافي الذي يرسم الصورة الصحيحة للإسلام وللسعودية كمنطلق ورمز وترسم له الخطط وتفعل لأجله البرامج.

* كيف تقيمون مشاركة المرأة في اللقاءات رغم قلة مشاركتها الخارجية، وهل تنظرون لها على أنها نوع من التدريب لها نحو اللقاءات العالمية؟

ـ أثبتت المرأة قدرتها على العطاء وصياغة الرؤى والتصورات حيال القضايا المطروحة في اللقاءات الوطنية، وكانت المشاركات النسائية تمثل إثراء للآراء المختلفة ورصدا واعيا لمتطلبات النهضة من خلال المساحة التي افسخها المركز للمرأة وحرصه على مشاركتها واستقطاب الكفاءات القادرة على التواصل مع قضايا المجتمع وهمومه.