10 بوابات للحرم النبوي تفتح الباب لعشرات الفرص الاستثمارية والمهنية

بعد قرار فتحها طوال العام للمصلين والزائرين

فتح البوابات طوال ساعات النهار سيساهم في التخفيف على قاصدي المسجد النبوي («الشرق الأوسط»)
TT

كانت أطول 6 ساعات تمر على زائري المسجد النبوي هي التي تغلق فيها أبواب الحرم من بعد صلاة العشاء وحتى قبل صلاة الفجر بساعة، إلى أن جاء توجيه القيادة العليا في السعودية، مراعيا التوسع الكبير في أعداد القادمين لزيارة مسجد النبي، والصلاة فيه.

وفتح القرار الملكي، بأن تبقى أبواب المسجد مفتوحة طوال العام، وليس اقتصارا في العشر الأواخر، من شهية الفرص الاستثمارية لمجاوري الحرم النبوي، كما رفع من سقف تطلعات المسؤولين عن توظيف الشباب، إضافة للفائدة الدينية التي جاء القرار ملبيا لها في أكثر من اتجاه.

ويرى مستثمرون في المنطقة المركزية، أن القرار سيساعدهم في تغطية التكاليف المرتفعة لإيجارات منشآتهم بإضافة 6 ساعات يوميا، أي نحو 1290 ساعة عمل، مضافة لهم سنويا، وهو الأمر الذي يتوقع أن يزيد من فرص العمل «الجزئية» والمعروفة في الاوساط العامة بـ«نص دوام» سواء كان ذلك في المحلات التجارية، أو مكاتب الحجوزات، النقليات والشحن.

الأبواب العشرة (المسماة) التي يدخل منها المصلون، والتي تم تشييدها خلال أكثر من عمارة إسلامية، ستفتح عشرات الفرص الجديدة، في مساعدة أصحاب الدخول المتوسطة، في الانخراط بأعمال إضافية، لتغطية ساعات العمل الجديدة، حيث ينتظر أن تعمل المنشآت التجارية بنظام «المناوبات» كون معظم المشتغلين بالتجارة كانوا من أكثر المطالبين بالاستفادة من تجربة الاستثمار في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي التي تظل أسواقها نشطة طوال العام، وهو ما يعني أن أهل المدينة اليوم، أمام فرص جديدة على مستوى الاستثمار والعمل تطال معظم شرائح المجتمع.

وكانت حركة الحج والعمرة، شهدت زيادة ملحوظة ومتنامية تجاوز عدد الزوار في مجال العمرة وحدها الثلاثة ملايين سنوياً من مختلف أنحاء العالم، كما يتوقع أن يرتفع العدد مع بدء التشغيل الدولي لمطار الأمير محمد بن عبد العزيز واستقباله عشرات الرحلات الدولية يومياً والتي تصل في ذروتها إلى 60 رحلة يومياً.

القرار جاء لينهي حقبة زمنية من الاغلاق كان بمثابة تقليد موروث ومن أشهر ما روي عن ذلك في مخطوطة «تقاليد الخدمة والشعائر في المسجد النبوي» في عام 1206هـ ضمن كتاب مخطوط بعنوان: «رسالة طيبة الأذكار» وهو كتاب باللغة العثمانية بقلم قوجه مصطفى درويش ضمن مقتنيات مكتبة بشير آغا في المدينة المنورة يصف ذلك التقليد بقوله: «بعد الفراغ من صلاة العشاء يحضر الموظفون جميعًا، وفي يد كل منهم سراج مضيء - وهي مختلفة الألوان - فيتجولون في أنحاء المسجد، حتى يصلوا إلى باب السلام فيوصدونه، وإذا رأوا شخصًا بالداخل يخاطبونه بقولهم: «باسم الله» ليخرج، ويستمرون على هذه الحال حتى تغلق جميع الأبواب». ويعد القرار الذي يأتي في المقام الأول مراعاة للناحية الدينية وذلك بإتاحة الفرصة أمام زائري المسجد من داخل المملكة وخارجها من زيارته في أي وقت يقدمون إليه من الليل ومن التشرف بزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتمتع بالصلاة وقضاء أوقات أطول في الروضة الشريفة نظراً لما تشهده من ازدحام متواصل من الزوار في أجواء مفعمة بالطمأنينة والشعور بالارتياح والخشوع وما ورد في الأثر أنها قطعة من رياض الجنة كما ذكر في السنة النبوية الشريفة «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة».

نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الفالح عد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإبقاء أبواب المسجد النبوي الشريف مفتوحة أمام الزوار والمصلين على امتداد الساعة طوال العام عملا مباركا وفيه خير كثير للمسلمين من المقيمين والزوار والحجاج والمعتمرين راعى فيه ـ حفظه الله ـ التوسعة عليهم بعدما أصبحت مواسم العمرة ممتدة طوال العام، حيث زادت فيها أعداد الحجاج والزوار.

ومما يعزز من جدوى القرار، أن تقارير حديثة للمنطقة المركزية المجاورة للمسجد النبوي، تتحدث عن مشاريع كبيرة ما بين منفذة وقيد التنفيذ ومعتمدة وقيد التصميم تصل لنحو 251 مشروعا مقامة على 316 قطعة ارض تبلغ مساحتها الإجمالية 438 ألف متر مربع وبنسبة تصل إلى 74 في المائة من إجمالي مساحة قطع أراضي المنطقة المركزية البالغ عددها 514 قطعة مساحتها 591.6 ألف متر مربع. وقد سجلت المشاريع الاستثمارية في المنطقة المركزية تصاعدا ملحوظا في السنوات الماضية سواء المشروعات قيد التصميم أو التنفيذ ومن المتوقع خلال العام المقبل 1429هـ أن يصل عدد المشاريع قيد التصميم إلى 80 مشروعا بينما يبلغ عدد المشاريع قيد التنفيذ 142 مشروعاً.

وأوضح تقرير أصدرته اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة أن المنطقة المركزية تم إعداد مخطط تطويري لها من قبل احد المكاتب الاستشارية المتخصصة وقد روعي في ذلك عدة أهداف منها زيادة الطاقة الاستيعابية لإسكان الحجاج والمعتمرين بالمنطقة المركزية من 30 إلى 300 ألف زائر وتوفير الطرق وممرات المشاة ومواقف السيارات المناسبة للمنطقة وتطوير شبكات الخدمات والمرافق من خلال شبكة متكاملة من العبارات التحتية وكذلك تشجيع عملية الاستثمار بالمنطقة المركزية وتوفير المرافق والخدمات اللازمة للمشروع والتي تشمل مراكز الدفاع المدني والهلال الأحمر والرعاية الصحية وخدمات الحجاج والمعتمرين.

وتتميز المنطقة المركزية بحجم المشروعات التي أقامها القطاع الأهلي والمقدرة بأكثر من 11 مليار ريال من دون احتساب قيمة الأراضي المقامة عليها تلك المشاريع ويتوقع ضخ المزيد من الاستثمارات بقيمة 4 مليارات ريال على مشروعات الخدمات والمرافق التي تم طرحها أخيراً بنظام «بي او تي» والتي سيقوم بتنفيذها عدد من المؤسسات والشركات الأهلية.