خبراء أمنيون يطالبون بإلغاء حفلات «مزايين الإبل» خوفا من النعرات القبلية

يحذرون من إمكانية استغلالها لعقد صفقات مشبوهة

TT

حذر عدد من الخبراء الأمنيين من الحفلات التي تعقد تحت مسمى «مزايين الإبل»، كون لها تأثيرات سلبية عديدة تأتي في مقدمتها إثارة النعرات القبلية بين القبائل المنتشرة في أنحاء السعودية، وإمكانية استغلالها في صفقات مشبوهة تخالف أنظمة الدولة.

وجاءت تلك التحذيرات بعد انتشار حفلات «مزايين الإبل» في السعودية منذ عامين لعدد من القبائل في السعودية، يتم من خلالها جمع أموالاً تتجاوز 50 مليون ريال، بطرق تقليدية وغير قانونية، ما جعل الكثير من المتابعين لتلك الاحتفالات يطالبون بإلغائها أو تحديدها بضوابط قانونية لكي لا تستغل في أمور غير شرعية، أو قانونية.

وتضاربت الأنباء حول صدور قرار في اليام المقبلة بإلغاء ما يسمى بـ«حفل مزايين الإبل» كونها شهدت تجاوزات شرعية وقانونية في إقامتها من حيث إثارة النعرات القبلية جراء المنافسات التي تحدث بين أفراد القبائل للحصول على المراكز الأولى. بخلاف الإسراف، والذي كان آخرها توجيه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في وقت سابق إلى إلغاء حفل لمزايين الإبل في إحدى محافظات مكة المكرمة بعد ما كان مقرر إقامتها بعد إجازة عيد الفطر المقبل. من جانبه أكد يحيى الزايدي اللواء المتقاعد والمستشار الأمني أن مثل تلك الاحتفالات لها آثار سلبية وسياسية في الوقت نفسه خلاف الأموال التي تجمع بطريقة غير منضبطة ما يجعل من ضعاف النفوس إلى استغلالها بطريقة تخالف أنظمة الدولة وهي كثيرة. وقال الزايدي لـ«الشرق الأوسط» ان «الدولة وحُدت تحت راية واحدة، ومن خلالها قضت على النعرات القبلية والطائفية الخطيرة على أي دولة، ما أدى إلى توجيه الشعب إلى أهداف سامية، تتلخص في إنشاء مجتمع حضاري، وصناعي، واقتصادي، وثقافي، بخلاف تلك الاحتفالات التي لا تخدم الشعب بأكمله، بل تهدف لفئة معينة أو قبيلة معينة، بسببها يؤدي إلى ظهور نعرات قبلية قد تم القضاء عليها منذ القدم، مؤكداً أن لها آثارا خطيرة من الناحية السياسية مع زيادة مثل تلك الاحتفاليات، مضيفاً في الوقت نفسه إلى أن التفاخر يجب أن يوظف إيجابياً وليس سلبياً كما هو حاصل في مثل مزايين الإبل، إذ التفاخر الايجابي يكون بالإنتاج أو التعليم أو الاختراع».

ولمح الزايدي إلى أن المبالغ الضخمة التي تجمع لمثل تلك الاحتفاليات قد تستغل في أمور مشبوهة تسيء للبلد من الناحية الأمنية، أو أمور غير قانونية، مشيراً إلى أن من ضمن الأمور التي تسيء للأمن هو التعصب لفكر معين يختص بها وحدة معينة أو فئة من الناس، متسائلاً في الوقت نفسه عن الجهة المختصة لجمع الأموال، هل هي جهة مسؤولة؟ أو جهة حكومية أمنية؟ أم تتبع لأفراد هم بمثابة المنظمين لمثل تلك الاحتفالات، لكي يتم في الأخير ضبط مثل تلك الأموال من الناحية القانونية «مصدرها»، و«إنفاقها»، إضافة إلى أن في حال وجود ضوابط أمنية لتلك الأموال ما الفائدة التي يجنيه المجتمع السعودي من احتفالات ما يسمى بـ«مزايين الإبل».

من جانبه أوضح اللواء الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أن الاهتمام بمزايين الإبل إن كان الهدف منها هو تهريب العملة أو المخدرات أو دعم منظمات إرهابية وغيرها من الأمور غير القانونية يجب أن يوقف تلك الاحتفاليات حالاً، مضيفاً إلى أن جمع مثل تلك الأموال يجب أن تكون منضبطة بأنظمة وقواعد تصدرها الدولة.

وقال عشقي لـ«الشرق الأوسط»: لا بد أن تدرس مثل تلك الظاهرة دراسة جيدة، وأن تضبط بمعايير معينة حتى لا تفضي إلى مساوئ قد نندم عليها في المستقبل، واستدرك ان «الاهتمام بالإبل يهدف إلى المحافظة عليها فقط فهو أمر إيجابي بخلاف غيره»، مدللاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «توشك القلاص ألا تركب»، ما يدل على قلة الاهتمام بالإبل وعدم استخدامها في المستقبل لوجود البدائل، مضيفاً إلى أن الاهتمام المتزايد حالياً بالإبل من شأنه أن يثير النعرات القبلية وسيؤدي ذلك إلى انعكاسات سلبية وحساسة جداً. وتابع عشقي أن الأمر حساس للغاية إذ لا بد من المحافظة على الروح القبلية التي تعرف بشهامتها وكرمها وأخلاقها، وفي المقابل علينا أن نقضي على القبلية التي تؤكد العنصرية والاستعلاء من قبيلة على أخرى أو ما يثيرها سواء كانت حفلات أو غيرها، مؤكداً إلى أن الإسلام هذّب القبلية، ما يجعلنا ألا نُقصي القبلية وألا نثيرها.