الخبراء يحذرون مسافري الدرجة السياحية من الإصابة بـ«تجلط الساقين»

خطر الجلوس لفترة طويلة بدون حركة يقتل «1 ـ 2» من بين 1000 مصاب

ضيق كراسي الدرجة السياحية يعرض المسافرين للإصابة بتجلط الساقين
TT

في حين تعتزم مجموعة من الأسر السعودية استغلال إجازة عيد الفطر القادم عبر التنقل الجوي بين المدن والمناطق، أطلقت منظمة الصحة العالمية في أحدث تقاريرها الدورية أشد التحذيرات من خطورة الإصابة بتجلط الساقين جراء الجلوس لساعات طويلة دون حركة، خاصة في رحلات الدرجة السياحية التي تمتد مدة الإقلاع فيها إلى أكثر من ساعتين متواصلتين، لكونها تتصف بضيق المساحة الممنوحة للمسافر.

وأوضح التقرير أن أهم العوامل التي تسهم في تكوين الجلطات في شرايين الساقين يتمثل عبر الجلوس في وضعية واحدة دون حراك في الساقين لمدة طويلة، مما يؤدي إلى تخثر الدم في الساقين، وهي حالة غالباً ما يتعرض لها الأشخاص الذين يكثرون من السفر في فترات متقاربة، مما يعرضهم للإصابة بالجلطة في الساقين أو ما يسمى بأعراض الدرجة السياحية.

ويخص التقرير طائرات الدرجة السياحية بالتحذير نظراً لصعوبة تحرك وتنقل المسافر داخلها، نتيجة ضيق الكراسي والممرات، بحيث يصبح الخروج من الكرسي أمراً حرجاً وقلقاً لجميع الركاب المجاورين، مما يجعل الجميع يفضلون البقاء في أماكنهم حتى نهاية الرحلة، وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بتجلط الساقين الذي قد يشكل خطراً قاتلاً، حيث تظهر الإحصاءات بأنه من بين كل 1000 مصاب بهذا المرض يتوفى شخص إلى شخصين.

من جانبه، ينصح الدكتور يحيى عبد الرحمن، استشاري مناظير الجهاز الهضمي في مستشفى الحمراء، بأهمية اتباع الأساليب الوقائية البسيطة، التي تتضمن: تناول جرعة من الأسبرين المعروف بدوره في جعل صفائح الدم أقل لزوجة وإحداث سيولة طبيعية ومعتدلة في الدم، واستخدام الجوارب الخاصة بالضغط، ومحاولة التغيير المستمر لوضعية الجسد والقدمين وممارسة بعض التمارين الرياضية أثناء الرحلة الطويلة للحفاظ على تدفق الدم بالشرايين، وتجنب ارتداء ملابس ضيقة أثناء السفر، والابتعاد عن تناول المهدئات والتي تدعو إلى الجمود، ومحاولة اختيار المقاعد التي تتمتع بحجم كبير لراحة الجسم.

إزاء ذلك، عملت مجموعة من شركات الطيران على توزيع المجلات التوعوية داخل الطائرات تضم الكثير من التمارين الرياضية التي تنصح المسافر بتكرارها بين وقت وآخر أثناء الرحلة، والتي تتضمن تحريك أصابع القدمين وثني الكاحل (الكعب) مع عدم تشبيك القدمين، ومحاولة المشي داخل الطائرة أثناء الرحلة للحفاظ على تدفق الدورة الدموية بانتظام.

فيما يفيد باحثون إيطاليون أن بإمكان المرضى الناجين من تجلطات الساقين تجنب مضاعفات هذه الحالة بارتداء الجوارب الضاغطة، حيث وجدوا بعد متابعة 180مريضاً أن الجوارب الضاغطة المطاطية التي يتم ارتداؤها تحت الركبة قد تساعد في حماية المرضى من المضاعفات التي تشمل انتفاخ الأرجل والخدران والألم والتقرح وصلابة الجلد لمدة سنتين كاملتين. وأشار الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة (مدونات الطب الباطني) إلى أن هذه الجوارب قللت معدل الإصابة بالمضاعفات من 49 في المائة إلى 26 في المائة، كما قللت من نسبة المضاعفات الشديدة من 12 في المائة إلى 3.5 في المائة، وتقترح هذه الدراسة ضرورة أن تصبح الجوارب الضاغطة جزءاًً من العلاج الروتيني للخثرات الدموية في الأوردة العميقة، وينصح في حال انتفاخ الكاحل جراء ارتدائها برفع الأرجل وتجنب الوقوف والجلوس لفترات طويلة.