«ثول».. حاضرة البحر الأحمر

القرية الوادعة التي تحولت إلى منتجع لصناعة المستقبل

نماذج تخيلية لما ستكون عليه الجامعة بعد اكتمال انشائها في 2009
TT

كما غير النفط وجه المنطقة الشرقية ابتداءً قبل أن يزحف التغيير ليشمل خارطة البلاد، فإن «ثول»، التي ينهمك ما تبقى من سكانها بصيد الأسماك، وتعيش بوداعة وبساطة على ضفاف البحر الأحمر، تشهد هذه الأيام انطلاقة نحو مستقبل لم تكن تحلم به.

فثول الوادعة، التي تتزايد حاجاتها الإنمائية، وجدت نفسها فجأة تحتضن واحداً من أكبر المشاريع العلمية والاقتصادية السعودية، وفتحت عيونها ذات صباح لتجد جرافات وشاحنات وجحافل المهندسين والعمال والمقاولين يذرعون أرجاءها ويسوون الأرض لتشييد واحد من أكبر الصروح العلمية في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت «ثول» التي لم تكتحل عيونها سابقاً برؤية الوجوه الأجنبية، تفتح ذراعيها لاستقبال الشركات العالمية التي كرست خبراتها وطاقاتها لتشييد جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز، كأحد أبرز المعاهد العلمية. وليس بعيداً عن «ثول» تقع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وكذلك مشروع بترورابغ العملاق.

تقع «ثول» على ساحل البحر الأحمر بطول 35 كيلو مترا تقريبا، وتعد مرفأ كبيرا لقوارب الصيد ورحلات الغوص، وتبعد عن جدة 110 كلم شمالا، وعن ذهبان 45 كلم، وعن رابغ 60 كلم، وهي تتوسط المسافة بين جدة جنوبا ورابغ شمالا.

وكانت ثول تعرف سابقاً باسم «الدعيجية»، وثول، هو اسم الوادي المحيط بالبلدة من جهات الجنوب والشرق، ولكن غلبت هذه التسمية مؤخراً على البلدة فأصبحت تعرف ببلدة «ثول» نسبة إلى الوادي. وكانت حرفة أهالي ثول منذ القدم، هي الغوص وصيد الأسماك، وتصديره للبيع. منازل «ثول» المتناثرة والتي يغلب عليها البساطة، تحتضن نحو عشرة آلاف من سكانها، في حين نزح الآلاف إلى مدينة جدة القريبة، حيث فرص العمل والاستثمار.

وإلى الشمال من «ثول»، يقع ميناء «القضيمية»، وهو ميناء ظل يستخدم في الثمانينات، قبل أن يتم تعليق العمل فيه، وتجري اليوم الاستعدادات لإعادة فتحه لكي يخدم مشروع الجامعة وكذلك مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.

ومع افتتاح المشروع، في سبتمبر (ايلول) 2009 ستجد «ثول» نفسها قبلة للعلماء والباحثين والطلاب الذين يقصدون جامعة الملك عبد الله، كما ستستضيف مئات العائلات من جنسيات مختلفة يضمهم الحرم الجامعي، وهو ما يوفر للقرية الوادعة فرصة للانفتاح على العالم الخارجي.