المكاويون يستبدلون بالسيارات الدراجات النارية في العشر الأواخر من رمضان

لحل مشكلتهم مع الازدحام المروري

تصبح الدراجة النارية الخيار الأمثل لأهل مكة في شهر رمضان وخاصة في العشر الأواخر
TT

أصبحت الدراجات النارية مطلبا ملحا بل ووسيلة ضرورية وأساسية لدى موظفي الأجهزة المعنية بخدمة المعتمرين بقطاعيها العام والخاص أو حتى أصحاب المحال التجارية الواقعة في المنطقة المركزية في مكة المكرمة نظرا للازدحام المروري الكثيف الذي تشهده مدينة مكة المكرمة بوجه عام والمنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف بشكل خاص في العشر الأواخر من رمضان، ما دفع بالكثيرين منهم لاستخدام الدراجات النارية وهم يرددون «مجبر أخوك لا بطل»، ليتم لهم الوصول إلى أماكن أعمالهم والتحرك والتنقل بها بدلا عن سياراتهم الخاصة بهم أو الأجرة (التاكسي)، وحتى النقل العام اختصارا للوقت لسهولة حركتها وتنقلها في أضيق الأماكن المزدحمة.

هذه الميزات للدراجات النارية دفعت عددا كبيرا من شباب مكة المكرمة لاقتنائها واستخدامها كوسيلة لنقل المعتمرين من المواقع المزدحمة كالمناطق المحيطة بالحرم المكي الشريف وإليها مقابل مبلغ من المال يدفعه المعتمر أو الراكب يتراوح ما بين 20 و30 ريالا للراكب الواحد، خصوصاً في أوقات الذروة والعشر الأواخر من شهر رمضان مستفيدين من الخبرات التي اكتسبوها في هذا الجانب خلال مواسم الحج.

ولم يقتصر ذلك على أهالي مكة المكرمة إذ اتجه عدد من الأجهزة الحكومية والأمنية والشركات، لاستخدام الدراجات النارية مثل العاملين في أمانة العاصمة المقدسة لتوزيع أكياس النفايات على العاملين في أحياء مكة بدلا من السيارات التي تعيق حركتهم في مثل هذا الوقت من الشهر إضافة إلى رجال المرور الذين لم يتورعوا عن الدراجات النارية غير الرسمية المعروفة لرجال المرور لتسهيل عملية الوصول إلى مواقعهم تفاديا من الوقوع في إشكالية الزحام التي تشهدها مكة المكرمة. إلى ذلك أوضح العقيد احمد ناشي العتيبي مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة أن الدراجات النارية التي لا تحمل تراخيص سير (استمارة) ولوحات ولا يحمل صاحبها رخصة قيادة دراجة نارية سارية المفعول فإنه يتم حجز الدراجة التي تضبط بحوزته ومصادرتها في حال عدم ملكيته لها.

ومن جانبهم يؤكد أصحاب الدراجات النارية أنها الوسيلة الأفضل التي تستخدم في كل الظروف لا سيما أوقات الازدحام التي تشهدها العاصمة المقدسة كرمضان والحج.

من جانبه يقول محمد عبد الله الموظف في قسم الكتب والمصاحف في الحرم المكي انه استعار دراجة من أحد أصدقائه لتكون وسيلة نقله إلى مقر عمله المجاور للحرم، مضيفاً أنه يستغرق من الوقت نصف ساعة للوصول إلى عمله بخلاف الذهاب بسيارته الخاصة الذي يستغرق منه ساعات للوصول، مؤكداً أنه وقع في الأعوام الماضية في مأزق الزحام ما جعله يفكر باستعارة الدراجة النارية لهذا العام حفظاً للوقت، والبعد عن إشكالية الزحام في مكة.

وما يؤكد رأي عبد الله في ضرورة استخدام الدراجات النارية قول فتحي المصري الذي يعمل في إحدى شركات العمرة أن الدراجة النارية أصبحت مطلبا لكثير من شركات العمرة، خصوصاً في أشهر رمضان والحج، كونها تسهل عملية التنقل وإنجاز مهمات الحجز للقادمين من خارج مكة لأداء العمرة أو استخدامها لتوصيل هؤلاء المعتمرين إلى أماكن قريبة في مكة كنوع من التوصيل المجاني لاكتساب سمعة طيبة لشركة العمرة التي يعمل فيها.

أما الشاب منصور المولد فيخالف الآخرين من أن الدراجة النارية أصبحت في مكة المكرمة مطلبا أساسيا ليس لدى الشباب فقط بل لكل من يعمل في المناطق المزدحمة لسهولة تنقلها وكسرها لحاجز الازدحام الذي تشهده مكة أثناء المواسم إضافة إلى أنها مصدر رزق، وهذا ما يؤكده فيصل الحربي أن الدراجة النارية تعد مصدرا للرزق لدى الكثيرين من الشباب خلال المواسم.