«نانسي عجرم» و«أسامة بن لادن» يدخلان السعودية عن طريق التهريب

بائعو الألعاب النارية يبتكرون «لغة إشارة» للتواصل مع زبائنهم

TT

«نانسي عجرم» و«أسامة بن لادن» والقردة معا في صندوق واحد يحمله أبو زكي، وهذا هو الاسم الحركي له، الذي يتسمى به أينما ذهب، وبخاصة عندما يتمركز أمام المنطقة التاريخية في جدة مواجها لدوار البيعة، حيث يصدر حركات غريبة يتخيل لمن يشاهدها انه في احد أهم بورصات المال العالمية.

حركات متنوعة، أصابع إلى الأعلى، وكفوف تتراقص بشكل دائري، وإشارات أخرى تجبرك على التوقف والسؤال عن هذه الحركات، لتجد الجواب «طراطيع، صواريخ، نانسي عجرم، أسامة بن لادن».

الدخول إلى عالم المفرقعات والألعاب النارية يحمل الكثير من الخوف وكذلك المتعة والغرائب، من خلال السوق الشهير الذي تباع فيه، وهو سوق الطيور أو ما يعرف بسوق الحمام الذي تحول من بيع الطيور الى بيع الألعاب النارية، والواقع في باب مكة بالقرب من المنطقة التاريخية، حيث تجد بائعي هذه المواد في كل الاتجاهات يحملون العينات ومنهم من ينادي بأعلى صوته بأسماء مشهورة ولافته منها «أسامة بن لادن» و«نانسي عجرم».

أبو زكي، والذي رفض ذكر اسمه ولكنه رمز لنفسه بالاسم الحركي هذا، أوضح أن الأنواع كثيرة والأسعار معقولة وزبائنهم من كل الفئات الفقيرة والغنية كبارا وصغارا، مشيرا الى أن الرقابة ليست كبيرة ولكنها موجودة، مؤكدا «نحن نقوم بوضع الاحتياطات من أول المنطقة التاريخية إلي نهاية سوق الحمام، وذلك عبر وضع عاملين مراقبين أو حتى بائعي اعداد محدودة، وهؤلاء غالبا لا يتم القبض عليهم ولكن تتم مصادرة المواد التي معهم، وهم يقومون بإبلاغنا عن المداهمة فلا تصل اللجنة إلا وجميع المواد قد اختفت رغم انه تم القبض على عدد قليل منا».

وعن الأماكن التي يخزنون فيها قال أبو زكي ضاحكا «أنت شكلك بتجيب لنا الطعة» وهي تعني المصيبة، لكن وبعد محاولات أشار أبو زكي إلى أن السوق لها اثنان من اكبر التجار ويقومون دائما بتخزين المواد في بيوتهم أو المستودعات الخاصة والموجودة في المنطقة وكل من هم موجودون في السوق يعملون لديهم ويحملون عينات فقط.

وعن الأماكن التي يقوم التجار بإحضارها منها بين أبو زكي أن التجار يحضرونها من دول الخليج واليمن عبر التهريب ومن ثم توزع على تجار في مختلف مناطق المملكة، مشيرا الى أن سوق الحمام يعتبر المركز الرئيسي للبيع بالجملة ولكن المواد تباع في كل الأحياء.

وحول أهم الأنواع الجديدة قال أبو زكي ضاحكا هناك أنواع متعددة وبأسماء مختلفة منها نانسي عجرم وهي احدث الأنواع وسميت بهذا الاسم لقوة دويها وكذلك أسامة بن لادن والقردة والفحمات والنوافير وغيرها.

وعن الرقابة على هذه المحلات أشار العميد محمد الغامدي مدير الدفاع المدني في جدة، الى أن الجهة المسؤولة عن الرقابة هي شرطة جدة وهناك لجنة كونت بالتعاون معها، إضافة إلى جهات أخرى وتقوم الآن بجولات على تلك المحلات خصوصا منطقة البلد وهي المنطقة المشهورة ببيع هذه المواد. وأضاف «لكن دوريات السلامة التابعة للدفاع المدني في حالة وجدت أي مخالفات إثناء تفتيشها عن أدوات السلامة تقوم بإغلاق ومصادرة المواد وتسليمها للشرطة».

وعن غياب الرقابة على تلك الأماكن علق العميد الغامدي بان الدور الأول على ولي الأمر من خلال التوجيه والمراقبة ولكن في حاله مشاهدتنا لها نقوم فورا بمصادرة تلك المواد.

وحذر العميد الغامدي من مخاطر استخدامها من ناحية الإصابات أو حتى من ناحية الحرائق التي تسببها خصوصا في مثل هذه الأيام من كل عام محذرا أولياء الأمور من الاستهانة بمثل هذه الأخطار خصوصا ان هناك إصابات كثيرة سجلت في الفترة السابقة في العيون والآذان لبعض الأطفال.

بيع الألعاب النارية تطور في الفترات الأخيرة وأصبحت تباع على الكورنيش وامام المدارس بواسطة بعض الفتيات الإفريقيات وحتى في البسطات الرمضانية الشهيرة في جدة والتي تبيع وجبات البطاطس والعصائر الرمضانية وبأسعار في متناول الأطفال مما يؤكد خطورة الأمر.

وعن دور أمانة جدة الرقابي أوضح أحمد الغامدي مدير مركز الإعلام بالأمانة «إن الأمانة تشدد الحظر على بيع الألعاب النارية لما لها من أضرار مباشرة على الأطفال، وذلك من خلال فرق مراقبة ميدانية على جميع مناطق جدة خاصة الكورنيش التي تعد بيئة خصبة لبائعي تلك الألعاب وهناك متابعة مستمرة لمنع الباعة الجائلين وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة».

وأشار الغامدي إلى تشديد الرقابة في هذه الفترة والتي ينشط بيعها فيها بسبب حلول عيد الفطر المبارك لمنع بيع الألعاب النارية التي في جميع مناطق جدة، وذلك خشية من ضررها على الأطفال الذين لا يقدرون مدى خطورتها.

وأضاف «ان الآباء أيضا يقومون بشراء تلك الألعاب ومن هنا تهيب الأمانة بالآباء بعدم شراء تلك الألعاب وإعطائها للأطفال خاصة الصغار منهم».