المطاعم ترفع درجة استعدادها لولائم العيد.. وخطط للمحافظة على زبائنها

قلة المعروض من «النعيمي» وارتفاع الأسعار يثيران مخاوف أصحابها

استعدادات مكثفة لاستيعاب الزبائن خلال ايام العيد («الشرق الأوسط»)
TT

رفعت المطابخ والمطاعم في العاصمة السعودية درجة استعدادها لانجاز ولائم العيد التي يفضل بعض السكان إعدادها خارج المنزل وذلك قبل حلول عيد الفطر بأيام، حيث وقع العديد من السكان عقوداً مع المطاعم والمطابخ لتأمين وجبة العيد اما «إفطاراً أو غداء»، وتزامن ذلك مع تسجيل الاسعار في السعودية ارتفاعاً وصل إلى 40 في المائة طال المواد الغذائية وايجارات المحلات واسعار البلاستيك ومتطلبات السفرة.

ويبدأ غالبية السعوديين عادة تناول وجبة العيد في ساعات الصباح الباكرة عقب خروجهم من صلاة العيد في حين يفضل البعض من السكان إرجاء وليمة العيد إلى وقت الظهيرة أو ساعة الغداء المعتادة لإعطاء الفرصة لجميع المدعوين للحضور بعد أن يتناولوا قسطاً كافيا من الراحة عقب السهر وخصوصاً أن الساعة البيولوجية للسكان شابها نوع من التغيير خلال رمضان واجازة العيد.

وتتحول المنازل والساحات المحيطة في المساجد والاستراحات إلى أماكن يتجمع فيها السكان لتناول وليمة العيد وتبادل التهاني بهذه المناسبة مع الحضور.

ويبدأ السكان الاحتفال بالعيد منذ اعلان دخوله بتوزيع زكاة الفطر على مستحقيها، وتجهيز ملابس العيد، ووليمته.

وجرت العادة أن يستيقط السكان قبل صلاة الفجر أو مواصلة السهر ثم اداء الصلاة والتوجه بعدها إلى مصليات العيد لاداء صلاة العيد، في حين تنشغل ربات البيوت في اعداد ولائم العيد التي لا تخرج عن الكبسة السعودية، والجريش والقرصان والمرقوق مع تطعيمها بحلوى العيد التي تعد في المنازل أو تجلب من المخابز ومحلات اعداد الحلويات.

واجمع اصحاب عدد من المطابخ على ان الاقبال على مطابخهم في السنوات الأخيرة قد سجل تراجعاً بسبب انتشار المطاعم التي تقدم الوجبات المختلفة وتقوم بتأمين متطلباتها بالكامل ثم تجهيزها للزبائن حسب الطلب حتى لو كان الطلب فورياً ودون ارتباط مسبق.

وأشار عدد من اصحاب المطاعم التي تقدم انواعاً من الأكلات الشعبية منها المثلوثة «التي تتكون من الارز والجريش والقرصان» انهم مستعدون لتلبية طلبات الزبائن وطالبي وليمة العيد منذ الفجر وحتى منتصف الليل، لافتين إلى ان عدداً من الزبائن قد حجزوا طلباتهم قبل حلول العيد باسبوعين ولا زالت الطلبات تتوالى حتى فجر العيد. وبينوا ان مطاعمهم قد سحبت البساط من المطابخ نظراً لأن الأولى تقدم كل ما يحتاجه الزبائن دون أن يكلف نفسه عناء احضار متطلبات الوليمة، بل أن بعض الزبائن ينجز طلبه عبر الاتصال الهاتفي ليتم بعدها توصيل طلبه إلى المنزل عبر اسطول من السيارات تقوم بتأمينها المطاعم.

واضطرت المطاعم في ظل ارتفاع الاسعار الذي طال كل شيء إلى رفع اسعارها بنسب متفاوتة تبعاً لارتفاع اسعار المواد الغذائية من أرز ولحوم وخضار وهي المواد الأساسية الداخلة في الوجبات التي تقدمها المطاعم، اضافة إلى ارتفاع الإيجارات ومتطلبات الولائم من بلاستيك ولفائف التغليف والاكواب البلاستيكية والصحون والأكواب والملاعق.

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور سعيد القرني المشرف على شركة ركن الوليمة التي تملك سلسلة من المطاعم في كل من الرياض والدرعية ولديها توجه لانشاء فروع في المدن السعودية الكبرى بأن الشركة ارتبطت بعدة حجوزات وعقود منذ منتصف رمضان لإعداد ولائم العيد ولعل الهاجس الذي كان يشغلنا هو تأمين الذبائح الجيدة من السوق المحلي التي سجلت تراجعاً بسبب قلة المعروض من نوع النعيمي الذي يجد طلباً من الزبائن اضافة إلى ارتفاع اسعاره مثل بقية المواد الغذائية، والايجارات، وأسعار الولائم.

ولفت القرني إلى ان أسعار هذه المواد سجلت ارتفاعاً بنسبة اكثر من 40 في المائة، مما اضطر أغلب المطاعم إلى رفع الاسعار بنسب متفاوتة لكنها لا تصل إلى نسبة 40 في المائة لاعتبارات عدة لافتاً إلى ان الشركة رفعت اسعارها بنسبة لا تتعدى 3 في المائة فقط وذلك حفاظا على سمعة مطاعمها في السوق وكسب زبائنها.

وطالب وزارة التجارة بأن تضع النقاط على الحروف في مسألة غلاء الأسعار وإيضاح حقيقة هذا الغلاء، واسبابه حتى لا تدفع جهات أخرى ثمنه، مشددا على ان العديد من رواد المطاعم ابدوا تذمرهم من الارتفاع الطفيف في اسعار الوجبات الغذائية قياسا بأسعار المواد الغذائية والإيجارات وغيرها.

واعتبر القرني وزارة التجارة معنية باجراء الدراسة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين حول غلاء الأسعار، مؤملاً أن تنجز هذه الدراسة في أقرب فرصة حتى يعرف الجميع حقيقة ارتفاع الأسعار والحلول المطروحة لوقفها وأسبابها وهل هي داخلية أم خارجية بدلا من ان يكون الجميع اسيري الشائعات حول هذه المشكلة. وعاد الدكتور القرني للحديث عن ولائم العيد ليوضح ان الأسر السعودية وضعت ولائم العيد آخر اهتماماتها وأوكلت مهمة ذلك إلى المطاعم التي تفننت في اعدادها بصورة تماثل ما تعده المنازل التي انشغل اصحابها في تأمين ملابس وحلوى العيد وتوجيه الدعوات للأهل والأقارب والأصدقاء لحضور مناسبة العيد أما في المنازل أو في قصور الأفراح أو في الاستراحات.

وأشار إلى ان الطلب على لحوم الحاشي قل مؤخراً مستبعدا ان يكون لمشكلة نفوق الأبل دور في ذلك، وزاد بأن الأكلات الشعبية المصاحبة لوجبة الأرز كالقرصان والجريش حافظت على مكانتها ولا زالت تجد طلباً كبيراً من متذوقيها.

وأبدى الدكتور القرني استعداد الشركة لتقديم وجبات لمرضى السكري والضغط تراعي جوانب صحية من خلال تقليل نسبة الدهون والملح والبهارات في الوجبات التي يطلبونها.

ويشكل عيد الفطر راحة لربات المنازل حيث يتفرغن كلياً للاحتفاء بالعيد عكس عيد الأضحى الذي يتطلب متابعة للاضاحي من ذبح وتقطيع وتوزيع وإهداء للحوم.