الخويطر: جامعة بحثية تؤسس لاقتصاد معرفي

شراكة في الأبحاث بين مختلف العلوم والتخصصات

TT

أوضح أحمد الخويطر، وكيل جامعة الملك عبد الله المكلف، في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما يمكن لجامعة الملك عبد الله أن تضيفه على الصعيد العلمي والبحثي، أن «الجامعة تمثل مجمعاً بحثيأ على مستوى العالم، بمعنى أن البحوث التي تقوم بها الجامعة ستكون بجودة وأهمية البحوث التي تقام في أفضل مراكز البحوث العالمية».

ويضيف الخويطر، في الغرب يفرقون بين الجامعات البحثية والجامعات التقليدية، فجامعة الملك عبد الله هي أول جامعة بحوث علمية في المنطقة، حيث تركز الجامعة على الأبحاث أولاً، وعلى التعليم ثانياً. وفي حين يعتبر السياق العام للتعليم في الجامعات التقليدية بأنه نقل للمعلومات والعلوم، فإن الجامعات البحثية تعمل على إنتاج العلم والمعرفة والابتكار، وهو أهم بكثير، خاصة في ما يتعلق بالاقتصاد.

وعن الكيفية التي تمثلها الجامعة في العالم، بين الخويطر أن التركيز على الأبحاث المشتركة بين التخصصات، حيث بدأت بنهاية القرن العشرين محاولات العلماء دمج الأبحاث بين تخصصات مختلفة، كالهندسة البيولوجية، والرياضيات البيولوجية، يمثل نقلة جدية على مسار العلوم البحثية، كما أن الاكتشافات الهامة الأخيرة كانت بفضل هذا النسق العلمي المشترك. وأشار الخويطر إلى أن تقنية النانو مثلاً أصبحت عبارة عن أبحاث مشتركة بين العلوم شملت الكيمياء والفيزياء والهندسة الميكانيكية والأحياء البيولوجية.

وأفاد الخويطر، أن الجديد في جامعة الملك عبد الله سيكون أنها أسست منذ البداية على أنها جامعة مشتركة في الأبحاث بين مختلف العلوم والتخصصات. ولتأكيد هذا الشيء في بنية الجامعة فإنه لا يوجد داخلها أقسام محددة بين المجالات، لأن الفرق البحثية تتكون من عدة تخصصات، فعلم المواد مثلاً يمثل عدة مراكز بينها مركز الألياف والذي يمكن أن يبحث فيه عالم الفيزياء أو البيولوجيا. وبالتالي فهي الجامعة الأولى في المملكة التي أنشئت على أساس البحث المشترك.

وعن التحدي الذي يمثله إنشاء جامعة حاضنة للأبحاث وجاذبة للعلماء، قال الخويطر، إنها ليست المرة الأولى التي تنشأ فيها جامعة علمية بحثية في مكان مشابه لظروف المملكة، وكانت التجارب السابقة دليلاً على أن الجامعات أخذت على عاتقها النهوض العلمي والاقتصادي لمحيطها الجغرافي التي نشأت فيها. ويقول الخويطر، إن جامعة ستانفورد التي أنشئت نهاية القرن التاسع عشر في ولاية كاليفورنيا واجهت تحدياً أصعب من جامعة الملك عبد الله، وبرغم الصعوبات فقد ظهرت الجامعة بعد الحرب العالمية الثانية بأنها أهم رافد ومحرك لبناء الاقتصاد في ولاية كاليفورنيا وعلى مستوى الولايات المتحدة، واستقطبت الشركات الكبرى حتى اقيم بجوارها وادي السيلكون. وهذا يؤكد أننا يمكن أن نبدأ حتى بدون بنية علمية تحتية.

وأمام مختلف التحديات التي واجهتها الجامعة، يقول أحمد الخويطر إن تحدياً كبيراً تمثل في القدرة على إقناع العلماء بالتعاون مع جامعة لا تمتلك بعد «سجلاً» وليس لها رصيد من السمعة العلمية حتى الآن، وقال إننا وجدنا أن أهم ما يمكن أن يجذب الباحث هو أبحاثه، والامكانيات التي تجعله ينجز تلك الأبحاث وتوفر له المناخ الملائم والأنظمة الموضوعة لإدارة هذه الجامعة، وأن علينا أن نحيط العلماء والباحثين بشبكة من المتعاونين بنفس مستوى الجودة، وهو من الصعوبات الحقيقية، حيث يتعين علينا أن نضمن الجودة لكل المساهمين.